بعث رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، اليوم الثلاثاء، برسالة بمناسبة الذكرى 69 لاندلاع الثورة التحريرية. وجاء في رسالة رئيس الجمهورية: بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين
أيتها المواطنات .. أيها المواطنون، نَحتفي بالذكرى التاسعة والستين (69) لاندلاع ثورة التحرير المجيدة الخالدة، فنَستذْكِرُ في هذا اليوم التاريخي العظيم وباعتزازٍ التضحيات التي بذلها الشعب الجزائري إبَّان الكفاح المسلح ضدَّ هيمنةِ استعمارٍ استيطاني، كانتْ عقيدتُه البقاءَ الأبديّ على أَرْضِنا الطَّاهرة قَبْل أن يَدْحضَها الثُّوارُ الأحرار الذين اعتنقوا الجهاد، ورسموا في الفاتح من نوفمبر 1954 طريقَ الأبطالِ الشُّجعان إلى النصر أو الاستشهاد .. فكان لهم النَّصر .. والمجد .. والخلود، واستحقُّوا الإكبار والإجلال في جزائرَ شامخةٍ بشعبها الأبيّ، وشَبابِها الطموح الحامل لشُعلةِ استكمال المسيرةِ الوطنية، نحو جزائرَ جديدةٍ قويَّةٍ بمُقدَّراتِها، مؤزَّرة بسواعدِ وعبقريةِ بناتِها وأبنائها .. ووفيَّةٍ لتاريخِها الوطني .. جزائرُ جديدةٌ عازمةٌ على تحقيقِ أَفْضلِ المُستويات في معدَّلاتِ التنمية الاقتصادية والاجتماعية، عبْر تسخيرِ الإمكانياتِ، وتَجنيدِ الطَّاقات ومحاربةِ التقاعس، والتحرُّر من العراقيل والذهنيات البيروقراطية. إن ذكرى غُرَّة نوفمبر المجيد، تَجْعلُنا نَستشعر على الدوام ثِقَلَ المسؤولية وقَدَاسةِ الأمانةِ، ومن ذلك نَسْتَمِدُّ الإرادةَ القويَّة للوصول بفضل تجند المواطنات والمواطنين إلى أهدافنا الاستراتيجية التي حَرِصْنا وسَنَظَلُّ نَحْرصُ على الاحتكامِ فيها إلى الحقائق في الميدان، بعيدًا عن سَقَطاتِ منابِرِ البُهتان والمُزايدة .. وعن الصَّخَبِ الدِّعائي الصَّادر عن المصطفين في طوابيرِ المُعَادين لبلادنا الغالية، وهي تَسْتَشْرِفُ بكلِّ عزم وثبات عَهْدَ النماء والخير، ووفاءً لما سطره شهداؤنا الأبطال طيّب الله ثراهم. أيتها المواطنات .. أيها المواطنون، تأتي مناسبة هذه الذكرى الخالدة مُتزامنةً مع التداعيات الخطيرة لتمادي الاحتلال الصهيوني في عُدوانِه السَّافر على الشعب الفلسطيني واستمرارِه في اقتراف جرائم الإبادة المتكررة في قطاع غزة، وإن الجزائر التي كانتْ دائمًا إلى جانب الشعب الفلسطيني قولًا وفعلًا، وفي الوقتِ الذي تُجدِّدُ فيه دعوتَها لكل الأطراف الإقليمية والدّولية من أجل السعيّ إلى إحداثِ استفاقة عاجلةٍ لضمير المُجتمع الدولي وَوَقْفِ العُدوان المُتعجرف على الأطفال والنساء والشيوخ، تُؤكِّدُ ثباتَ مَوقفِها المُعبِّر عن الوفاءِ لتاريخنا المجيد، ولرسالة نوفمبر الخالدة في نُصْرةِ الحقِّ والتَّمسُّك بدعْمِ الشَّعب الفلسطيني وقضيتِه العادلة، والتَّضامُن اللامحدود واللامشروط معه في هذه الظروف الخاصة، وتَدعو كلّ الضمائر الحيّة والإرادات الصادقة النزيهة إلى رَدْعِ الجريمة الكاملة الأركان ضِدَّ الإنسانية التي يَقْترفها الاحتلال على مَرْأَى من العالم. وختامًا، فإنَّ استحضارَنا لبُطولات وتضحياتِ شهدائِنا الأبرار يَبْقى راسخًا في أعماقِ وجدان الأمة، ومنارة للأحرار والشرفاء في وطننا المفدى وفي العالم. أترحم في الأخير معكم جميعًا، على أرواح شهدائنا الأبرار، وأتوجَّه إلى أخواتي وإخواني المجاهدين بالتحية والتقدير.