قدم برشلونة في الآونة الأخيرة أسوأ أداء على الإطلاق منذ ستة مواسم عقب سقوطه ضد ميلان الإيطالي (2\0) في ذهاب الدور ثمن النهائي من دوري أبطال أوروبا فضلا عن سقوطه المذل ضد ريال مدريد في إياب الدور نصف النهائي من كأس ملك إسبانيا وفي الجولة (26) من الدوري الإسباني. ويعود تراجع برشلونة من حيث المستوى الفني والبدني إلى عدة أسباب رئيسية ، بيد أن الغريب في الأمر هو عدم تحرك الإدارة الرياضية في النادي الكتلوني خلال الفترة الماضية من أجل العمل على إصلاح الأخطاء الفادحة التي وقع بها مساعد المدرب خوردي رورا .. رغم أن الأخير يتلق الأوامر مباشرة من تيتو فيلانوفا. ويستعرض موقع أبو ظبي الرياضي عدد من النقاط التي أدت إلى سقوط برشلونة من أعلى قمة الهرم المحلي والأوروبي على الرغم من الترشيحات التي صبت في صالح لاعبي فريق المدرب فيلانوفا في بداية الموسم الحالي عقب رحيل المدرب بيب غوارديولا الذي يعد مهندس النجاح الكبير في السنوات الماضية. 1- ابتعاد المدرب تيتو فيلانوفا عن الفريق غياب المدرب فيلانوفا عن برشلونة بسبب تواجده في مدينة نيويورك للتعافي من المرض الذي عاد إليه من جديد قد ساهم في إنفلات من الناحية الرياضية في صفوف الفريق الذي يسير دون حسيب أو رقيب ، حيث أصبح هناك استهرار متزايد في التدريبات اليومية التي تعد سراً من أسرار نجاح البلوغرانا فضلاً عن تأخر الكثير من اللاعبين عن الحصص التدريبية. 2- جيرارد بيكيه مشكلة كبيرة جداً ليس هناك شك في أن المدافع جيرارد بيكيه قد أصبح مشكلة كبيرة بالنسبة إلى برشلونة في الفترة الماضية بسبب مستواه المثير للجدل فضلاً عن الأخطاء الكارثية التي وقع بها في المواجهات ضد ريال مدريد وميلان ناهيك عن الثغرات التي وضعها في خط الدفاع في اللقاءات الأخرى بسبب تركيزه المستمر على حياته العاطفية. 3- خط الوسط يتحمل الإخفاقات الأخيرة بنسبة كبيرة يعتبر خط وسط برشلونة من الخطوط التي يرتكز عليها نجاح الخطوط الأخرى في صفوف النادي الكتلوني ، حيث أن منطقة خط الوسط كانت في السنوات الماضية سبباً في نجاح الفريق وعصا يرتكز عليها الجميع ، ولكن هذه العصا تعرضت في منتصف هذا الموسم بالتحديد إلى انحراف عن مسارها بسبب تراجع أداء اللاعب تشافي هرنانديز وتغيير في مركز أندريس إنيستا جنباً إلى جنب مع تأرجح في مستوى أداء سيسك فابريغاس. 4- خط الدفاع يتعامل مع المنافس بشكل ساذج للغاية يعد دفاع برشلونة في الموسم الحالي كارثياً بكل ما تحمل الكلمة من معنى رغم مشاركة جيرارد بيكيه وكارليس بويول معاً في محور الدفاع ، ولكن الشيء الغريب هو البطىء الكبير في الارتداد الدفاعي والتقدم المبالغ به إلى منتصف الملعب بالاعتماد فقط على مدافعين فقط ، في ظل صعود متكرر للظهيرين الأيسر والأيمن بشكل مبالغ به مما يعطي الفريق المنافس مساحات كبيرة جداً وسرعة كبيرة في تسجيل الأهداف من هجمات مرتدة. 5- انعدام الحلول التكتيكية في المباريات الصعبة واحدة من أسرار نجاح المدرب بيب غوارديولا مع برشلونة كانت بالتحضير قبل كل مباراة من خلال إلزام اللاعبين بالتدريبات وإعداد شريط فيديو عن المنافس بعناية فائقة بحيث يتم معرفة جميع الجوانب المتعلقة بالخصم قبل أن يتم التمرن على كيفية التعامل مع تلك الجوانب في التدريبات من خلال تقسيم المجموعة إلى فريقين للتمرن على بناء الهجمات والحذر من المرتدات. ويفتقد برشلونة الآن إلى هذا الأسلوب الذي كان ناجحاً بنسبة قياسية نظراً لقدرته على زرع الحوافز عند اللاعبين ، في حين أن التدريبات في الوقت الحالي هي شبه متوقفه أو أنها ليست بنفس القوة التي كانت في عهد المدرب بيب غوارديولا الذي كان يستخدم هذه الوسيلة من أجل خلق المنافسة بين اللاعبين مما ينعكس إيجابياً على أداء الفريق في المباريات. 6- انعدام المستوى الفني في الكثير من المباريات الماضية ظهر لاعبو برشلونة في المباريات الماضية بشكل يدعو للحيرة والاستغراب بشكل كبير جداً من حيث حركة الكرة وتدويرها بين اللاعبين ، حيث كان النادي الكتلوني معروفاً بحركة لاعبيه في مناطق الخصم دون كرة وبتشكيل المثلثات في أجل خلق حالة من الإرهاق في صفوف الفريق المنافس ، وهو الشيء الذي افتقده برشلونة سريعاً إذ أصبح اللاعبون يمررون الكرة فيما بينهم دون التحرك في مناطق الخصم وهو ما يسمح للفريق المنافس بالحصول على الوقت الكافي لإنهاء أي خطر. وتعد المباراة التي خاضها برشلونة ضد ميلان على ملعب سان سيرو في ذهاب الدور ثمن النهائي من دوري أبطال أوروبا أقرب مثال حيث سجل النادي الإيطالي الهدف الأول والهدف الثاني في مرمى فيكتور فالديس ، ولكن برشلونة لم لا يغير شيئاً من أسلوبه خلال تلك المباراة وواصل اللعب بنفس الطريقة وهو الأمر الذي تكرر ضد ريال مدريد. 7- ثقة في نفوس اللاعبين بالحفاظ على مراكزهم الأساسية فشل المدرب تيتو فيلانوفا في زرع الحوافز في نفوس اللاعبين وفي خلق حالة من التنافس فيما بينهم على المراكز كما كان يفعل المدرب بيب غوارديولا الذي كان يعطي الأولوية للاعب الأفضل في التدريبات فضلاً عن زرع الأدرينالين في نفوس اللاعبين في كل مباراة ، هذه النقاط الحساسة للغاية جعلت الكثير من اللاعبون يفتقدون إلى الدافع ويطمئنون على مراكزهم الأساسية حتى لو قدم أي لاعب أداء سيئاً في عدد من المباريات ، وهو ما حدث على سبيل المثال مع المدافع جيرارد بيكيه وداني ألفيس وغيرهم من البقرات المقدسة في برشلونة التي هي ممنوعة من المس.