شهدت ضواحي غرب باريس الليلة الماضية مواجهات بين الشرطة الفرنسية ومحتجين، على خلفية مقتل فتى يبلغ من العمر 17 عاما برصاص شرطي، بزعم أنه كان يقود سيارة ورفض الامتثال لنقطة تفتيش مرورية صباح أمس الثلاثاء. في غضون ذلك، بدأ القضاء الفرنسي التحقيق في حيثيات الحادث، ولا يزال الشرطي موقوفا تحت النظر لدى مصالح الشرطة. وأثارت الحادثة تساؤلات حول مدى ميل رجال الشرطة للجوء إلى العنف. وأضرم محتجون النار في مقرّ بلدية حي فال فوريه في مانت لاجولي غرب باريس، وامتدت المناوشات بين الشرطة ومحتجين إلى مناطق أخرى بضواحي غرب باريس. كما أشعل متظاهرون النيران في شوارع نانتير، وأحرقوا سيارة وحطموا مواقف حافلات، مع تصاعد التوتر بين الشرطة والسكان. وقالت السلطات الفرنسية إن 9 أشخاص اعتقلوا نتيجة أعمال الشغب الليلية. وأوضح مكتب الادعاء العام الفرنسي في نانتير أن من وصفه بمراهق يبلغ من العمر 17 عاما، كان يقود سيارة مستأجرة في وقت مبكر أمس الثلاثاء، عندما أوقفه حاجز للشرطة لمخالفته قوانين السير. وأظهر مقطع فيديو انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي وتحققت وكالة الصحافة الفرنسية من صحته، رجلي شرطة وهما يحاولان إيقاف السيارة، قبل أن يطلق أحدهما النار من نافذتها على السائق عندما حاول الانطلاق بها. وأثار مقطع الفيديو غضبا عارما، حيث يظهر أن الشرطي لم يكن في حالة ما يبرر قيامه باطلاق النار. والضحية من أصول مغاربية ومدينة نانتير أين وقع الحادثة مأهولة بنسبة 80 بالمائة من سكان من أصول أجنبية أغلبيتهم من المغرب العربي. كما أثار الحادث تعاطف مشاهير على غرار النجم كيليان مبابي الذي ندد بالحادث الذي أودى بضحية في مقتبل العمر. ويرى متابعون أن رقعة الغضب مرشحة إلى أن تتسع لمدن أخرى في فرنسا.