سيبقى عالم الساحرة المستديرة مدينا لدييغو مارادونا بأشياء كثيرة، من ضمنها الهيبة التي منحها للقميص رقم "10 ". أحسن لاعب في تاريخ كرة القدم، دييغو أرموندو مارادونا أو "الفتى الذهبي" رحل اليوم في بيته أيام بعد أن خضع لعملية جراحية على مستوى الرأس. عشاقه وعشاق المستديرة اطمئنوا بعد مغادرته المستشفى، غير أن سكتة قلبية أوقف دقات قلب لاعب لن يتكرر بكل تأكيد. مارادونا ليس فقط تلك اللمسة الساحرة، ليس فقط ذاك الهدف الأسطوري في شباك انجلترا في كأس العالم 1986، مارادونا هو أيضا اللاعب الوحيد الذي تجاوز المستطيل الأخضر ليعرب عن مواقفه السياسية ومعارضته للامبريالية، فما ان عينت الولاياتالمتحدة عدوا إلا وان أصبح دييغو صديقا له، وهذا من كاسترو الى الرئيس الفنزويلي الراحل هوغو تشافيز. مارادونا الذي رحل عن عمر ناهز 60 سنة، صنع لوحده احدى أجمل القصص في تاريخ الكرة وهذا بمدينة نابولي الايطالية الفقيرة، النادي استطاع، تقول الأساطير بفضل أموال "المافيا"، أن يجلب الى صفوفه الساحر الأرجنتيني لينطلق في حصد الألقاب. مارادونا صنع أيضا أسطورته بحياته خارج ميادين الكرة، بمواقفه وكذلك بانحرافه خلال السنوات الأخيرة لمسيرته بتعاطيه المخدرات والمنشطات. في كأس العالم 1994 بالولاياتالمتحدةالأمريكية، صدفة أم لا، تنفس عالم الكرة الصعداء بعد استعادته لمسته الفريدة للكرة، لكن أوقف واضطر لمغادرة البطولة بعد تحاليل منشطات، سارع دييغو للتأكيد أن الأمر "دبر بالليل" من قبل بلد العم السام بسبب مواقفه المساندة لفيدال كاسترو. مارادونا هو أيضا عنوان للتناقضات معارض للامبريالية لمنه أيضا أول ارجنتيني جلب سيارة فيراري الى بلده. هكذا كان دييغو مارادونا ، لاعب من عالم آخر وانسان بجانب منير وآخر مظلم.