تعمل الهيئة الوطنية لحماية وترقية الطفولة، التابعة لمصالح الوزير الأول، ومنذ بدء العمل على تطبيق إجراء الحجر المنزلي الوقائي على مستوى كل الولايات التي يخشى تفشي وباء كورونا وسط سكانها، على مرافقة العائلة والطفل نفسيا، من أجل ضمان الاستقرار النفسي له، وهو الذي توقف وبشكل مفاجئ عن الدراسة، وممارسة مختلف النشاطات التي دأب على ممارستها، تعليمية، ترفيهية، ورياضية، مما أحدث حالة من اللا اطمئنان لدى العديد من الأطفال، الذين يتصلون بشكل يومي على الرقم الأخضر 11-11 الذي وضعته الهيئة تحت تصرفهم. يقوم الأخصائيون على مستوى خلية الإخطار بالهيئة، بتقديم العديد من الإرشادات والنصائح لفائدة الأولياء والطفل خاصة، من أجل تحقيق توازن لدى الأخير يمكنه من اجتياز الوضع الاستثنائي الذي تمر به البلاد، بدون آثار سلبية على نفسيته، جراء المكوث في البيت لساعات طويلة، بحيث يقترح هؤلاء، جملة من النشاطات البسيطة التي يمكن ممارستها في البيت على غرار الرسم، تعلم اللغات، التمارين الرياضية البسيطة، والألعاب الفكرية وكذا مراجعة الدروس حتى لا ينفصل الطفل تماما عن عالم المدرسة، وحتى يعود إلى مدرسته وزملائه وهو قد كسب الكثير طيلة فترة بقاءه في المنزل احتراما للاجراءات الوقائية المتخذة من طرف الدولة، للرسو بالوطن والمواطنين بالدرجة الأولى في بر الأمان بعيدا عن الآثار الوخيمة الناجمة عن تفشي وباء كورونا المستجد. وفي لقاء جمعها ب "الخبر"، خلال زيارة إلى مقر الهيئة، تؤكد رئيسة الهيئة الوطنية لحماية وترقية الطفولة السيدة مريم شرفي، على ضرورة المرافقة الصحيحة للطفل خلال هذه الفترة، وإبعاده تماما عن الشارع الذي أصبح اليوم يشكل خطرا حقيقيا عليه، كما يأتي تسجيل وفاة ابنة الجزائر ذات التسع سنوات أول أمس، ليفند كل المقولات الشائعة مسبقا عن عدم تأثر الأطفال بالوباء. وتنوه شرفي، في ذات السياق، أن الهيئة قد استفادت من الدورات التكوينية التي طالما سهرت على تنظيمها لفائدة الأخصائيين النفسانيين، بحيث التحق اليوم هؤلاء بالهيئة من أجل وضع خبرتهم المكتسبة في خدمة الطفولة الجزائرية، على غرار شراكتها مع الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث فورام، التي يساهم إطاراتها ضمن خلية الإخطار التابعة للهيئة الوطنية لترقية الطفولة، من أجل تحقيق الأهداف السامية، التي تخدم الطفولة بالدرجة الأولى. للتنويه، فإن رئيسة الهيئة الوطنية لحماية وترقية الطفولة وإطاراتها أعلنوا اليوم عن تبرعهم برواتبهم لهذا الشهر، في إطار الجهود الوطنية لمكافحة جائحة كورونا.