هل يمكن أن تصاب بفيروس كوفيد 19 مرتين؟ سؤال يتردد كثيرا في الفترة الأخيرة بين المختصين والمرضى المتعافين المتخوفين من أن تعاودهم الإصابة مجددا بالفيروس، بعد معاناتهم من الأعراض، لكن لحد الآن لا يوجد دليل على تكرار الإصابة بالمرض بعد فترة من التعافي، حسب الأطباء الذين تحدثت إليهم "الخبر". أوضح البروفيسور كتفي عبد الباسط، رئيس مصلحة كوفيد 19 في مستشفى الرويبة في تصريح ل"الخبر"، أنه لا يمكن إثبات ولا دليل يؤكد احتمال الإصابة مجددا للحالات التي أصيبت سابقا بالفيروس.
يصعب إثبات الأمر علميا
وذكر رئيس مصلحة الأمراض الصدرية في مستشفى الرويبة بالعاصمة، وقوفه على حالتين في المصلحة التي يشرف عليها، ظهرت عليها قبل فترة أعراض فيروس كوفيد 19، إلا أن تحاليلها كانت سلبية، وكانت قد خضعت للعلاج والبروتوكول المعمول به قبل صدور التحاليل، "وهنا لا يمكن تجاهل أن هناك أمراض غير فيروس كوفيد 19 يمكن لها الشفاء بالأدوية التي نعالج بها الإصابة بالفيروس". قال البروفيسور. وواصل المتحدث موضحا: "بعد شهر عادت نفس الحالتين إلى المستشفى بعد ظهور نفس الأعراض عليها، لكن هذه المرة كانت نتائج التحاليل إيجابية وخضعت للعلاج، ورغم ذلك لا يمكن القول إنها أصيبت مرتين، لأنه يصعب إثبات ذلك علميا، لأن النتائج في الأول يفترض أن تكون إيجابية ثم تتحول إلى سلبية بعد فترة من العلاج. ونفس الأمر في الإصابة الثانية المفترضة، وهنا هذا الشرط لم يتوفر بعد التحقيق في الحالتين، لهذا الاحتمال ضعيف جدا".
قد تكون العدوى الأصلية نفسها
من جانبه، قال الدكتور محمد يوسفي، رئيس مصلحة الأمراض المعدية في مستشفى بوفاريك، في حديث مع "الخبر"، إنه لحد الآن لم يتم تسجيل إي إصابة جديدة بين المتعافين من فيروس كوفيد 19، وإن ما يتردد مجرد كلام "فلا حالات إصابة مؤكدة يمكن الحديث عنها". وأشار الدكتور يوسفي، الذي يترأس مصلحة استقبلت أكبر عدد من المصابين بالفيروس منذ بداية الجائحة، إلى أنه قبل الحديث عن حالات انتكاسة بين المتعافين، لا يجب تجاهل أن الفيروس قد يستغرق وقتا طويلا في الجسم بعد الإصابة قبل أن تصبح تحاليل الشخص المصاب سلبية، مبرزا أن هناك حالات ظلت تحاليلها إيجابية إلى نحو شهرين، وبالتالي الحديث عن عدوى جديدة يمكن أن يكون استمرارا للعدوى الأولى. وفي السياق ذكر خبراء صحة عالميون أنه "من غير المرجح" أن يصاب الشخص بفيروس كورونا بعد فترة قليلة من تعافيه، لكنهم قالوا إنهم "غير متأكدين حتى الآن من ذلك". وأعلن عدد من الأطباء والمحققين المشاركين في علاج عدوى فيروس كورونا بالمجلس الهندي للبحوث الطبية، أنه لا يوجد دليل على تكرار المرض لدى الأشخاص الذين تعافوا منه، أو ما يعرف بانتكاسة مرضى كورونا. وقال الدكتور جيريدهاربابو، وهو أحد أعضاء فريق العمل البحثي التابع للمجلس الهندي للبحوث الطبية حول علم الأوبئة والمراقبة، إنه من الصعب القول بثقة هل يوجد انتكاسة أم لا فى المرضى المتعافين، حيث يمكن الخلط بين بعض علامات ما بعد الشفاء وأعراض كوفيد 19. وصرح عضو فريق العمل البحثي: "نحن نقف ضد الأدلة من جميع أنحاء العالم، حيث نلاحظ أنه لا توجد إعادة إصابة". وأضاف الدكتور سوابنيلكو لكارني، أخصائي الصدر في قسم أمراض الرئة في مستشفى كيم فىمومباي، إنه لا يوجد دليل قاطع على عودة العدوى في المرضى المتعافين، وأشار كولكارني كانت هناك تقارير من الصين في وقت سابق من هذا العام عن تكرار العدوى، لكن لم ترد أي معلومات أخرى عن ذلك بخلاف أنه لم ترد تقارير عن الانتكاس". وأضاف إن هناك حالات ظهرت فيها نتائج تحليل الإصابة بفيروس كوفيد 19 إيجابية للمرضى الذين تعافوا، لأن هذا الاختبار يكتشف بقايا الفيروس الميت في الجسم. وأكد نفس المصدر أن المواد الميتة أو بقايا الفيروس غير ضارة وتستغرق شهرًا أو شهرين لتخرج من الجسم، مضيفًا أنه لا يوجد وضوح حول ما إذا كانت هذه الاختبارات جاءت إيجابية بسبب إعادة العدوى أو بسبب وجود بقايا قديمة، مشيرا إلى أنه "يأتي العديد من المرضى المتعافين للمتابعة، لكننا لم نواجه أي حالة تكرار مع الأعراض المناسبة". وأوضح أطباء فريق العمل البحثي التابع للمجلس الهندى للبحوث الطبية من أجل إثبات أن الفيروس قد أصاب مريضًا متعافى مرة أخرى، حيث يخلط الكثير من الأشخاص بين ظاهرة الضعف وضيق التنفس وضعف تشبع الأكسجين والتي قد تستمر لبعض الوقت في المرضى المتعافين وأعراض ما بعد كوفيد 19. كما نفى الدكتور سودهيرباتسوت المشرف الطبي في مستشفى نايدو أي تقارير عن انتكاس أو تكرار العدوى. ووجدت دراسة أمريكية أن الأجسام المضادة التي تحارب المرض تبقى في الدم لأشهر فقط بالنسبة للذين عانوا من أعراض خفيفة، ما يعني نظريا أن "الأشخاص يمكن أن يصابوا مرة أخرى بالمرض"، ولكن الأجسام المضادة ليست هي الدفاع الوحيد ضد الفيروس، ما يعني أن الأمر غير مؤكد. ويحاول العلماء التأكد بشكل كامل من هذا الموضوع، لأنه يعني أن المصابين قد لا يمتلكون حصانة من الإصابة مجددا، مما يقوض فكرة المناعة العامة، وقد يؤثر على فكرة "لقاح طويل الأمد" التي يأمل الكثيرون أن تكون مفتاح الخلاص من الفيروس.