خرج مواطنو الشرق الجزائري، في تاسع جمعة منذ بدء الحراك الشعبي أواخر فيفري الماضي، للتأكيد على مطالب رحيل رموز النظام. ودعا متظاهرون إلى الزحف الجماعي نحو العاصمة يوم الإثنين القادم لإبطال عرس العصابة في المشاورات. اشتد الحماس في قسنطينة، خلال هذه الجمعة التاسعة من عمر الحراك الشعبي، حيث تفنن المواطنون بجميع شرائحهم في التعبير عن آرائهم السياسية بما يتماشى وهذه المرحلة، حيث تعالت الأهازيج والأغاني الحماسية الجديدة والمتجددة المطالبة باقتلاع جميع الباءات وآثار النظام السابق، وكان من أبرز الشعارات المرفوعة: “الشعب مادامو فالشارع الباءات يتنحاو ڤاع”، “الشعب مربي والدولة خاينة”، “اقطعوا العلاقات مع الإمارات صاحبة المؤامرات”. كما صنع مشهد عشرات الشباب فوق الدراجات النارية حاملين الرايات الوطنية الحدث في هذه المسيرة. وفي باتنة، خرج الآلاف في مسيرة انطلقت من مكان غير بعيد عن المسجد الأكبر مسجد أول نوفمبر، اكتنفها تنظيم محكم من طرف متطوعين تلونت ألبستهم بالأعلام الوطنية وألبسة الجيش الوطني الشعبي، رافعين لافتات تطالب برحيل كل رموز النظام وما تبقى من الباءات الأربعة، في حين وجه آخرون أصابع الاتهام لقائد أركان الجيش، الفريق أحمد ڤايد صالح، حيث اعتبروه راعيا لمصالح وحقوق العائلة المالكة التي رحلت من سدة الحكم. وخرج، أمس، بعد صلاة الجمعة، مواطنو مدينة خنشلة، في مسيرة شعبية حاشدة مطوقة بالآلاف من أفراد الشرطة، معلنين مساندتهم للجيش ومطالبين برحيل باقي الباءات وكل من حضر أو يحضر الندوة المزمع إجراؤها الإثنين المقبل، لأن فيها سيُذبح الشعب الجزائري والوطن مرتين، كما قالوا. وطالبوا، في نفس السياق، جهاز القضاء التحرك لفتح ملفات الفساد تنفيذا لطلب قيادة الجيش، خاصة ملف النخيل والاستثمار الوهمي والحصول على القروض بالمليارات وغيرها من المطالب المرفوعة. وخرج عشرات الآلاف من مواطني سوق أهراس لساحتي الاستقلال والشهداء، حاملين الرايات الوطنية بمختلف الأحجام، منادين بإسقاط ما بقي من رؤوس النظام، ورافضين إجراء الانتخابات الرئاسية. وطالب هؤلاء عبر عديد اللافتات المجالس البلدية بعدم الخضوع لمن سموهم “بمبتزي السلطة وناهبي المال العام” وإرجاع السلطة والقرار للحراك الشعبي. وطالب المتظاهرون، أمس، بتبسة باستكمال رحيل الباءات المتبقية: بدوي وبن صالح وبوشارب، وتحقيق مرحلة انتقالية من دون الوجوه القديمة. وقد وجه مجموع المتظاهرين اتهاما لوالي تبسة، مولاتي عطا الله، بالموافقة على زيارة وزير الطاقة محمد عرقاب، قبل أن تتم محاصرته بمطار تبسة وفراره من مسلك ترابي، معتبرين أن الزيارة استفزازية للشعب بالنظر لفقدان الحكومة للشرعية الشعبية. وأعرب، أمس، الآلاف من سكان ولاية سكيكدة، من خلال مسيرة سلمية، تعد الأضخم، عن تمسكهم برحيل الباءات الثلاث المتبقية من رموز النظام البوتفليقي الذي نهب خيرات الشعب. كما حذر المتظاهرون الجنرال “توفيق” مما يقوم به لعرقلة مطالب الشعب، على حد وصفهم. وتحولت المسيرات المليونية ببرج بوعريريج إلى منبر لإيصال رسائل الشارع للنظام، ورموزه، والرد على الإجراءات المتخذة من طرف العصابة. وحمل البرايجية شعارات جديدة في المسيرة التاسعة، “بركاي يا العصابة ما تنشري الفتنة، فالجزائر حنا خاوة، خاوة، كلنا ضد العصابة”، كما ردت الجماهير “لا فرنسا لا إمارات، بالشعب والجيش فالجزائر راهي فرات”، “لا حرية في وطن مجرموه أحرار”، ودعت عشرات الشعارات القضاء لممارسة واجبه، ومتابعة ناهبي المال العام. وبالطارف، زج المتظاهرون اسم عبد العزيز بلعيد، رئيس جبهة المستقبل، في خانة المناوئين للحراك الشعبي، وتمسكت المسيرة برفضها للحلول المخيبة والمضيّعة للوقت. ودعت المسيرة السلمية نظيراتها من مختلف ولايات الوطن الزحف الجماعي نحو العاصمة يوم الإثنين القادم لأبطال عرس العصابة في المشاورات. وبسطيف، توحدت الشعارات حول رفض المشاورات التي يتبناها بن صالح وبدوي وغيرهما، وطالبت برحيل العصابة وحاشيتهم مهما كان مركزهم السياسي. كما خرج عشرات الآلاف من مواطني ولاية ميلة في تاسع جمعة لتجديد العهد مع مسيرات التغيير السلمي، وكلهم إصرار على اجتثاث الورم السرطاني الذي نخر جسد الدولة الجزائرية. رافعين شعارات “لا للمشاورات المغرضة، ارحلوا ارحلوا”، وشعارات أخرى منددة بالفساد وداعية لمحاسبة المفترسين. وتدفق، يوم أمس، ببسكرة الآلاف من المواطنين في الجمعة التاسعة نحو ساحة الحرية، مباشرة بعد صلاة الجمعة، من جميع أنحاء المدينة والمناطق المجاورة، حيث لم تثنهم حرارة الطقس والرياح الهوجاء المحمّلة بالغبار عن مواصلة الحراك الشعب. وردد البساكرة الهتافات والشعارات التي استهدفت رموز العصابة، ثم سارت الجموع البشرية كالعادة نحو طريق الزعاطشة إلى أن وصلوا النفق المؤدي إلى الجهة الغربية ليتواصل نبض الشارع الرافض لممارسات النظام الحاكم. كذلك، واصل عشرات الآلاف من سكان ولاية جيجل وفاءهم للحراك الشعبي، حيث خرجوا رجالا ونساء وأطفالا في مسيرة الجمعة التاسعة، والكل بصوت واحد “ديڤاج بن صالح.. ديڤاج بدوي”. ورفض المتظاهرون كل دعوات الحوار والتشاور مع رئيس الدولة عبد القادر بن صالح، وأبرز شيخ طاعن في السن في مقدمة المسيرة لافتة كتب عليها “بن صالح ديڤاج... الشعب يريد التغيير لا للتدوير”.