تألق الدولي الجزائري أندي ديلور مجددا ، وكان وراء عودة فريقه مونبلييه الفرنسي إلى الواجهة، حيث ساهم مرة أخرى في فوز فريقه السبت الفارط أمام نادي لانس لحساب الجولة ال 14 من البطولة بنتيجة ثلاثة أهداف لهدفين، مقدما تمريرة حاسمة، وذلك بعد 24 ساعة فقط من عودته للتدريبات، باعتبار أنه كان يخضع للحجر الصحي بعد إصابته بفيروس كورونا. وقد تم اختيار المهاجم الجزائري، رجل اللقاء أمام نادي لانس، بعد أن منح تمريرة حاسمة لزميله مافيديدي في كرة الهدف الأول في الدقيقة ال16 من المواجهة، ليرفع مساهمته في أهداف ناديه إلى 11 هدفاً بين الصناعة والتسجيل في 12 مباراة، حيث سجل 6 أهداف وقدّم 5 تمريرات حاسمة، في وقت سجل فيه مونبلييه فوزه الخامس في المباريات الست الأخيرة. وكان ديلور أصيب بفيروس كورونا الأسبوع الماضي للمرة الثانية خلال ثلاثة أشهر، وغاب عن تدريبات مونبلييه لمدة أسبوع كامل، قبل أن يعود الجمعة الفارط للمشاركة مع زملائه في المران الجماعي، الأمر الذي لاقى استحسان مدربه.
مدرب مونبلييه يشيد بإمكاناته
وقد أشاد مدرب مونبلييه، الفرنسي ميشال ديرزاكاريان، بمردود مهاجمه الجزائري في لقاء لانس. وصرح لوسائل الإعلام قائلا "رغم إصابته للمرة الثانية بفيروس كورونا، فإنه لا يتأخر عن تقديم الإضافة للفريق"، قبل أن يبرز قدراته البدنية الكبيرة وعدم تأثره بغيابه عن التدريبات الجماعية، مصرحا "إنه موجود في كل مكان وحاضر في كل الصراعات الثنائية". من جانبها، وصفت مجلة "فرانس فوتبال" الفرنسية، الدولي الجزائري ب"أكبر رابح" في لقاء لانس. وقالت في تقرير لها "بعد غيابه الأسبوع الماضي عن لقاء "البي اس جي" بسبب إصابته بفيروس كورونا، أثبت دولور أمام لانس أنه لاعب لا يمكن الاستغناء عن خدماته في مونبلييه"، مضيفة "إنه لاعب مهم للاحتفاظ بالكرة مع فريقه". أما أنصار نادي الجنوب الفرنسي، فأشادوا هم أيضا بنجمهم الأول، وأجمعوا على وصفه بالمحارب، من منطلق أنه يقاتل على كل كرة داخل الملعب، وهي الصفة الأولى التي زادت من شعبية دولور لدى أنصار فريقه وعشاق المنتخب الجزائري. وبدوره عبّر دولور عن سعادته بالفوز المسجل على لانس، وأكد قدرة فريقه على التألق هذا الموسم في "الليغ 1"، وقال في تصريحات لقناة "كنال+": "نحن سعداء ونستمتع، لقد ضيعنا المشاركة الأوروبية خلال الثلاث سنوات الأخيرة، لكن بالتعداد الحالي يمكننا إنهاء الموسم مع الستة الأوائل". ويجدر الذكر أن أندي ديلور بأهدافه الستة التي سجلها منذ بداية الموسم الحالي للدوري الفرنسي، أصبح أكثر لاعب يسجل في المسابقة منذ شهر سبتمبر2018 ب29 هدفاً، بعد نجم باريس سان جيرمان كيليان مبابي (56 هدفاً) ومهاجم ليون موسى ديمبيلي (31 هدفاً)، وفقاً لحساب "سات فوت" الفرنسي. ولم تتوان صحيفة "فرانس فوتبول" عن الاعتراف بوجود إمكانية لدخول ديلور قائمة المرشحين للفوز بالكرة الذهبية الأفريقية لعام 2020، حيث كتب على حسابه ب"تويتر" ما يلي "بهذا المعدل، فديلور سيكون من بين المرشحين للفوز بالكرة الذهبية الأفريقية". كما علق أحد المغرّدين الفرنسيين المناصرين لنادي ستراسبورغ بالقول "كنا مميزين عندما استطعنا العودة وتعديل النتيجة، لكنهم يملكون ديلور يا له من لاعب"، كما كتب آخر "أندي ديلور رائع حقاً، لقد أضاف الاستمرارية لأدائه الجيد، وهذا ما يجعله أحد أفضل المهاجمين في الدوري الفرنسي". وراح أحد المشجعين لتشبيه الأهداف الرأسية التي يسجلها ديلور، بتلك التي كان يُسجلها الإسباني الشهير فيرناندو موريانتيس، فغرد بقوله "متى أصبح أندي ديلور...فيرناندو موريانتيس". وكتب مشجع آخر "ديلور ولابورد... أحسن ثنائي في الدوري الفرنسي"، وآخر قال: "ما هذا ديلور لقد قتلنا"، وأضاف أحد المغرّدين "متعة كبيرة عندما تشاهد فريقاً يملك ديلور... وكذلك سفانييه ولابورد". وأخيراً أشاد مغرد آخر بالمهاجم الجزائري قائلاً "ما هي تكلفة الثنائي ديلور ولابورد؟ لو كنت رئيس نادٍ أمتلك الأموال فسأضمهما كليهما"، في وقت شبّه مغردون آخرون هذا الثنائي الهجومي، بالفرنسيّين، تيري هنري وديفيد تريزيغيه، وكذلك فيليبو إنزاغي وأندريه شيفشينكو، فيما ذهب آخر لتشبيهيهما بنجمي الشيلي سابقاً، ايفان زامورانو ومارتشيلو سالاس.
ديلور "الرحالة"
وبالعودة إلى بدايات أندي ديلور (المولود في التاسع من أكتوبر 1991 بست بفرنسا)، مع عالم الكرة، فإنه في مستهل مشواره انضم لنادي تور في صفقة مجانية، لكن النادي الفرنسي باعه لنادي ويغان الإنجليزي في العام الموالي، مقابل 4 ملايين يورو، وذلك بعد الظهور اللافت للمهاجم الجزائري خلال موسم 2013- 2014، حيث نال جائزة أفضل هداف لبطولة الدرجة الثانية الفرنسية بمجموع 24 هدفاً، كما اختارته مجلة "فرانس فوتبول" كأفضل لاعب في البطولة لنفس الموسم. وتواصلت رحلات الذهاب والإياب بالنسبة لأندي ديلور، حيث وبسبب فقدانه ثقة المدرب الجديد لويغان في ذلك الوقت، الاسكتلندي مالكي ماكاي، قرر العودة إلى نادي تور على سبيل الإعارة في شهر جانفي من عام 2015، ثم رفض العودة إلى ويغان بعد نهاية فترة الإعارة، فانتقل في صيف نفس العام إلى نادي "كون" الذي كان ينشط في دوري الدرجة الأولى الفرنسية، وذلك مقابل مليوني يورو. وشارك ديلور في 38 مباراة رسمية مع نادي كون في موسم 2015-2016، سجل خلالها 13 هدفاً وصنع هدفين آخرين، لكنه دخل في قبضة حديدية مع إدارة النادي بعد نهاية الموسم، بسبب رفض الفريق الفرنسي تسريح لاعبه الجزائري إلى نادي تيغرس المكسيكي، حيث استمر الخلاف إلى غاية اليوم الأخير من الميركاتو الصيفي، حيث اقتنع "كون" بالتخلي عن مهاجمه مقابل 8 ملايين يورو. وقد اكتفى ديلور بالمشاركة في نصف موسم فقط مع نادي تيغريس، سجل خلاله 4 أهداف وقدم تمريرة حاسمة واحدة، مساهماً بذلك في تتويج النادي بلقب الدورة الافتتاحية للبطولة المكسيكية لكرة القدم، ليقرر بعدها العودة إلى فرنسا في شهر جانفي من عام 2017، من بوابة نادي تولوز الذي تعاقد معه لمدة أربع سنوات ونصف مقابل 6 ملايين يورو، لكنه لعب فقط موسماً واحداً ونصف الموسم مع هذا الأخير، شارك من خلالها في 51 مباراة رسمية وسجل 10 أهداف وقدم 6 تمريرات حاسمة، وهي حصيلة قبل أن تتخلص منه إدارة الفريق تتخلى في شهر جوان 2018 لفائدة نادي مونبيلييه الفرنسي على شكل إعارة، مع إلزامية شراء العقد عند نهاية الموسم ب4.5 مليون يورو.
صدفة عائلية تقود ديلور إلى "الخضر"
هذا وكشف كارل مجاني، المدافع الأسبق للمنتخب الوطني، عن صدفة غريبة قادت أندي ديلور، نجم مونبلييه الفرنسي، إلى ارتداء قميص "محاربي الصحراء". وأكد مجاني، أن ديلور خلال فترة لعبهما معا مع فريق أجاكسيو الفرنسي خلال الفترة بين 2010 و2013، كان يجهل أنه يمتلك أصولا جزائرية بجانب أصوله الفرنسية. ووفقا لرواية القائد الأسبق لمنتخب "الخضر"، فإن ديلور اكتشف بالصدفة خلال جلسة عائلية، أن أحد أجداده ينحدر من أصول جزائرية، وهو ما جعله يتقدم بطلب للحصول على جواز سفر جزائري. وانضم المهاجم، الذي لقب نفسه ال"بوزلوف" في شهر جوان الفارط، تاريخ المواجهة الودية أمام مالي في 2019 قبل كأس أمم إفريقيا الأخيرة بمصر. واستفاد ديلور (سجل هدفين مع "الخضر" واحد في مباراة ودية أمام قطر والثاني في مباراة رسمية أمام زيمبابوي)، من قرار الاتحادية الجزائرية لكرة القدم باستبعاد هاريس بلقبلة، نجم فريق ملعب بريستو الفرنسي، بسبب واقعة ظهوره بشكل غير أخلاقي في فيديو مباشر من مقر معسكر "الخضر"، حيث تمت دعوته بصفة عاجلة للمشاركة في كأس أمم أفريقيا "مصر 2019" بدلا منه. وعبّر الدولي الجزائري، أندي ديلور وقتها، عن فخره بأصوله، قائلا "كان أبي من أصحاب البشرة السوداء مثل والديه وكانت والدتي ذات شعر أبيض.. بفضلهم أعرف من أنا".