انطلقت اليوم الأربعاء، بالجزائر العاصمة، أشغال الدورة الثامنة للجنة المشتركة الجزائرية العمانية التي يترأسها وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج أحمد عطاف مناصفة مع نظيره العماني بدر بن حمد بن حمود البوسعيدي. وفي كلمة له، قال وزير الشؤون الخارجية أحمد عطاف إن "انعقاد لجنتِنا المشتركة اليوم جاء في إطار تجسيد التوجيهات السامية للرئيس عبد المجيد تبون وأخيه صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق آل سعيد، اللَّذَيْن شدَّدا على ضرورة تفعيل آليات التعاون الثنائي بُغيةَ إعطاء دفع إضافي للعلاقات التاريخية التي تجمع بين بَلَدَيْنا الشقيقين". وأكد عطاف أن "هذه الدورة قد حققت الأهداف المرجوة منها على أكثر من صعيد، سيما من خمس نواحي أساسية وهي أن هذه الدورة قد شكلت فرصةً لتعزيز التشاور السياسي والتنسيق البيني، بُغية تكريس وترسيخ ما يجمع بَلَدَيْنا من توافقٍ وتطابقٍ في الرؤى والمواقف حول ما يحيط بنا من تطورات متسارعة"، وأن هذه الدورة قد "سَمَحَت لنا بإجراء تقييم شامل للتعاون الثنائي في مختلف المجالات، وهو التقييم الذي كان إيجابياً للغاية، خاصة وأن سلطنة عمان تُعد ضمن أكبر الدول العربية المستثمرة بالجزائر في ميادينَ يُمكن حقّاً وصفُها بالاستراتيجية". وقال عطاف، إن "هذه الدورة قد مكنتنا من تحديد مجالاتٍ جديدة ذات طابع أولوي للتعاون الثنائي، وهي المجالات التي تتصدر اهتمامات بلديْنا وجهودهما التنموية في المرحلة الراهنة، على غرار الطاقات المتجددة، الصناعات الصيدلانية، الموارد المنجمية، الزراعة الصحراوية، وغيرها من المجالات". كما أن هذه الدورة "قد سمحت لنا بإشراك الفاعلين والمتعاملين الاقتصاديين من الجانبين الجزائري والعماني، وذلك بهدف تحفيزهم وحثِّهم على استغلال الفرص المتاحة لتجسيد مشاريع استثمارية مُشتركة، قُدوةً بالشراكة النموذجية التي تجمع بيننا في مجال إنتاج الأسمدة"، يضيف الوزير. كما مكنت الدورة أيضا من إثراء الإطار القانوني للعلاقات الثنائية من خلال التوقيع على ثلاث مذكرات تفاهم في مجالات البيئة والشؤون الاجتماعية وتكوين القضاة، وكذا برنامَجَيْن تنفيذيين في مجالي الشباب والرياضة والأرشيف الوطني. و "تم الاتفاق كذلك على استكمال التفاوض بشأن عددٍ معتبر من مشاريع الاتفاقيات الهامة التي سيتم التوقيع عليها في قادم الاستحقاقات الثنائية المرتقبة قبل نهاية العام الجاري". وأشار عطاف إلى أن كل هذه النتائج "تُعتبر في نظرنا مكتسبات هامة للعلاقات الجزائرية-العمانية التي نعتز بها أيما اعتزاز، والتي نتطلع لتثمين مكنونها الزاخر بتضافر جهودنا المشتركة، والمخلصة، والصادقة، والهادفة".