أكد رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق السعيد شنقريحة، هذا الثلاثاء بشرشال (تيبازة)، أن الجيش الوطني الشعبي كان ولا يزال "مدرسة حقيقية لتخريج الرجال"، مبرزا أن القيادة العليا "حريصة ليس فقط على تلقين الطلبة بمختلف مستوياتهم أسس العلم والمعرفة، بل كذلك على ترسيخ في نفوسهم معاني حب الوطن والوفاء لعهد الشهداء الأمجاد". وأوضح بيان لوزارة الدفاع الوطني أنه "في إطار العناية الشديدة التي توليها القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي للمنظومة التكوينية بكافة تخصصاتها ومستوياته، وعشية الاحتفال باختتام السنة الدراسية 2020 -2021، وتخرج الدفعات، قام الفريق السعيد شنقريحة، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، هذا الثلاثاء، بزيارة عمل وتفتيش إلى الأكاديمية العسكرية لشرشال". وعند مدخل الأكاديمية، وقف رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي وقفة ترحم على روح الرئيس الراحل هواري بومدين الذي تحمل الأكاديمية اسمه ووضع إكليلا من الزهور عند المعلم التذكاري المخلد لأسمه وتلا فاتحة الكتاب على روحه الطاهرة، لتستهل بعد ذلك الزيارة بعرض قدمه قائد الأكاديمية العسكرية لشرشال حول "الوضعية العامة لهذه القلعة التكوينية الرائدة ومسار وتطور التكوين والتعليم بها والدور الأساسي الذي تقوم به في ميدان تكوين الطلبة والمتربصين، باعتبارها مشتلة حقيقية لتخريج الكفاءات ومصدرا لا ينضب تتزود منه مختلف الوحدات القتالية بالعنصر البشري الكفء والمؤهل الذي يضمن لها مواصلة أداء مهامها". بعدها، أشرف الفريق شنقريحة، بحضور قائد القوات البرية وقائد الناحية العسكرية الأولى وقائد الأكاديمية، على عقد لقاء ضم إطارات ومتربصي وطلبة الأكاديمية ألقى خلاله كلمة جدد فيها تهانيه لمنتسبي الأكاديمية العسكرية لشرشال, ومن خلالهم إلى كافة مستخدمي الجيش الوطني الشعبي, بمناسبة الاحتفال بالذكرى التاسعة والخمسين لعيد الاستقلال والشباب، وذكرهم بواجب "استحضار تضحيات وبطولات الشهداء الأبرار والانحناء الخاشع أمام أرواحهم الطاهرة". وفي هذا الصدد، قال اللواء شتقريحة : "كما أود اغتنام هذه المناسبة الكريمة، وبلادنا لا زالت تعيش نفحات الاحتفال بعيد استقلالها التاسع والخمسين، أن أجدد لكم أنتم منتسبي الأكاديمية العسكرية لشرشال وكافة إطاراتها ومستخدميها، ومن خلالكم إلى كافة مستخدمي الجيش الوطني الشعبي، أحر التهاني وأصدق التمنيات، راجيا من الله العلي القدير أن يعيد هذه الذكرى الوطنية المجيدة على بلادنا بمزيد من القوة والمنعة والاستقرار". وأضاف قائلا: "ويجدر بنا كذلك أن لا ننسى واجب تذكر الشهداء الأبرار، كل شهدائنا الأمجاد، شهداء المقاومات الشعبية وشهداء الثورة التحريرية المجيدة وشهداء الواجب الوطني، والانحناء الخاشع أمام أرواحهم الطاهرة، مقدرين لهم عظمة الوفاء وسمو درجات الفداء، في سبيل انعتاق الجزائر وافتكاك استقلالها وحريتها." وبالمناسبة، أكد الفريق شنقريحة أن الجيش الوطني الشعبي "كان ولا يزال مدرسة حقيقية لتخريج الرجال" وأن القيادة العليا "حريصة ليس فقط على تلقين الطلبة، بمختلف مستوياتهم، أسس العلم والمعرفة بكافة مجالاتها، بل كذلك على ترسيخ في نفوسهم المبادئ النبيلة ومعاني حب الوطن والإخلاص للجزائر والوفاء لعهد الشهداء الأمجاد". وتابع قائلا: "فالجيش الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير الوطني، الذي يتعين عليكم أنتم رجال الغد وإطارات المستقبل أن تفتخروا بالانتماء إليه أشد الافتخار، كان ولا يزال مدرسة حقيقية لتخريج الرجال من ذوي العزائم القوية والإرادات الصلبة والإيمان الراسخ بكل معاني الإخلاص للوطن". وتباع الفريق شنقريحة قائلا: "هذه هي روافد نجاح جيشنا ومنبع قوته ومصدر نصره، ومن هذه الروافد يتزود بكل أسباب قوته وعوامل تطوره المرغوب ويعمل، بدعم من رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني، على توفير كافة عوامل النجاح المتوافقة مع سمو هذه المبادئ الوطنية الثابتة". ومن بين هذه الروافد الغزيرة أيضا التي يعتمد عليها الجيش الوطني الشعبي ويجعل منها "عاملا مهما من عوامل اكتساب القوة بمعناها الشامل"، يضيف الفريق شنقريحة، هي الأكاديمية العسكرية لشرشال التي "اكتسبت سمعة طيبة بفضل المستوى التعليمي الأكاديمي الرفيع، الممنوح لطلابها ومتخرجيها الذين بلغت بهم مراتب الامتياز من حيث الكفاءة والمهارة والمؤهلات والمتشبعين بكل معاني حب الوطن والإخلاص للجزائر والوفاء لعهد الشهداء الأمجاد". فإلى جانب ترسيخ أسس العلم والمعرفة بكافة مجالاتها في عقول الطلبة بمختلف مستوياتهم، فإننا نحرص دوما على التذكير بمعاني المبادئ وسمو القيم التي يستمد منها جيشنا رصيده التكويني ويجعل منها محفزا رئيسيا من محفزات العمل الناجح ونحرص في نفس الوقت على التنبيه باستمرار، إلى أن هذه المبادئ والقيم هي الرابط القوي الذي يربط تاريخنا الوطني المجيد بحاضر الجزائر ومستقبلها الواعد". كما أشار الفريق شنقريحة إلى أن من "أهم المؤشرات الدالة على التطور الذي حققه الجيش الوطني الشعبي، فعليا وميدانيا، هي تلك الخطوات المقطوعة في مجال تطوير قدراته القتالية والعملياتية". وقال الفريق شتقريحة في هذا المنحى: "ولا شك أن من أهم المؤشرات الدالة على التطور الذي حققه الجيش الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير الوطني، فعليا وميدانيا، هي تلك الخطوات المقطوعة في مجال تطوير قدراته القتالية والعملياتية، لاسيما من خلال إجراء التمارين التكتيكية المنفذة بنجاح كبير طوال السنة التدريبية، حيث تولي القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي، أهمية بالغة للتحضير القتالي للقوات بهدف الرفع المستمر للجاهزية القتالية للأفراد وتحكمهم في مختلف منظومات الأسلحة الحديثة التي يحوزها الجيش الوطني الشعبي، وبالتالي تعزيز الفعالية القتالية لوحدات جيشنا، المرابطة في كل شبر من ترابنا الوطني، وتلكم هي الأهداف التطويرية التي نسعى دوما وبإصرار شديد، إلى تثبيت ركائزها من خلال تقدير وتثمين كافة الجهود المبذولة من قبل المستخدمين العسكريين بجميع فئاتهم ومستوياتهم". عقب ذلك، فسح الفريق المجال أمام الإطارات والطلبة الذين عبروا عن "امتنانهم للعناية التي توليها القيادة العليا للأكاديمية"، معبرين عن "اعتزازهم الكبير بالانتماء إلى صفوف الجيش الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير الوطني، واستعدادهم الدائم من أجل الدفاع عن الوطن والحفاظ على سيادته وأمنه واستقراره". وفي نهاية الزيارة، قام الفريق شنقريحة بتدشين فوج الأكاديمية, حيث تابع عرضا عنه وطاف في مختلف مرافقه.