وصف الرئيس المدير العام لمجمع سوناطراك، رشيد حشيشي، اتفاقية-مبادئ الموقعة بين سوناطراك والشركة الأمريكية العالمية للنفط والغاز "إكسون موبايل"، ب "تاريخية" كونها تسمح بتطوير تعاون مفيد للطرفين على امتداد سلسلة القيمة في صناعة المحروقات في الجزائر. وخلال كلمة ألقاها بمناسبة مراسم التوقيع التي جرت بمقر المديرية العامة للمجمع، أوضح حشيشي أنّ "التوقيع على هذه الاتفاقية التاريخية مع شريكنا إكسون موبايل بغرض تطوير تعاون مفيد للطرفين على امتداد سلسلة القيمة في صناعة المحروقات في الجزائر، لاسيما في مجال الاستكشاف والإنتاج، سيسمح للجانبين بإجراء خطوة كبيرة على صعيد النهوض بمواردنا الطاقوية وتثمينها، وتمكين بلادنا من الانتقال إلى طور جديد من الاستدامة والنماء". واعتبر حشيشي أنّ هذه الاتفاقية "ليس مجرد تعبير عن الرغبة المشتركة في تطوير شراكة جادة ومميزة فحسب، بل تعد بمثابة تجسيد عملي لرؤية مشتركة بين سوناطراك وإكسون موبايل، وستمكن الطرفين من دراسة سبل استغلال القدرات الكامنة والإمكانات الهائلة من الموارد الطاقوية في الجزائر". وتطمح سوناطراك، حسب مسؤولها الاول، لأن تسمح هذه "الشراكة الرابحة" مع إكسون موبايل بتحصيل الخبرة الرائدة للشركة الامريكية في مجال النفط والغاز والاستفادة من تجربتها الثرية وقدراتها التكنولوجية"، مشيرا إلى توفر الامكانيات والفرص المتعددة لتجسيد هذه الاهداف في الجزائر. كما أفاد حشيشي بأن التوقيع على هذه الاتفاقية يندرج ضمن الرؤية التي تم اعتمادها لتطوير صناعة الطاقة، مثمنا بالمناسبة "الاهتمام الذي أبدته إكسون موبايل بالاستثمار وحضورها الفعلي في الجزائر"، مشيرا إلى انّ قدوم الشركة الامريكيةبالجزائر للتوقيع على هذه الاتفاقية "يدل على استشرافها للقدرات الكامنة الكبيرة التي يحوزها القطاع المنجمي بالجزائر، ويعكس أيضا الثقة التي تحظى بها سوناطراك بوصفها شريكا موثوقا وقادرا على تطوير شراكة مفيدة ومثمرة". وجدّد المتحدث "عزم الجزائر، برعاية رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، وتوجيهاته السديدة، على تكثيف برامج الاستثمار والاستفادة من الشراكات المفيدة من أجل المضي قدما على طريق الارتقاء بمعدلات النمو وتنويع الاقتصاد وتحقيق الرخاء الاجتماعي". من جانبه، صرّح نائب الرئيس المكلف بالاستكشاف والفرص الجديدة لإكسون موبايل، جون أرديل، بأنّ "الاتفاقية المبرمة، بعد أكثر من سنتين من التحضير والمشاورات بين الجانبيين، تعد خطوة أولى مهمة في إنشاء شراكة من شأنها أن تساعد على تحرير القدرات التطويرية للموارد الطاقوية التي تتوفر عليها الجزائر". وأثنى أرديل في كلمته على "الدور التاريخي للجزائر في مجال تطوير وتسويق المحروقات"، منوها بدور سوناطراك كمؤسسة رائدة في مجال تصدير الغاز الطبيعي المسال إلى العالم بداية من سنة 1964. وبعد عرض تجريه إكسون موبايل وخبرتها وامكانياتها التكنولوجية في مجال تطوير المحروقات، اشار السيد أرديل إلى أن التوقيع على هذه الاتفاقية "يضع الأساس والإطار الصحيح لشراكة قوية بين الطرفين لإطلاق الإمكانات الكامنة للمحروقات في الجزائر، التي تعد وجهة جذابة للاستثمار في قطاع النفط والغاز". وفي نفس الإطار، أكد المسؤول عن التزام إكسون موبايل ب "العمل سويا مع سوناطراك لنقل الخبرة والمساهمة في تعزيز مكانة الجزائر كقوة طاقوية في العالم". ومن جانبه، كشف نائب الرئيس المدير العام لسوناطراك المكلف بتطوير الأعمال والتسويق، فرحات أونوغي، أنّ إبرام هذه الاتفاقية مع الشركة الامريكية جاء بعد الجهود المبذولة بين الطرفين من أجل رفع التحديات وايجاد الفرص المستقبلية لتجسيد أهداف مشتركة في مجال المحروقات، معربا عن تفاؤله الكامل بتحقيق "نجاح كبير في إطار شراكة متينة بين سوناطراك وإكسون موبايل". تجدر الاشارة إلى أن الاتفاقية-مبادئ التي وقعتها سوناطراك وإكسون موبايل، ستسمح للشركاء بدراسة الفرص المتاحة بهدف تطوير الموارد من المحروقات في كل حوض أهنات وحوض قورارة، مع "التركيز على التميز العملياتي، والابتكار التكنولوجي واحترام البيئة، وعلى أفضل الممارسات في مجال الاستدامة".