هو مثال عن المدرب الشاب الناجح الذي تمكن من تكريس فكرة اقتنع بها المدربون الكبار في مختلف الملاعب العالمية لم يسبق للبطولة الوطنية أن خاضت تجربة شبيهة لها سوى في فريق اتحاد الحراش مع المدرب بوعلام شارف وكان دفاع تاجنانت ثاني فريق يكرس فكرة الاستقرار على مستوى الطاقم الفني لأطول مدة ممكنة، فحقق بفضلها أبناء ميلاف نتائج جيدة، باهرة ومتتالية في ظرف وجيز جدا بفضل سياسة الدبلوماسي قرعيش وهندسة التقني لمين بوغرارة، هذا الأخير غادر فريقه في الأيام القليلة الماضية وطلّق الدفاع في خرجة أسالت الكثير من الحبر، لم يكن يتوقعها أي أحد نظرا للعلاقة الجيدة بينه وبين إدارة ناديه وأيضا مع أنصار دفاع تاجنانت الذين معظمهم تمنى بقاء التقني الشاوي على رأس العارضة الفنية للديارتي، مغادرة بوغرارة الغامضة كانت لها دوافعها طبعا، حاولنا من خلال هذا الحوار الشيق أن نعرفها وننقلها لقرائنا الأعزاء، كما استغلينا فرصة التقائنا به للتطرق والحديث عن العديد من الجوانب التي تخص البطولة الوطنية والمنتخب الأول والعديد من الأمور الأخرى سنكتشفها وإياكم في هذه الأسطر القادمة… كيف حالك كوتش بوغرارة؟ الحمد لله في صحة جيدة رغم بعض التعب والإرهاق، وشكرا لكم على هذه الالتفاتة. هل يعني هذا أنك مرتاح البال؟ في الحقيقة لن أكون صادقا إن قلت لك نعم، لأنني غادرت فريقي في وضعية صعبة نوعا ما، ولن أرتاح البال حتى تنتهي جولات الموسم بالأمنية التي أنتظر أن تتحقق. وما هي أمنيتك؟ أن يحافظ الدفاع على مكانته في الرابطة الأولى المحترفة لموسم إضافي وتعم الفرحة كل سكان تاجنانت كما كان عليه الحال في المواسم السابقة. إلى هذه الدرجة أنت متعلق بدفاع تاجنانت، أم هناك أمور أخرى دفعتك لهذا التصريح؟ الاثنان معا، فتعلقي بفريق دفاع تاجنانت يعني عملي لأربع سنوات كاملة مع هذا النادي، يعني النجاح الكبير باعتراف الجميع الذي حققناه في ظرف وجيز جدا، أليس هذا كفيلا للتعلق بفريق حققت معه صعودين متتاليين ؟، ساهمت في دخوله تاريخ كرة القدم الجزائرية وأسعدنا مدينة بأكملها، أما إذا تحدثت عن الدوافع لهذا التصريح فمن غير اللائق على أي شخص محترم أن ينكر خير سكان تاجنانت معي سواء إدارة بقيادة رئيسها قرعيش، أو أنصار ومحيط الفريق بصفة عامة، لذلك سأبقى دائما وأبدا أتحدث عن هذه التجربة الناجحة بصفة عامة وأذكر أهلها بكل خير. إذا اجتمعت كل هذه العوامل كيف سمحت فيها وغادرت الدفاع ؟ مغادرتي للدفاع أعتبرها شخصيا تضحية مني حتى لا يذهب كل ما بنيناه في أربع سنوات سدى، الجميع يشهد أن فريقنا هذا الموسم كان عرضة لتحكيم جائر وظالم اغتصب حقنا داخل قواعدنا وخارجها، ومهما حاولنا حماية الفريق والعودة للسكة السليمة في نتائجنا إلا ونجد مقصلة التحكيم تقطع آمالنا وتعيدنا لنقطة الصفر. إذن أنت تتهم التحكيم الذي دفعك لتقديم استقالتك؟ في الحقيقة هناك بعض الحكام أقول لهم "نوكّل عليكم ربي" وسيبقى عرقي وحق فريقي يعاتب ضمائرهم إن كانت لديهم ضمائر أصلا، فكل من تابع لقاءاتنا وقف على قوة فريقنا وتماسك مجموعتنا، نحن نلعب جيدا ونقدم عروضا كبيرة لكننا لم نوّفق في تحقيق النتائج الإيجابية ولبعض الحكام يد كبيرة في ذلك. وكيف جرى تطليقك للدفاع بعد مشوار تقول إنه حافل بالإنجازات؟ في جلسة مع الرئيس قرعيش لم تدم مطولا ولم تستغرق وقتا كبيرا، وهذا طبعا للتفاهم الكبير بيننا نحن الاثنين، حيث أكدت له أن الفريق بحاجة لديكليك قد يكون على مستوى العارضة الفنية، ففضلت التضحية بنفسي على أن أضحي بفريق مدينة بأكملها وهناك شيئ لا بد علي ذكره.. تفضل ما هو.. قرعيش ليس صديقا فحسب بل هو أكثر من أخ وعلاقتي به لن تنتهي أبدا، واعترف له أنه "رئيس راجل" بمعنى الكلمة، كما أن ناس تاجنانت كرماء ومدينتهم مضيافة سأبقى أشهد لها ولهم بذلك دائما وأبدا، أعلم أنهم جلبوا مدربا كبيرا وأنا في خدمته وخدمة الفريق ولو من بعيد. هل تعني المدرب إيغيل؟ هذا ما سمعت، أعتقد أنه سيجد الجميع مجندا خلفه، خاصة الإدارة التي لن تتوانى في توفير كل الظروف لنجاح هذا المدرب القدير، حتى أنا شخصيا سأبقى في خدمته إذا احتاجني طبعا لأن هدفنا جميعا يكمن في أمر واحد وهو إنقاذ موسم الدفاع من السقوط. يدور حديث حول تلقيك اتصالات لتدريب بعض الأندية، هل تنفي ذلك؟ لا طبعا لا يمكنني أن أنفي العروض التي وصلتني مباشرة بعد فسخ عقدي مع الدفاع، لكنني اعتذرت لجميعها ولن أدرّب حاليا أي فريق وهذا طبعا احتراما لنفسي كمدرب وأيضا باعتبار أنني بحاجة لراحة طويلة، لقد عملت بكل تفاني وإخلاص كما عهدتموني طيلة الأربع سنوات الماضية، وقد حرمت أسرتي وأبنائي من كل شيء حتى الرحلات الصيفية التي عودتهم عليها، والآن أنا بأمس الحاجة للراحة هذا كل ما في الأمر. لنعرّج قليلا على البطولة الوطنية، كيف يراها التقني بوغرارة؟ صراحة بطولتنا لا يمكن أن نقول عليها أكثر من أنها عرجاء وعقيمة، لأنها بكل بساطة لم تتمكن من منح ولا لاعب واحد للمنتخب الوطني الأول، كما أن اللعبة أصبحت بعيدة عن المستطيل الأخضر في العديد من المرات، وهذا لا يناسب على الإطلاق المدربين قبل أي طرف آخر. ما قصدك بجملة لا تناسب المدربين؟ أقصد أننا أكبر ضحايا للكولسة والأمور الخارجة عن الميدان، لأننا نتعب طيلة الأسبوع لتحضير اللاعبين ودراسة طريقة لعب المنافس ونسهر على كل كبيرة وصغيرة، لكن في الأخير تجد أن نتيجة المباراة محسومة قبل انطلاقتها بسبب الكواليس وتواطؤ بعض الحكام طبعا. تبدو متضررا كثيرا من التحكيم أليس كذلك؟ يا أخي كيف لا أتضرر وقد عملنا لمدة أربع سنوات كاملة واجتهدنا من أجل صنع فريق تنافسي بأسماء ليس شرطا أن تكون بارزة على مستوى الساحة الوطنية، وهذا ما حدث فعلا، لكن أن يأتي موسم أسود مثل هذا ليمحي لك كل ما قمت به وسهرت لأجله حتما ستبقى متأثرا ولن تسمح في عرقك وحقك الذي هضم باطلا. لكن الموسم الجاري هناك عدة أندية تتنافس على البقاء، ألا يبدو هذا دليلا قاطعا على صعوبة المنافسة؟ يضحك قليلا.. معظمهم ضحايا الكولسة وأتحداكم إذا لم تسمعوا تصريحا واحدا من رئيس أو مدرب لناد من بين هذه الأندية التي تقصدونها يتحدث بل يتهم التحكيم، أنا لست هنا لأتحدث بلسان الآخرين، لكني أوضح ما يجري في بطولتنا الوطنية من خروقات قانونية وأمور خارجة عن اللعبة، نحن جميعا ضحايا لهذه التجاوزات وهناك فريق "حرام" نراه يلعب على السقوط ويشتكي دائما حقرة بعض الحكام. عفوا من هو الفريق الذي تقصده؟ أقصد شبيبة القبائل طبعا، هذا النادي قدم الكثير والكثير للكرة الوطنية ومثلها أحسن تمثيل في المحافل الدولية، كما تشرّفت من قبل بالدفاع على ألوانه وتجمعني علاقة طيبة مع كل محيط الشبيبة. ما هي نظرتك المستقبلية عن فريق شبيبة القبائل؟ أعلم أن أبناء منطقة القبائل لن يتركوا فريقهم يذهب سدى وسيتضامنون جميعهم من أجل إنقاذه أنا متأكد من ذلك، كما أن الرئيس حناشي ضحى كثيرا لأجل هذا الفريق بل وبحسب قربي منه أعلم أنه مرض كثيرا لأجله، ولذلك أرى أنه من واجب أي شخص غيور على النادي ومحب للكناري أن يقف خلف هذا الشخص ويساعده على إعادة النادي للسكة السليمة. ألا ترى أن الجياسكا فقدت بريقها في السنوات الأخيرة؟ أكيد الشبيبة لم تبق كما كانت عليه من قبل، وتضررت كثيرا بسبب المشاكل التي تحيط بالفريق وأيضا بسبب عدم الاستقرار سواء على مستوى العارضة الفنية أو على مستوى اللاعبين، وهذا الجانب يؤثر كثيرا في الأندية حتى ولو كانت لها سمعة كبيرة وشاسعة والدليل ما يحدث الآن لشبيبة القبائل. وماذا عن باقي الأندية الأخرى التي تتنافس على المراكز الأولى؟ أعتقد أن بعضها له عادات خاصة لا يمكنه اللعب لغير هدف البطولة والكأس في شاكلة وفاق سطيف، والبعض الآخر قد استغل الفرص وتواجده مع كوكبة المقدمة فأصبح أحد المتنافسين على هرم جدول الترتيب العام، لكن الأهم لا يكمن هنا.. وأين يكمن الأهم بنظرك؟ الأهم وما يعرّي ضعف بطولتنا الوطنية هي المشاركات السلبية للأندية التي تمثل الكرة الجزائرية والتي تكتفي بالخروج من الأدوار الأولى وحتى مع أضعف الأندية الإفريقية، وهذا معيار كفيل لمعرفة قيمة البطولة الوطنية مع باقي البطولات الأخرى. هل ترى أن سياسة رئيس الاتحادية السابق روراوة كان لها دور كبير فيما يحدث لبطولتنا؟ أعتقد أن السياسة السابقة كانت لها سبب كبير فيما وصلت إليه كرتنا الآن، لأنها لم تعتمد على الأسس الصحيحة ولم يكن هناك أي مشروع فريق على المستوى البعيد، وكانت كل الأندية تفكر في موسمها فقط بمختلف أهدافها طبعا، لذلك الجميع عزف عن سياسة التكوين. مغادرة الحاج لقصر دالي إبراهيم ماذا كان يعني لك؟ كان منتظرا بعد النتائج السلبية التي حققها الفريق في المشاركة الأخيرة لكأس إفريقيا، فخيبة الطوغو لا زالت على لسان كل فرد جزائري، لأنها فعلا ضربة موجعة سقطت على رؤوسنا كالفاجعة. هل تعني أن روراوة لم يقم بما كان منتظرا منه؟ جاحد من يقول ذلك، هذا الشخص عمل مطولا ومن يعمل حتما سيسقط، سيفشل في جوانب وينجح في أخرى، بفضله وبفضل دعم حكومتنا لسياسته السابقة، حققنا إنجازات دولية على مستوى المنتخب الأول، وتمكنا من التأهل في مناسبتين اثنتين، كما أننا ولأول مرة تمكنا من التأهل للدور الثاني في البرازيل، بالنسبة لي هذا إنجاز يحسب لمكتب روراوة. وما الجوانب التي ترى كتقني أنه أخطأ فيها رئيس الفاف السابق؟ أعتقد أنه أهمل نوعا ما البطولة المحلية، واكتفى بمساعدات مالية لا حسيب ولا رقيب لها، لقد كنا ننتظر منه سياسة التشبيب التي قام بها على مستوى الفريق الأول أن يجسدها في الأندية الوطنية ويطالب بالتكوين لكن هذا لم يحدث، كما أن ما جرى من تجاوزات خطيرة وظلم تحكيمي سببه إهمال الفاف ولامبالاتها. تحدثت من قبل عن الاستقرار، هل تعتقد أن ذلك أثر أيضا على المنتخب الأول؟ أكيد فالاستقرار يلعب دورا كبيرا على مستوى العارضة الفنية سواء بالنسبة للنادي أو للمنتخب الأول، وهذا ما سقطنا فيه أيضا فالتغييرات الكثيرة للمدربين أثرت على نتائج الفريق الوطني وجعلتها متذبذبة، وهناك دليل قاطع على حديثي.. ما هو تفضل بشرحه من فضلك سيدي.. نحن لم نعرف كيف نسير جيدا في الفترة التي جاءت بعد المونديال وخاصة بعد رحيل المدرب السابق حاليلوزيتش، لقد دخل الفريق في فترة نقاهة وعشنا مطولا بإنجازنا في البرازيل، هذا الأمر أدخل بعض الأمور غير الانضباطية في الفريق وفتح المجال أمام بعض اللاعبين لتشكيل كتلة في المنتخب. هل تريد الحديث عما حصل مع المدرب الصربي الذي لم يعمّر طويلا؟ ما حدث لذلك المدرب أمر غير مقبول على الإطلاق، خاصة أن اللاعبين هم من انتفضوا ضده وطالبوا بإقالته، أعتقد أن هذا الأمر جانب مما كنت أتحدث عنه من قبل ووصفته بالتكتل داخل المنتخب الوطني الذي كان يجب أن يتخذ القرار فيه رئيس الفاف فقط، وهذا طبعا بالعودة للنتائج التي حققها التقني الصربي. وماذا عن خليفته ليكنس؟ ليكنس أكبر خطأ ربما عجل برحيل روراوة، لأن هذا المدرب كان قد خاض تجربة مع المنتخب الوطني ولم ينجح فيها، لذلك استغربت كثيرا عندما علمت أن الحاج عرض عليه فكرة تدريب المنتخب الوطني وكنت أدرك جيدا أنه لن يرفضها رغم أن المهمة كانت تبدو صعبة نظرا لما ينتظر الأفناك من تحديات قادمة سواء على مستوى كأس إفريقيا أو تصفيات المونديال. مشاركة المنتخب الوطني في كأس إفريقيا الماضية كارثية، إلى ما ترجع ذلك في رأيك؟ أكيد كانت كارثية، وخيبت آمالنا جميعا بعدما كنا ننتظر أن نتواجد على الأقل في المربع الذهبي، لكن هذا لم يحدث بل خرجنا من الباب الضيق ونحن من كنا أبرز المرشحين للفوز بكأس إفريقيا، أعتقد أن سوء التسيير داخل المنتخب والتذبذب في البرمجة أيضا، كما لا أتوانى في تحميل المدرب بعض الجوانب في هذه الخيبة بدءا بالفترة التحضيرية والمباريات الودية التي خضناها. الآن تغيّر قصر "دالي إبراهيم" بمجيء زطشي، كيف ترى مستقبل الكرة الجزائرية مع هذا الشخص؟ نحن كرياضيين دائما نتفاءل للأشخاص الذين يأتون لتقديم الإضافة لكرة القدم الجزائرية خاصة، هذا الشخص لديه طموحات كبيرة لذلك أعتقد أنه الرجل المناسب في الوقت المناسب. ما الذي جعلك تحكم عليه مسبقا بالرجل المناسب؟ من يعرف زطشي جيدا يقول نفس الكلام الذي قلته عنه، يكفينا تجربته الناجحة مع فريقه أو بالأحرى مدرسة بارادو، أعتقد أنه جسد فكرة التكوين في الجزائر وتمكن من تصدير لاعبين للخارج ومنح آخرين للمنتخب الوطني الأول في شاكلة المدافع بن سبعيني، وكل هذا بفضل سياسة التكوين التي تحدثت عنها من قبل. هل تجربته مع بارادو جعلتك تستبق الحكم عليه؟ لا ليس لهذه الدرجة، نجاح زطشي مرهون بعدة أمور، أبرزها تجسيد فكرة التكوين في كل الأندية الوطنية خاصة المحترفة منها، لأن أي إنجاز آخر من دون العودة لسياسة التكوين بالنسبة لي كتقني أعتقد أنه ناقص، وفائدته لن تدوم مطولا ثم حتما ستأتي بعدها الانتكاسة. رئيس الفاف الجديد تنتظره تحديات كبيرة، هل ترى أنه سينجح فيها؟ أكيد تنتظره تحديات كثيرة بل قل مشاريع ضخمة بداية كما تحدثنا بالبطولة المحلية والعقم الكبير الذي تعانيه، وسياسة التكوين المفقودة والتي أعتقد أن نجاحه على رأس الفاف لن يمر بغير تجسيد هذا المشروع، كما أن التحدي الأكبر سيكون على مستوى المنتخب الأول والبداية بمدرب قادر على تجسيد مشروع الفاف وحلم الجمهور الرياضي الجزائري. لو كان بوغرارة في مكتبه، من هو المدرب الذي ينصح زطشي به؟ لا إطلاقا لست أهلا لتعيين المدربين أو التقنيين على مستوى العارضة الفنية للمنتخب الأول، أعتقد أنه حر في اختياره لأنه في الأخير هو من سيجني إما ثمار اختياره للمدرب أو شوك أخطائه، أنا شخصيا أعتقد أن لزطشي خبرة كفيلة ستجعله يختار الأحسن والملائم للمنتخب الوطني في هذا الظرف بالذات. ظننّاك ستختار مدربا محليا، لماذا لم يرجح رأيك لذلك؟ في الحقيقة تدريب المنتخب الوطني ليس استحقاقا أو "مزيّة" بل هو واجب وطني على كل مدرب جزائري، وأعتقد أن رئيس الفاف هو المخول الوحيد لاختيار الأنسب. ألم يراودك من قبل حلم تدريب المنتخب الأول؟ هذا حلم مشروع لأي مدرب طموح، ربما مع مرور الوقت واكتساب خبرة أكبر قد نكون أحق وأولى بتدريب منتخبنا الوطني الذي تشرفت من قبل بالدفاع عن ألوانه في المحافل الدولية كلاعب ولم لا أعيد الكرّة كمدرب. ما هي المواصفات التي تراها ضرورية في المدرب القادم؟ أن يكون أكثر طرف تحمسا لتحقيق حلم الجمهور الجزائري، أن يكون متمكنا من عمله، وصاحب خبرة على مستوى المنافسة الإفريقية وما يحدث في أدغال هذه القارة، كما أن شخصية المدرب القادم أهم وأبرز عامل سيساهم في نجاح مشروع الفاف. إذا أعطيتنا مثالا عن مدرب معين شبيه لم تتحدث عنه، من ستذكر لنا؟ لا عفوا لا يمكنني أن أذكر أي مدرب أو أرشحه، لكنني منحتكم فقط الأوصاف التي يجب أن تتوفر في المدرب الذي سيختاره رئيس الفاف زطشي حتى يتمكن من تحقيق الأهداف المنتظرة منه. من بين المدربين الذين مروا على المنتخب الوطني في الفترة السابقة، من التقني الذي أعجبك كثيرا عمله؟ بكل صراحة كنت معجبا كثيرا بالعمل الذي قام به المدرب غوركيف، لأنه فعلا تمكن من تجسيد مشروعه في المنتخب ووضع لمسته على طريقة لعبنا، أعتقد أن الكل شاهد أن الفريق الوطني أصبح يلعب بطريقة "تيكي تاكا" وبلغنا 750 تمريرة كاملة في مباراة واحدة، وهذه الإحصائيات لم يبلغها إلا نادي برشلونة، لذلك أنا من بين المتحسرين كثيرا على مغادرة هذا المدرب للمنتخب الوطني الأول. بالعودة للمدرب القادم، ألا تعتقد أن مهمته شبه مستحيلة في تأهيلنا لمونديال روسيا؟ كرة القدم لا تعترف بمصطلح المستحيل، وكل شيء فيها قادر على التجسيد، صحيح أن المهمة صعبة خاصة أن الفترة الحالية التي يمر بها معظم لاعبينا مع أنديتهم وكذا قرب العودة للمنافسة صعبة لكن لا شيء يبقى مستحيلا. في رأيك ما هي مفاتيح التأهل للمونديال؟ أرى أن الفوز في الكامرون وزامبيا سيمكننا من التأهل إلى المونديال مع الفوز طبعا بباقي لقاءاتنا داخل الديار. لنعد للحديث عن رئيس الفاف الجديد هل بوغرارة متفائل بمجيئه؟ نعم متفائل بمجيئه لأنه قبل أن يجلس على كرسي الفاف كان رئيسا لناد ينشط في البطولة الوطنية وأعتقد أنه يعرف خباياها جيدا، لذلك سيسهل عليه تجسيد الأضرار التي تعاني منها بطولتنا ويسارع في تصحيحها. ماذا ينتظر بوغرارة شخصيا من الرئيس زطشي؟ أن يعيد التكوين للأندية ويساعد الفرق في إنجاح هذا المشروع الموحد، و يحاول الكف من هواجس الكولسة ويمنح للمدرب المحلي حقه. هل تقصد بحق المدرب أن يكون في المنتخبات الوطنية؟ لا.. لا أقصد هذا بل أقصد أن يوقف التجاوزات التي تحدث من حين لآخر، ويترك اللعبة نظيفة وهذا هو حق المدرب الذي يتعب طيلة الأسبوع وينتظر أن يجني ثمار تعبه فقط. ماذا عن فريقك السابق دفاع تاجنانت؟ أتمنى له كل التوفيق وأن ينجح المدرب الجديد وزميلي إيغيل في عمله وأرى الموسم القادم الديارتي في مكانها بين أندية النخبة. تحدثت عن الجياسكا، ما النصيحة التي تقدّمها لأبناء القبائل؟ علاقتي بهم الجيدة تسمح لي أن أتدخل في شؤون هذا النادي الذي دافعت لمدة طويلة عن ألوانه وهو جزء مني، أتمنى أن يتحد أبناء القبائل ويلتفوا جميعا حول الجياسكا لإنقاذها لأنه عار كبير وعيب أن يسقط هذا النادي العريق الذي مثل الجزائر أحسن تمثيل في المحافل الدولية، كما أن هناك فريقا آخر أنا جد متأسف للوضعية التي وصل إليها هو جمعية الخروب النادي الذي أعرفه جيدا وكان محطة بارزة في مشواري التدريبي، أتمنى أن يعيد أبناء لايسكا حساباتهم مستقبلا ويعيدوا الفريق لمكانته الحقيقية. فريق مسقط رأسك جمعية عين مليلة ينافس من أجل الصعود، كلمة للمسؤولين وللأنصار؟ "لاصام" ألوانه تسري في دمي وكل العائلة تتحدث عن هذا الموسم الاستثنائي، وحتى أبنائي يناصرون قلبا وقالبا فريق مدينتهم، أعتقد أن الإدارة الحالية قامت وتقوم بعمل كبير وكل الفضل يعود إليها وللأنصار الذين وقفوا هذه المرة وقفة رجل واحد مع ناديهم، من دون أن أنسى الدور الكبير لزميلي صحراوي وكذا لاعبيه الذين يضحون من مباراة لأخرى لتحقيق النتائج الإيجابية. هل تعتقد أن "لاصام" قادر على تحقيق الصعود هذا الموسم؟ أتمنى ذلك من كل أعماق قلبي، أعتقد أن المهمة رغم صعوبتها إلا أن أبناء عين مليلة لا يعرفون المستحيل وسيحققون بفضل الله حلم الأنصار الذين انتظروا مطولا عودة فريقهم للأضواء. كلمة أخيرة.. أتمنى أن تستعيد بطولتنا بريقها ونتمكن من منح لاعبين للمنتخب الأول و نكف عن سياسة الاستيراد، الجمهور الجزائري متعطش لبطولة لا يستحيي منها دوليا، وشبابنا يجب أن يعودوا للمدرجات ويكونوا مثالا عن المناصر الوفي لألوان فريقه لا مثالا للشغب بسبب المباريات المملة التي تجعله يكره وينبذ كرة القدم المحلية. شكرا لك سيدي.. شكرا لكم أنتم أيضا على هذه الجلسة الطيبة.