قالت الاتحادية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي على لسان أمينها العام مسعود عمارنة أنها تثمن تبني الدولة الجزائرية لإستراتيجية الرقمنة للرفع من كفاءة البنية التحتية للمعلومات الشيء الذي يعتبر قاعدة أساسية في مواكبة التغيرات الثورة الصناعية الرابعة والتمكين للمؤسسات الناشئة وحاضنات الأعمال، وكشفت أنها رفعت 13 توصية لوزارة التعليم العالي بخصوص حاضنات الأعمال والشركات الناشئة. قال عمارنة أن مخرجات الملتقى الوطني الموسوم ب:"حاضنات الأعمال والشركات الناشئة بمؤسسات التعليم العالي، نحو علاقة جديدة بين الجامعة والمجتمع" المنعقد مؤخرا بجامعة جيجل سترفع إلى الجهات الوصية وفي مقدمتها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي. وكشف عمارنة أن التوصيات تضمن تثمين مسعى القطاع في تشجيع تعليم اللغات الأجنبية وعلى رأسها اللغة الانجليزية كونها رافدا مهما للتمكين لاقتصاد المعرفة وولوج عالم الابتكار والذكاء الاصطناعي واعتبارها كذلك وسيلة هامة من وسائل الانفتاح على لغات الآخر كأساس للتقدم والرقي، مع تعزيز برنامج حاضنات الأعمال على مستوى مؤسسات التعليم العالي والبحث العلمي مع ضرورة التوجه نحو نمط التعليم الريادي لفرض أثر النجاح، والتركيز على نشر الفكر المقاولاتي لدى الطالب الجامعي. كما حملت المخرجات ضرورة انفتاح المؤسسة الجامعية والبحثية على المحيط المحلي والإقليمي والدولي من خلال توسيع العلاقات مع مختلف الفاعلين والمختصين، الشيء الذي يسمح بمزيد من فرص الابتكار والإبداع القائم على الحاجة المحلية التي تجعل من المشاريع المنبثقة عنها ذات ميزة تنافسية وتعزز من فرص النجاح، على أن يترافق ذلك مع إنشاء هيئات داعمة للمشاريع الناشئة كالحاضنة الإقليمية التي تهتم بمنطقة جغرافية معينة، لتنميتها واستغلال مواردها المحلية، أو حاضنات القطاع المحدد التي تركز على نشاط محدد بهدف خدمته. وقال عمارنة أنه بات من الضروري توجيه المؤسسات الجامعية والبحثية نحو إرساء العلاقة مع المحيط السوسيو-اقتصادي والتكوين الخلاق للقيمة المضافة. إلى جانب العمل على ترقية الثقافة المقاولاتية في أوساط الطلبة والتفتح على المؤسسات الناشئة كمعبر أساسي لارتقاء أكبر بالدور الاقتصادي والتنموي للجامعة. من جهة أخرى أشارت إحدى التوصيات إلى ضرورة تسهيل انخراط خريجي المؤسسات الجامعية والبحثية في الحياة المهنية بغية الانتقال بالطالب من مجرد باحث عن منصب عمل إلى مقاول خلاق للثروة ولمناصب الشغل، ومما يساعد في ذلك الإسراع في تنفيذ مخطط وزارة التعليم العالي في هذا الجانب القائم على تعميم إنشاء حاضنات الأعمال في المؤسسات الجامعية وتجسيدها على أرض الواقع، بالإضافة إلى التفعيل الجاد لدور المقاولاتية. وأضاف عمارنة أن مؤسسات التعليم العالي مطالبة بالاستفادة من اتفاقيات التوأمة مع الجامعات الدولية بما يمكن حاضنات الأعمال الوطنية من اكتساب خبرات أكبر في احتضان مرافقة وتسويق مشاريع المؤسسات الناشئة وبراءات الاختراع، مع ضبط وتعزيز المنظومة القانونية بما يراعي خصوصيات المؤسسات الناشئة والحفاظ على حقوق الملكية وبراءات الاختراع. وقال عمارنة أن توصية أخرى طالبت صراحة بإنشاء هيئات داعمة للمؤسسات الناشئة وتطوير آليات التمويل للمشاريع المبتكرة خاصة في المراحل الأولى للمشروع، مع إرساء ثقافة الاستثمار في المعرفة وتأسيس سبل الانخراط الأكبر في دعم المقاولة الناشئة لاسيما تحفيز التمويل عن طريق ما يعرف بالمستثمرين الملائكيين، إلى جانب تشجيع دخول عالم الأعمال لاسيما في المجالات الرقمية والمجالات المتعلقة بالخدمات المختلفة من خلال الآليات التي يتيحها قانون المقاولة الذاتية.