فجر تأجيل عرض مسرحية"المينة" للمخرج شوقي بوزيد ونص رشدي رضوان، إنتاج مسرح بسكرة، موجة من الجدل بعد الإعلان المفاجئ عن إلغاء عرضها الذي كان مبرمجا، أمس، على الساعة الثالثة، وهو ما دق ناقوس الخطر، وسط تراشق التصريحات بين مخرج المسرحية، ومدير مسرح بسكرة مراد بن شيخ المنتج المنفذ للعرض، هذا الأخير الذي راسل وزارة الثقافة مقدما ملاحظات وتحفظات ضد المسرحية. خيمت سحابة صيف، في اليوم الثاني على فعاليات المهرجان الدولي للمسرح المحترف في دورته الثالثة عشر التي انطلقت أول أمس، وسط تحديات كبيرة أولها الميزانية الضعيفة التي لا تزال تحاصر إدارة المهرجان، فلم يهضم المخرج المسرحي شوقي بوزيد قرار "إلغاء" عرضه المسرحي في الموعد المبرمج، دون إخطار أو إعلان مسبق من طرف الإدارة. فحتى الدقيقة الأخيرة قبل موعد العرض ظل المخرج وكاتب النص، في رحلة البحث عن مصير مسرحيتهم "هل سيتم عرضها، كما يشير البرنامج المعلق أم ماذا يحدث بالضبط؟"، خاصة أن المسرحية تندرج ضمن المسابقة الرسمية، ليخرج شوقي بوزيد عن صمته في الدقائق الأولى التي عقبت قرار الإلغاء، ويكشف عن جرح يبدو أنه عميق بينه وبين مدير مسرح بسكرة، وصل إلى حد توجيه "تهمة" ممارسة الإدارة الرقابة على عمل مسرحي فني. أشار شوقي بوزيد إلى تعرضه للمساومة من طرف مدير المسرح، وقال في تصريح ل"الخبر": "في صباح الخميس الماضي، ذهبت لاستلام ما تبقى من مستحقاتي، وقد فاجأني المدير بقوله: "يمكنك استلام ما تبقي لك من مستحقاتك ولكن بشرط"، سألته: "ماهو" قال : "أن توقع على أن لا يتم تقديم العرض بذلك اللباس الذي يحمل عملات نقدية جزائرية"، مشيرا إلى أن المدير اعتبر ذلك "إهانة إلى أحد رموز الدولة الجزائرية". وأضاف بوزيد مستغربا:"الشيء الذي يهمني كمخرج هو الفكرة الفلسفية للكاتب والهدف يجب أن يخدمنا جميعا" واعتبر أن:"المدير أراد ممارسة الرقابة على عرضه المسرحي"، كما قال: "المسرحية من إنتاج مسرح بسكرة في النهاية، مؤسسة تابعة للدولة الجزائرية، وهذا العرض ليس فيه أي شيء يمس برموز الدولة الجزائرية، لقد اطلعت على النص وأعجبني، وقمت بإسقاطه على بلادي، بلادي من ذهب ونحن الآن نبحث عن منفذ، منفذ للسياسي والرياضي وغير ذلك، منفذ لبناء أمة". وتحدث المخرج بكثير من الآسى والحسرة قائلا: "لقد تقدم المدير بتقرير إلى الوزارة يقول فيه أنني أهنت رموز الدولة والدين والعرف، لقد أشعرني أنني أخرجت عرضا مسرحا آخر، والوزارة اتصلت بالكاتب واتجه الكاتب للوزارة، أما أنا تلقيت اتصالا من محافظ المهرجان، أبلغني بأن العرض لن يقدم في موعده وهذا الأمر آلمني كثيرا". وأضاف شوقي بوزيد : "في حياتي لم يقمعني مدير كما قمعني هذا المدير، أنا مخرج لا أقبل أن تدوس الإدارة على الممثلين أو النص. وهذا المدير يتدخل في كل شيء في الموسيقى والتدريبات و كل شيء بطريقة مبالغ فيها". من جهته، رد مدير المسرح الجهوي لبسكرة، مراد بن شيخ، على التهم التي وجهها له المخرج قائلا ل"الخبر":"مسرحية "المينة" هي حلم بالنسبة لي كمدير لمسرح جديد"، وأوضح أنه لم يكن يملك الكثير من الوقت للمشاركة في مسابقة المهرجان، قائلا: "أنا لا أتحدث كمدير وإنما كطرف في العقد، وهنا إذا مس أحد برموز الدولة لا أسمح بذلك". وأشار مدير مسرح بسكرة إلى أن هناك محاولة من طرف المخرج للمساس برموز الدولة، مرجعا سبب التأجيل لعدم جاهزية العرض، وأضاف:" نحن لا نسمح بالمساس برموز الدولة والتأجيل راجع لعدم الجاهزية". وعن مستحقات المخرج المالية، أوضح المدير: "قلت له لا يمكن أن تتقاضى المبلغ مباشرة، فقد انتهينا للتو، وهو يطالب بحقوقه بعد يوم فقط، كنا منشغلين بعروض أخرى خاصة بمسرح الطفل". ويبقى السؤال: "هل سيقدم العرض وفق الرؤية الإخراجية أم وفق التحفظات التي سجلتها إدارة المسرح"، في وقت أكد فيه المدير المسرح قائلا:" أنا عندي تحفظات في قراءة الآية بطريقة محرفة، كمسلم أرفض ذلك". أما عن التحفظات التي تخص اللباس فقال:"الملاحظات سجلتها اللجنة الفنية، والمخرج لم يتقبل ملاحظات أعضاء اللجنة التي تم تسجلها على لباس شخصية رئيس البلدية، الذي يحمل إيحاءات سياسية". وفي وقت يصر المخرج على عدم تدخل الإدارة في الأمور الفنية، أشار المدير إلى أن العرض سيكون يوم الخميس القادم، وقال: "ننتظر العرض وما سيقدمه، إذا وجدت العملة أم لا، أنا منتج العرض إذا لم ينضبط المخرج عليه تحمل مسؤوليته في أي شيء يخرج عن الرؤية الإخراجية"، مؤكدا أن السبب الرئيسي للتأجيل يرجع بالنسبة للإدارة في عدم جاهزية العرض.