في الوقت الذي بدأ التفاؤل يسود الجزائريين بقرب نهاية جائحة كورونا مع استقرار عدد الإصابات بالفيروس التاجي وبدء حملات التطعيم، أعلن معهد باستور، مساء أول أمس، عن تسجيل أولى حالتين لسلالة كورونا البريطانية المتحورة بالجزائر العاصمة. حسب ما جاء في منشور لمعهد باستور على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك: "أنه في سياق البحوث الجينية المستمرة التي يقوم بها المعهد على الفيروس في إطار المراقبة النشطة للسلالات المتغيرة المنتشرة حاليا عبر العالم، من قبل المخابر المرجعية للمنظمة العالمية للصحة، تم تأكيد على مستوى مخابر معهد باستور، حالتين من السلالة البريطانية الجديدة التي تحمل الطفرات N501Y/D614G مع حذف المواضع 79-69، وهذا بعد إجراء تحاليل على عينات "بي سي آر" إيجابية، بتاريخ 19 فبراير 2021". وحسب المعهد، تم اكتشاف هاتين السلالتين المتغيرتين لدى أحد مستخدمي قطاع الصحة على مستوى مستشفى الصحة العقلية بالشراڤة، وتم عزله حاليًا، ومهاجر عائد من فرنسا لحضور مراسم دفن والده. وأشار المعهد إلى أنه أجريت في وقت سابق تحاليل على عينات مشتبهة من مستشفى بني مسوس ومستشفى زميرلي، كانت نتائجها سلبية فيما يخص السلالات الأربع الجديدة التي ظهرت ببريطانياوجنوب إفريقيا والبرازيل واليابان.
الخبير الجزائري بمنظمة الصحة يشرح وفي السياق، أكد الخبير الجزائري المختص في علم الفيروسات بمستشفى ليون بفرنسا، والخبير السابق بمنظمة الصحة العالمية، الدكتور يحيى مكي، في تصريح خص به "الخبر"، أمس، أن خطورة النسخة المتحوّرة لفيروس كورونا، سواء البريطانية أو جنوب إفريقيا أو البرازيل، تكمن في سرعة الانتشار الذي يفوق 70 مرة النسخة القديمة، مستدلا بالوضعية الوبائية في فرنسا، حيث أن 70 بالمائة من عدد الإصابات الجديدة من النسخة البريطانية وأقل من 4 بالمائة من نسخة جنوب إفريقيا والبرازيل. ولفت الدكتور، وهو أيضا رئيس قسم الفيروسات التنفسية والسرطانية في المعهد الطبي الفرنسي بمدينة ليون ومستشار وزارة الصحة الفرنسية، إلى أن السلالة الجديدة المتحوّرة لكورونا لها أعراض وأضرار النسخة القديمة نفسها، مشيرا إلى أنه "لا يوجد أدلة على أن السلالة الجديدة أكثر فتكا أو ضررا من السلالة الأولى التي ظهرت في ووهان الصينية، وهناك دراسات وأبحاث الآن حول النسخة الجديدة من السلالة، وتركيبها الحمضي وقياس مدى تطورها، سيتم معرفتها جيدا خلال أيام قليلة، بعد التدقيق في الحمض والتركيبة الحمضية لها".
بريطانيا حللت 24700 نسخة من فيروس كورونا ويطرح ظهور السلالة الجديدة من فيروس كورونا مسألة جدوى اللقاحات الراهنة المضادة للوباء. وحول هذه النقطة، أبرز الدكتور مكي موضحا "أن أكبر نسخة لفيروس كورونا التي ضربت أوربا أوروبا وأمريكا كانت قد تغيرت في التنظيم الجيني للبروتينات الغلافية في المنطقة "دال 614 ج"، مضيفا أن البنك الدولي يترّقب ويحصل على كل نسخ الفيروسات، فبريطانيا مثلا حلّلت 24700 نسخة، ووجدت التغير الجديد الذي ليس أكثر قتلا أو شراسة فيروس كورنا الأصلي بل أكثر انتشارا، حسب رئيس الوزراء البريطاني". وأضاف المختص في علم الفيروسات، أن اللقاحات الراهنة ضد الوباء تبقى فعّالة حتى مع النسخة الجديدة، وكل الملقحين ضد الوباء باللقاحات الراهنة محميين ضد النسخة الجديدة. كما أكد أن اللقاحات تكون مفيدة إلا في حالة تغير جذري على الفيروس، لكن ما حدث تغيرات جزئية وقليلة تفوق 26 تغيير منذ بداية ظهوره، علما أن مركباته مازالت على حالها وبالتالي يواصل الخبير،" إن كانت اللقاحات التي توصلنا إليها اليوم، تحمينا على النسخة المستعملة في اللقاح ب 95 بالمائة، فربما تحميننا بنسبة 90 بالمائة على النسخة الجديدة التي ظهرت، والعلماء يدرسون ويراقبون عن كثب حدوث أي تغيير في التركيبة الفيروس، وسيتم تصنيع لقاح بنسخة جديدة إذا تطلب الأمر". وشدد الدكتور مكي على مواصلة الالتزام بإجراءات الوقاية من كوفيد-19 لمواجهة السلالة الجديدة من فيروس كورونا التي أعلن عن ظهورها مؤخرا، والمتمثلة في ارتداء الكمامة والتباعد الجسدي وغسل اليدين وتعقيمهما بشكل مستمر، وتجنب الأماكن المزدحمة والتجمعات والحفلات والجنائز.