بلغت الخسائر المالية التي تكبدتها مؤسسة نقل المسافرين للوسط حوالي 150 مليون دينار بسبب التوقف عن النشاط خلال فترة الحجر الصحي التي أقرتها السلطات العمومية في إطار محاربة انتشار وباء كوفيد -19 ، حسبما كشف عنه اليوم الثلاثاء، الرئيس المدير العام للمؤسسة، عبد الرزاق قيلان. و قال قيلان لدى نزوله ضيفا على الإذاعة الوطنية " كباقي مؤسسات النقل، تكبدت مؤسسة نقل المسافرين وسط خسائر بلغت نحو 150 مليون دينار خلال ثلاثة اشهر التي استغرقها الحجر الصحي، بالإضافة إلى توقف تنفيذ العديد من المشاريع والاستثمارات على المستوى الوطني التي كانت مبرمجة للسنة الجارية ". و أوضح قيلان أن "المؤسسة ضبطت مخطط عمل للفترة الممتدة من 2017 إلى 2022 و كانت 2020 ستكون المنعرج الحقيقي لتطوير المؤسسات لكن مع الأسف جائحة كورونا كبحت تنفيذ المشاريع المبرمجة". وأشار إلى أن الاستثمارات المبرمجة من طرف المؤسسة تخص بشكل أساسي إدخال التكنولوجيات الحديثة في نظام تحصيل التذاكر و تتبع مسار الحافلات عبر نظام الرصد الفضائي وتقنية مراقبة السيارات وغيرها من المشاريع التي كانت ستعطي قفزة نوعية للشركة في مجال تحديث الخدمات. و بخصوص آجال استئناف المؤسسة لنشاطها، قال ذات المسؤول أن هذا الأمر من صلاحيات السلطات العليا للبلاد مضيفا أن "العودة إلى النشاط ستكون في البداية صعبة بسبب فرض الالتزام بمختلف التدابير الوقائية من وباء كورونا (..) و لكن لضمان عودة النشاط بصفة آمنة للمواطنين و عمال المؤسسة، فقد تم اتخاذ تدابير عديدة" . و تابع في هذا الصدد "خلال فترة الحجر الصحي قمنا بتشكيل خلية أزمة تعمل على مدار اليوم اتخذت من خلالها عدة إجراءات كتعقيم الحافلات و ورسم مساحات التباعد بين الأشخاص ووضع حاجز بين السائق والركاب وإلزامية وضع القناع الواقي للسائق و القابض و كل الركاب". و مع العودة إلى النشاط سيتم تعزيز هذه التدابير من خلال القيام بعمليات التطهير بصفة مستمرة عند كل انطلاق للحافلة وعند الوصول فضلا عن التدابير الضرورية الأخرى لضمان سلامة الزبائن و العمال. و عبر قيلان عن تفاؤله بشأن تطوير النقل البري عبر الوطن، مؤكدا أن مؤسسة نقل المسافرين وسط ستعمل على توفير أحسن الخدمات للزبون من خلال استعمال حافلات حديثة بمواصفات تكنولوجية عالمية على رأسها تعميم التوزيع الالكتروني للتذاكر ". وعن إمكانيات المؤسسة، قال أن الشركة تحوز على 100 حافلة متطورة تستغل 50 خطا عبر الوطن وتضمن نقل أكثر من 400 ألف مسافر في السنة . وبخصوص إمكانية رفع سعر التذكرة بسبب الزيادات في الوقود التي اقرها قانون المالية التكميلي لسنة 2020، أوضح قيلان أن هذه المسألة من صلاحيات الوزارة الوصية مؤكدا أن هدف مؤسسة تقل المسافرين للوسط هو توفير خدمات نوعية وضمان السلامة الصحية للمسافرين.