لم يستغرب سفير جمهورية لبنانبالجزائر، السيد محمد حسن، موقف الجزائر، حكومة وشعبا، في أعقاب تفجير مرفأ بيروت، والمساعدات التي أقرها رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون مباشرة بعد اتصاله بنظيره، العماد ميشال عون، مؤكدا في حوار مع "الخبر" سعيه كممثل للجمهورية اللبنانية إلى الرقي بالتعاون الثنائي بين البلدين إلى مستويات عليا، سياسيا واقتصاديا وتجاريا وأمنيا وثقافيا. ووقف السفير في الحوار عند ملفات عدة، محلية وإقليمية، وتأثير العديد من القضايا الإقليمية على الوضع مباشرة في لبنان. أولا وباسم طاقم مؤسسة "الخبر" الإعلامية نتقدم إلى سعادتكم ومن خلالكم إلى الشقيقة لبنان بأصدق مشاعر التضامن والمساندة عقب الفاجعة التي ألمت ببيروت، ونسعد اليوم بالنزول ضيوفا في مقر السفارة اللبنانية للاستطلاع حول تطورات الوضع في مدينة بيروت المعلنة مدينة منكوبة جراء انفجار المرفأ وما خلّفه من آثار اجتماعية، اقتصادية وسياسية...
في البداية، أتقدّم إليكم ومن خلال جريدتكم الموقرة إلى كافة الشعب الجزائري بأطيب التهاني القلبية مقرونة بأصدق الأماني الأخوية بمناسبة حلول السنة الهجرية الجديدة 1442، سائلاً المولى عزّ وجلّ أن يجعله عام خير وهناء وزوال الوباء والبلاء على بلدينا الشقيقين وعلى سائر البلاد العربية والإسلامية، كما أشكركم وبقية وسائل الإعلام الجزائرية المسموعة والمقروءة على تضامنكم الأخوي المشهود مع أشقائكم في لبنان، وما هو بالشيء الغريب على أحفاد الشهداء.
بعد مرور كل هذا الوقت على انفجار بيروتوالجزائر بلد شقيق يهمه معرفة الأوضاع الحالية، كيف تصفونها؟ كما تعلمون، فإن الانفجار الذي أتى على العاصمة بيروت كان هائلا ومروعا، حجم الخسائر البشرية كان ثقيلاً، حيث تجاوز عدد الضحايا 170 شهيد، فيما فاق عدد الجرحى ال6000، مع إحصاء أكثر من 30 شخصا مفقودا، هذا بالإضافة إلى الخسائر المادية الضخمة المقدّرة بمليارات الدولارات، التي مسّت الممتلكات العامة والخاصة في المرفأ الذي دُمّر بالكامل وفي محيطه، حيث تحوّلت المنازل والبنايات والمؤسسات إلى رُكام، فبيروت مدينة منكوبة، ولبنان مفجُوع ومصدوم من هول الكارثة، ناهيك عن الأزمة الاقتصادية والمالية الصعبة التي يعيشها، نتيجة عدة ظروف محلية وإقليمية، اجتمعت كلها على بلاد الأرز وجعلته منحصرا، وللأسف الشديد، في نفق مظلم نتمنى ألا تطول عتمته، وكذا جائحة فيروس كورونا التي زادت الطين بلة، حيث ساهمت بشكل كبير في انكماش القطاع السياحي وانحساره، الذي يعد قطاعا حيويا في لبنان، بسبب الإغلاق المفروض على البلاد والذي نجم عنه إقفال الفنادق والمطاعم والأسواق التجارية، وكذا المصانع وخطوط الإنتاج جرّاء عدم التمكن من استيراد المواد الأولية. كل هذه الأمور، بالإضافة إلى أمور أخرى، ساهمت من قريب أو من بعيد في تأزّم الأوضاع وتفاقم الأزمة المالية التي برزت ارتداداتها السلبية بشكل واضح على الاقتصاد الوطني اللبناني. ومن هذا المنبر الكريم، أدعو إخوتي وجميع أبناء وطني العزيز إلى التكاتف ونبذ الفرقة وجعل مصلحة الوطن فوق كل اعتبار، وبالأخص في هذه المرحلة الحساسة، كما أتوجّه بنداء خاص إلى السلطات العليا في الجزائر وإلى كل الأشقاء الجزائريين للمساهمة في إعادة بناء وتعمير ما دمره الانفجار، من خلال تقديم كافة أنواع المساعدات، وبالأخص مواد البناء.
هناك احتقان كبير في الشارع اللبناني وضغط أدى إلى استقالة الحكومة، هل تعتقدون أن الاحتجاجات ستستمر؟ الشعب مصدر كل سلطة ولا سلطة تعلُو فوق سلطته وهو قاعدة بناء الأمم وبقائها، وعندما يخرج الشعب إلى الشارع فهذا ليس ضد طبيعة العلاقة بين الشعب والسلطة، ولكنه استرداد لحقّه وإرادته، والاحتجاج أو التظاهر رد فعل طبيعي سلكه اللبنانيون من هول ما حدث بعد الانفجار المدمر، كما أنّه نتيجة حتمية لتراكم العديد من المعطيات السابقة، التي عانى منها لبنان ولازال يعانيها، للأسف، نتيجة وضعه الاقتصادي المتردي وتفاقم الأزمة المالية، خصوصا في ظل جائحة كورونا، ونحن نتفهم جيداً عُمق الوجع والألم الذي يعتصر قلوب إخوتنا خصوصا في ظل هذه الظروف الراهنة، كما سبق وذكرت، لكن تبقى دائما آمالنا مُعلقة بغد أفضل للبنان ومستقبل زاهر لجميع أبنائه، الذين وبالرغم من كل ما يعانونه، وبالرغم من الغضب الذي يعتريهم والألم الذي يعتصرهم، إلا أنهم يتصرفون برُقيّهم المعهود، سواء خلال تظاهرهم أو في طرق إيصال مطالبهم.
لبنان عاش فترة فراغ في الحكم لمدة طويلة، هل تعتقدون أن تشكيل الحكومة الجديدة سيطول؟ هناك مشاورات واسعة وجادة تجري في لبنان من أجل تأليف الحكومة الجديدة، مع مراعاة أن تكون متجانسة ونتيجة توافق بين مختلف القيادات اللبنانية وأن تحظى بثقة البرلمان وجميع أطياف الشعب اللبناني، والقادة في لبنان يسعون إلى تشكيل حكومة تعكس إرادة الشعب وتستجيب لمطالبهم وتلتزم بمقوّمات لبنان وتعمل بصدق من أجل تغيير حقيقي يأتي بالخير على لبنان وشعبه، آملين أن يتحقق ذلك بأسرع عجالة ممكنة، لأن الوضع الحالي لا يحتمل الانتظار، وتشكيل الحكومة هو أحد مخارج الأزمة الحالية التي يعيشها لبنان.
الوضع في منطقة الشرق الأوسط غير مستقر ويعيش حالات متعددة من الحروب في سوريا والعراق وفلسطين، هل أثّر الوضع على الداخل اللبناني؟ مصاب الأشقاء هو مصاب لبنان ومصاب لبنان هو مصاب كل عربي من المحيط إلى الخليج، فعلاقات لبنان مع الأشقاء مُتشعّبة ومتعدّدة المجالات، واستقرار الأشقاء، سياسياً وأمنياً، هو من استقرار وأمن لبنان، والعكس صحيح، فالوضع غير المستقر للأشقاء سيؤثر لا محالة على الوضع في لبنان، وبالتالي شكلت النزاعات والصراعات الدائرة في المنطقة، وللأسف، عبئا اجتماعيا وسياسيا واقتصاديا على لبنان، كل حسب حدته. ففي المجال الاقتصادي، حالت هذه الأزمات المتلاحقة دون تحقيق العديد من الأهداف على صعيد البُنى التحتية، وتحفيز الاستثمارات وتنشيط الاقتصاد الوطني.
بعد انفجار بيروت، عاد الحديث عن العديد من الملفات، على غرار سلاح حزب الله، ما تعليقكم؟ بمجرد أن يصل لبنان بسواعد أبنائه وبناته الأوفياء إلى بناء دولة قوية ترقى إلى تطلعات جميع أبنائه، فإن كل المشكلات المعيشية أو المتعلقة بأي موضوع قومي يمكن معالجتها في الوقت المناسب بفضل الوعي الكافي لجميع أطياف الشعب اللبناني، أما حاليا فالتطرق إلى هذا الموضوع سيدخلنا في جدلية لا معنى لها، فهَمُّ كل لبناني الآن هو الوصول إلى مخرج للأزمة الاقتصادية الذي يعيشها لبنان.
هناك من يرى أن نظام المحاصصة جعل لبنان أسيرا وكلفه غاليا، هل لبنان مستعد لإعادة النظر في هذا النظام في إطار المناشدات التي يرفعها اللبنانيون الداعية للتغيير الجذري؟ إن حدة الأزمة الاقتصادية التي يعاني منها لبنان وشدة وطأتها على جميع أبنائه جعلتهم يتجاوزون جميع الخطوط السياسية الطائفية التي عانى منها لبنان طيلة عقود، حيث شهدنا بعد الكارثة وحدة حقيقية بين كل أبناء الشعب على اختلاف أطيافهم وانتماءاتهم، ويبقى هدفهم الأسمى، حالياً، هو عودة الاستقرار الاقتصادي والتوازن المالي إلى لبنان.
الشعب اللبناني اتهم خلال المظاهرات الطبقة السياسية بالولاء للخارج، ما هو تعليقكم؟ لبنان مهد الحضارات وملتقاها، بلد الانفتاح والتعدد الثقافي والديني، بلد الحرف والأبجدية، ومن هنا أرى أن ما يعانيه لبنان جراء الكوارث التي حلت به، بدءاً بالأزمة المالية الحادة وصولا إلى جائحة فيروس كورونا التي ساهمت بشكل أو بآخر في تعاظم حجم المأساة، ناهيك عن انفجار مرفأ بيروت الذي كان بمثابة القطرة التي أفاضت الكأس، هذه المعطيات دفعت أبناء لبنان بإلقاء اللوم على الطبقة السياسية، كما هو الحال في أي بلد يمر بأزمة اقتصادية أو اجتماعية حادة كالتي يعاني منها لبنان حاليا.
خلال مؤتمر الدعم لشعب لبنان ظهر رفض قادة العالم تسليم الأموال للحكومة اللبنانية وهذا يراه المراقبون مؤثرا على مصداقيتها ومكانتها العالمية، ما تفسيركم لذلك؟ أولا، أُشيد من هذا المنبر بكل الوقفات التضامنية التي شهدناها من الأشقاء والأصدقاء على حد سواء، كما أعبر عن امتناني العميق للجميع على ما قدّموه لبيروت المنكوبة وللبنان الجريح. ثانيا، استعادة بريق لؤلؤة الشرق بيروت يتطلب الكثير من الجهود المحلية والدولية العاجلة لأن الكارثة التي حلت بلبنان في خضم هذه الأزمات الاقتصادية والمالية التي يعيشها بالإضافة إلى انعكاسات جائحة كورونا تجعل من مجابهة تداعياتها تتخطى قدرة لبنان وأبنائه، وهو ما جعل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون يؤكد مرارا على طلب أن تكون المساعدات الموجهة إلى لبنان تحت إشراف الأممالمتحدة.
خلفت زيارة الرئيس الفرنسي إلى لبنان الكثير من التعاليق، ما قراءتكم؟ يتمتع لبنان بعلاقات وثيقة وطيبة مع فرنسا، قائمة على الدعم والمساندة والتعاون المشترك في كافة المجالات، وهناك جالية لبنانية كبيرة في فرنسا وكذلك يعيش الآلاف من الفرنسيين في لبنان. ونحن نقدّر جداً الوقفة التضامنية المميزة لفرنسا مع لبنان في هذه المحنة من خلال رئيسها إيمانويل ماكرون الذي دعا المجتمع الدولي إلى التحرك سريعا لمساعدة لبنان بعد الكارثة التي ألمّت به، كما أنه كان أول رئيس دولة يزور لبنان بعد الانفجار، ووعد بتقديم مساعدات سريعة وكبيرة من الأسرة الدولية، وهو ما تحقق فعلا من خلال مؤتمر باريس، ولبنان وأبناؤه يعوّلون دائما على دعم الإتحاد الأوروبي عموما وعلى دعم فرنسا، بوجه أخص، في عملية إعادة إعمار ما دمّره الانفجار ببيروت.
كيف تقيّمون التعاون الجزائرياللبناني ومواقف الجزائر من المستجدات التي يعيشها لبنان؟ وما هي الرسالة التي تريدون إيصالها للشعب الجزائري وللحكومة الجزائرية؟ عقب الفاجعة الأليمة التي ألمت ببيروت، بادرت الجزائر الشقيقة وكما عهدناها إلى مد يد العون للبنان، حيث وبعد الاتصالات الأخوية عالية المستوى التي جمعت رئيسي بلدينا الشقيقين، وكذا قائد الجيش اللبناني بأخيه رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي الجزائري، تُرجمت المساعدات الإنسانية الجزائرية على أرض الواقع مباشرة بعد الفاجعة وهي متواصلة إلى غاية اللحظة، ومن هنا وعبر جريدتكم الموقرة، أتقدم بأسمى آيات الشكر والعرفان للجزائر الشقيقة حكومة وشعبا على وقفتهم الأخوية المميزة مع بيروت في المحنة التي ألمت بها، وعلى ما بدر منهم من أسمى صور التضامن مع أشقائهم في لبنان ودعمهم واهتمامهم الكبير. وحيث لا يخفى عليكم، فالعلاقات اللبنانيةالجزائرية تاريخية ومتجذرة، قائمة على الاحترام المتبادل والتشاور والتنسيق، وتتسم بالكثير من الود والتفاهم، فلبنانوالجزائر يجمعهما تاريخ نضالي مشرف وحاضر مشترك ومستقبل واعد، كما تجمعهما لغة الحوار والدبلوماسية في حل النزاعات بعيداً عن العنف والتدخل في شؤون الغير، وهو ما يُميز حالة التطابق القائم بين سياستي بلدينا الشقيقين في العديد من القضايا الإقليمية والدولية. اقتصاديا، يعتبر لبنان همزة وصل بين الشرق والغرب، وكذلك هي الجزائر، أكبر بلد عربي وإفريقي، بوابة إفريقيا نحو أوروبا، وهذا ما يُغذي طموحاتنا بالذهاب بالتعاون الاقتصادي بعيدا نحو أفق أوسع يقودنا إلى مستقبل زاهر ومشرق للبلدين والشعبين الشقيقين، ويدفعنا للعمل أكثر على رفعه إلى مستوى أسمى وفي كل المجالات سواءً السياسية، الاقتصادية، الثقافية أو السياحية، وهو ما أخذته على عاتقي منذ وطأت قدماي أرض المليون ونصف المليون شهيد، حيث تباحثت في العديد من المناسبات مع الإخوة المسؤولين، سواء في لبنان أو الجزائر، ضرورة وضع تصور واضح حيال الخطوات المطلوبة لتنمية العلاقات الاقتصادية الثنائية، خصوصا في موضوع زيادة التبادل التجاري، مع ضرورة اتخاذ الخطوات المناسبة لتسهيل تنقل رجال الأعمال في كلا البلدين، بما يتناسب مع عمق العلاقات الأخوية بين بلدينا الشقيقين. وضمن هذا المنظور وتجسيدا للتوجيهات السامية لفخامة الرئيس ميشال عون، فإننا نتطلع لإلغاء الازدواج الضريبي للسلع والبضائع، كما نسعى إلى رفع التأشيرة بين البلدين مستقبلا، ما سيساهم في تدفق اللبنانيين إلى الجزائر سياحا ومستثمرين، وقد بادرنا بخطوة فعالة في هذا الموضوع حيث اعتمدنا التسليم الفوري للتأشيرة، إذ تُسلم للإخوة الجزائريين في نفس يوم تقديم الطلب، كما يمكنهم الحصول على التأشيرة في مطار بيروت الدولي. كما وُفّقنا، ولله الحمد، في زيادة عدد رحلات الخطوط الجوية الجزائرية المتوجهة إلى بيروت بالتعاون مع أشقائنا الجزائريين، والشكر موصول إلى جميع القائمين على الخطوط الجوية الجزائرية. ولمواكبة الخطوات الملموسة التي قطعتها الجزائر في تنويع اقتصادها، وبناء منظومة بديلة خارج المحروقات، فإننا نتطلع إلى تطوير تعاوننا في قطاعات الزراعة والسياحة والطاقة والبناء والصناعات الصغيرة والمتوسطة، خاصة الصناعات الميكانيكية، كما نطمح إلى توسعة الاستثمارات اللبنانيةبالجزائر من خلال تطوير علاقات الشراكة بمساهمة رجال أعمال وبإعادة تفعيل دور غرف التجارة والصناعة والتنسيق بينهما. للعلم، هناك جالية لبنانية لا بأس بها في الجزائر، تنشط في العديد من القطاعات كالمال والأعمال والمصارف والخدمات البنكية والفندقية والنفط وقطاع البناء. ومن هنا أدعو المسؤولين في بلدينا الشقيقين إلى العمل على التئام اللجنة المشتركة الجزائريةاللبنانية العُليا، في القريب العاجل، حتى تتم المصادقة على مختلف مشاريع الاتفاقيات المطروحة للدراسة وفُرص التعاون المشتركة. هذا، ونسعى كذلك إلى إعادة بعث التعاون الثنائي في مجال التعليم العالي والبحث العلمي، بإرسال بعثات الخبراء والأساتذة ذوي المستوى العالي وإنشاء وتطوير مشاريع للبحث المشترك، وتشجيع تنقل طلبة الدكتوراه، ومضاعفة تبادلات الوفود العلمية، والتوأمة بين المؤسسات العلمية للبلدين، وهو ذات الطموح بالنسبة للتعاون الثقافي بين البلدين. فضلا عن العلاقات الاقتصادية والتجارية والعلمية والثقافية، فإننا لاحظنا على المستوى الشعبي وجود محبة خاصة لدى الشعب الجزائريللبنان، وأنا أرى أن العلاقات الاجتماعية اللبنانيةالجزائرية تتسم بعمق التمازج بين المعاني الحضارية والتاريخية والشعبية والثقافية والاجتماعية، وبوحدة المسار والمصير، إضافة إلى أوجه التشابه التي تجمعنا والتي لا يمكن حصرها.. كل هذه العوامل توحدنا إلى حد التماثل، وبإمكانها أن تسمح لنا بالمُضيّ سريعا لتجسيد العديد من المشاريع الهامة والمشتركة، التي ستترجم عمق هذه المعاني والصلات في أعمال واستثمارات يشهد منافعها الشعبان الشقيقان.