طالبت صحيفة الغارديان البريطانية، الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بإعلان ندم وطني عن جرائم استعمار الجزائر اقتداء بما فعله سلفه الرئيس الأسبق "جاك شيراك" عندما اعترف قبل ربع قرن بتواطؤ بلاده في اعتقال وملاحقة اليهود أثناء الاحتلال النازي. وذكرت الصحيفة البريطانية، في افتتاحية الأربعاء، أن إعلان "شيراك" كان "لحظة من التطهر الوطني"يحتاجها "ماكرون" لإضفاء المصداقية على جهوده لتصفية ملفات الحقبة الاستعمارية، وأثنت على قرار "ماكرون" فتح الأرشيف الفرنسي وكسر الصمت عن المسكوت عنه في الفصل الأسود من تاريخ فرنسابالجزائر. كما أكدت الصحيفة أن هذه الجهود ليست كافية لرأب جراح الماضي بين فرنساوالجزائر، مستشهدة بخطاب ل"ماكرون" وصف فيه بلاده بأنها "بلد بتاريخ من الماضي الاستعماري والكدمات التي لم يتم التخلص منها بعد. وبوقائع مغروسة في نفسيتنا الجماعية، وحرب الجزائر هي جزء منها". ووصفت الصحيفة البريطانية قرار "ماكرون" بأنه يستحق الثناء لأنه "فتح النافذة ليدخل منها بعض الهواء"، خاصة أنه أول رئيس فرنسي يعترف بأن بلاده قامت بتعذيب منهجي في الجزائر قائلا إنه يجب مواجهة آثام الماضي "شجاعة ووضوح". لكن الصحيفة حذرت من تقويض مصداقية توجه "ماكرون"، مشيرة إلى تأكيد قصر الإليزيه، هذا الأسبوع، أن عمل مفوضية الذكريات والحقيقة "لا يعني أنه سيكون مترافقا مع اعتذار رسمي عن تاريخ فرنسا في الجزائر"، ورفضه بطريقة استباقية فكرة التعويض. وتلفت الغارديان في هذا الصدد إلى أن "ماكرون" يخشى من إثارة جدل وطني قبل انتخابات الرئاسة العام المقبل، والتي سيواجه فيها على الأرجح جولة إعادة أمام "مارين لوبان" زعيمة التجمع الوطني اليميني المتطرف. لكن فرنسا تحتاج بحسب افتتاحية الصحيفة البريطانية لكي تطوي الصفحة الصادمة من تاريخها الاعتراف بمسؤوليتها الرئيسية كقوة استعمارية وعن الحرب القاسية ما بين 1954- 1962، وعدم فعل هذا سيكون بمثابة صفعة بالمراوغة التي طالما انتقدها "ماكرون"نفسه.