قليلون من اللاعبين الشبان الإسبان وخاصة المهاجمين من يحضوّن بفرصة للتألق مع كبير الأندية الإسبانية العريقة ريال مدريد، وهو النادي الذي يعتمد منذ وقت بعيد على سياسية جلب النجوم ولو تطلب ذلك صرف الكثير والكثير من المال، بهدف المنافسة على أقوى الألقاب المحلية والقارية، واليوم استطاع أحد لاعبي الفريق الملكي الشبان استغلال هذه الفرصة أحسن استغلال، فأبدع وتألق وسط لاعبين نجوم، هذا الفتى الصاعد مرشح لأن يكون أحد أفضل المهاجمين في المستقبل، طريقة لعبه تشبه كثيرا طريقة نجم الفريق السابق فيرناندو موريانتس إنه ألفارو موراتا، اللاعب الذي يعد بالكثير في صفوف محبوب الجماهير المدريدية. يعد من اللاعبين القلائل الذين تألقوا مع الفريق الأول مرورا بالكاستيا وسط الجدل القائم حول مقارنة ريال مدريد بالنسبة لأكاديميته لفئة الشباب، يبرز ألفارو موراتا الأمل القادم والكبير لمصنع تفريغ المواهب للنادي الملكي، وبعد سنوات عديدة لم يبرز فيها أي من اللاعبين الشباب في الوصول إلى الفريق الأول بشكل دائم، يعتبر موراتا الأقرب إلى اتخاذ غرفة ملابس ملعب «السنتياغو برنابيو» مقرا طويل الأمد له، هو الآن في سن العشرين ويتناوب في اللعب مع الفريق الرديف «لاكاستيا»والفريق الأول، وبالرغم من أنه لا يزال لاعبا في الفريق الرديف إلا أنه تحت إشراف مورينيو ويحصل على المزيد من الفرص من فترة إلى أخرى. تسجيل الأهداف والفوز بثقة مورينيو سيفتحان له أبواب «البيرنابيو» بشكل دائم ما جعل اسم ألفارو موراتا يبرز في سماء قلعة النادي الملكي، هو أنه في أول فرصة من تلك الفرص التي منحها إياه «السبيشل وان» جوزي مورينيو، تمكن بشبه معجزة من إنقاذ ريال مدريد في ملعب فالنسيا الموسم الماضي من الهزيمة، فقد كان فريق مورينيو يرى أن لقب «الليغا» سيفلت من يديه في مباراة أقيمت على أرضية تغمرها المياه عندما برز موراتا طويل القامة في اللحظات الأخيرة لكي يسكن الكرة برأسه في المرمى إثر عرضية من تشافي ألونسو، ليذكر هذا اللاعب الكثيرين بأسطورة ريال مدريد راؤول آخر مهاجم تخرج من «لافابريكا»، ويفرض نفسه في الفريق الأول، والآن إما أن يصبح أحد أطراف الطابور الطويل من اللاعبين الذين فشلوا في البروز من صفوف الرديف ليصبحوا أساسيين في الفريق الأول، أو يصبح المرجع الجديد لل»لافابريكا»، وكل ما يحتاجه الآن حسب خبراء وتقنيين هو الفوز بثقة الجهاز الفني، أو أن تستمر أهدافه في كبح أبواب ملعب «السنتياغو بيرنابيو». ابن العاصمة الإسبانية مدريد وولج عالم الكرة في سن ال13 ولد النجم الصاعد ألفارو موراتا في ال23 من شهر أكتوبر سنة 1992 بالعاصمة الإسبانية مدريد، وكغيره من اقترانه اكتشف ألفارو عشقه للساحرة المستديرة في شوارع المدينة الإسبانية العريقة، وفيها حضي موراتا بتشجيع كبير من العائلة من أجل ممارسة اللعبة في المستقبل والتي كان جل أملها أن يصبح الفتى في يوم ما لاعبا معروفا، غير أنه لم يلج أي مدرسة تعني بتكوين مزدوج (دراسي- رياضي) إلى غاية بلوغه سنه 13، أين ولج «مورا» مدرسة نادي أتليتيكو مدريد وفيها بدأ الفتى الموهوب تلقي أولى أبجديات الكرة بطريقة أكاديمية بحتة. مر بمدرستي «أتليتيكو» و«خيتافي» قبل أن يخطفه كشافو النادي الملكي في مدرسة الفريق الثاني للعاصمة الإسبانية مدريد، قضى ألفارو موراتا موسمين بداية من عام 2005،حيث تلقى من خلالهما تكوينا عالي المستوى قبل أن يقرر تغيير أجواء أكاديمية نادي أتليتيكو، حيث انتقل إلى جنوبمدريد أين يوجد فريق «مدريدي» آخر هو نادي خيتافي، الذي ينشط فريقه الأول في بطولة الدرجة الإسبانية الأولى، ليتابع تكوينه لعام آخر أبان من خلاله عن قدرات كبيرة في التحمّل ومهارات عالية في التحكم بالكرة، وبكل تأكيد عن حسه التهديفي الذي أبهر من خلاله مدربيه في تلك المدرسة، ونفس الشيء حدث مع كشافي النادي الملكي الذين كانوا يتجولون في المدارس القريبة من أجل البحث عن جواهر كروية من شأنها أن تتألق في صفوف «المرينغي»، فكان أن عرضوا عليه فكرة الانضمام لمدرسة «الكاستيا» لمتابعة تكوينه الكروي في مدرسة ريال مدريد، أين سيكون قريبا جدا من النجومية. مشواره الاحترافي بدأ مع الريال واللاعب لم يصدق الأمر في البداية مع النادي الملكي أكمل ألفارو موراتا تكوينه الأكاديمي بداية من سنة 2008 وإلى غاية عام 2010 أين تم تأهيله كمهاجم في صفوف الفريق الثالث للنادي الملكي، وبعد موسم ناجح فاز من خلاله مع فريقه بلقب بطولة الشباب مسجلا 34 هدفا في ذلك الموسم، تمت ترقيته لريال مدريد في جويلية من نفس العام من المدرب البرتغالي جوزي مورينيو، الذي أمر بتأهيله إلى الفريق الأول ولكن مع إبقائه في الفريق الثاني (الكاستيا)، حيث عمد «السبيشل وان» على وضع لاعبه الصاعد كمهاجم احتياطي والتعويض به من حين لآخر النقص أو الغياب الذي يتركه مهاجمو الفريق الأول بن زيمة وهيغواين، فأسر لمقربيه في ذلك الوقت أنه لم يكن يعتقد الوصول بهذه السرعة للتواجد مع نجوم الفريق الملكي. كان قريبا لضمان مكانة أساسية في الفريق لولا قدوم أديبايور في آخر لحظة بعد إصابة هيغواين وبقاء بن زيمة فقط كمهاجم وحيد للريال في الفريق الأول، أجبر مورينيو أن يعيّن موراتا كمهاجم ثان للنادي الملكي، فأتاح له التقني البرتغالي في ال12 من شهر ديسمبر 2010 فرصة لعب أول مباراته مع فريق ريال مدريد الأول أمام سرقسطة، أين أدخله بديلا لأنخيل دي ماريا في الدقيقة 88 من عمر المباراة التي فاز الريال فيها بنتيجة (3-1)، وبعدها بعشرة أيام لعب موراتا أول مباراته مع الريال في كأس الملك بعد أن دخل بديلا في الدقائق الأخيرة أمام ليفانتي وحقق فوزا عريضا مع فريقه (8-0)، لكن بعد تلك المباراة صرح مورينيو أن موراتا لن يكون هذا الموسم (2010-2011) مهاجما في الفريق الأول لريال مدريد لكون إدارة «المرنغي» تعاقدت مع الدولي الطوغولي إيمانويل أديبايور لستة أشهر خلال فترة الانتقالات الشتوية من عام 2011. صراع إنجليزي خالص بين أكبر أنديتها من أجل الظفر بخدماته بعد أن قدم مستوى جيدا وملفتا للانتباه خلال مشاركاته مع الميرنغي، احتدم الصراع بين عمالقة الدوري الإنجليزي المتمثلة في كل من تشيلسي، آرسنال ومانشستر يونايتد من أجل الظفر بخدمات المهاجم والنجم الصاعد ألفارو موراتا، فكانت فرصة له من أجل خوض تجربة جديدة واستكمال الرفع من مستواه، غير أنه رفض جميع العروض وهذا لعلمه أن إدارة النادي الملكي وضعت اسمه في قائمة اللاعبين المهمين بالنسبة للفريق في المستقبل القريب، وما زاد من اطمئنانه على مستقبله في الريال هو رفض «المرينغي» تسريحه أو حتى تداول فكرة إعارته إلى أحد الأندية الإسبانية أو الأوروبية. يلقى دعما كبيرا من الجماهير ووسائل الإعلام المدريدية عنونت صحيفة ماركا المدريدية على صدر غلافها في أحد أعدادها، مع صورة مرفقة للمهاجم الشاب ألفارو موراتا «هناك مهاجم آخر»، ومن خلالها دعت المدير الفني للنادي الملكي جوزي مورينيو للاستمرار في الاعتماد على خريج مدرسة «الكاستيا»، مشيرة في نفس الوقت أن «مورا» أصبح محبوبا لدى جماهير الفريق الأبيض، هذا وكان التقني البرتغالي قد فاجأ الجميع بإشراك موراتا كأساسي لأول مرة في تشكيلة ريال مدريد، ونجح بالفعل في استغلال هذه الفرصة بتوقيع أولى أهداف الميرنغي بعد مرور ثلاث دقائق على انطلاق المباراة، لكن طرد راموس بعد 26 دقيقة، أربك حسابات الفريق، ليتم استبدال ألفارو موراتا بالمدافع الدولي الإسباني راؤول ألبيول. «أنا أتعلم من أفضل اللاعبين في العالم وسعيد لهدفي الأول مع الريال» عبّر مهاجم النادي الملكي الشاب عن سعادته بعد تحقيقه لفوز مع فريقه في أولى مباراته كأساسي أمام نادي رايو فاليكانو، وأيضا بتسجيله لهدف التقدم للنادي الملكي لكن فرحة اللاعب لم تتم بعد أن أخرجه مورينيو في الدقيقة 26 بعد طرد راموس ما استوجب إدخال مدافع في حين كان موراتا الضحية، وبخصوص أدائه صرح النجم الصاعد لوسائل الإعلام المحلية قائلا: « أنا أتعلم حاليا من أفضل اللاعبين في العالم ولا يمكنني الآن طلب أكثر من هذا أنا لست على عجلة من أمري وسعيد بتسجيل الهدف»، وأضاف مهاجم النادي الملكي:» أن أبدأ المباراة منذ الانطلاقة على ملعب البيرنابيو وأسجل الهدف الأول هذا أمر لا يصدق». أسهم اللاعب ارتفعت مع تألقه خلال كلاسيكو إسبانيا الأخير لم يتوقع كل من تتبع مباريات الغريمين التقليديين في إسبانيا ريال مدريد وبرشلونة هذا الموسم، أن يقوم مدرب النادي الملكي جوزي مورينيو بإقحام موراتا من جديد كأساسي خلال لقاء العودة لكلاسيكو الليغا الإسبانية الأخير، والتي ظهر فيها ألفارو بوجه مشرف بعدما ساهم بتحقيق الفوز على البارصا بنتيجة (2-1)، وشارك موراتا مع كاليخون وكاكا وكريم بن زيمة في خط هجوم ريال مدريد، وقدم اللاعب الشاب عروضا طيبة، وسدد خلال اللقاء ثلاث كرات، كما كانت نسبة نجاح تمريراته 50 بالمائة بعدما لمس الكرة 45 مرة، وظهر في صناعة الهدف الأول لريال مدريد والذي سجله كريم بن زيمة، كما أهدر موراتا انفرادا بمرمى فيكتور فالديز، وراحت أبرز وسائل الإعلام الإسبانية بعد المباراة لتؤكد أن أسهم النجم الإسباني في تصاعد مستمر ومن المرجح أن يدخل أكثر في أجندة «السبيشل وان» في المستقبل القريب، وعن مشاركته في الكلاسيكو صرح ألفارو قائلا:»الجميع يريد اللعب في مثل هذه المباريات، بالنسبة لي مستعد أن أدفع أموالا لكي أشارك في «الكلاسيكو». ينتظر الفرص من حين لآخر ومورينيو قريب جدا إليه خلال هذا الموسم لعب النجم الصاعد للنادي الملكي ما يقارب 252د، والأكيد أنه ظل يتلذذ بالدقائق التي منحها إياه مدربه البرتغالي جوزي مورينيو، الذي يعتبره موراتا قريبا جدا منه، حيث صرح في هذا الشأن:» يغمرني اليوم شعور جيد وأنا محظوظ للعب ولو لبضع دقائق، مورينيو هو المدرب الأقرب للاعبين وخاصة الشباب لكونه يجيد التعامل معهم، وهو بالنسبة لي قريب جدا وأنا شخصيا أكن له فائق الاحترام»، من جانب آخر تحدث وأضاف عن مباراته الأولى هذا الموسم وعن رأيه بخصوص زملائه هيغواين وبن زيمة:» عندما أتفكر مباراتي الأولى هذا الموسم مع الريال أشعر كثيرا بالاعتزاز، لكوني لم أتوقع أن أحرز هدفا في وقت سريع جدا»، وأعطى الثناء لزملائه المهاجمين هيغواين وبن زيمة فقال:» أنا لدي الرغبة في الحصول على دقائق للعب في كل مباراة ولكن هيغواين وبن زيمة لديهما جودة هائلة وهما يتدربان بقوه يوميا ولهذا يظهران بشكل جيد خلال مباريات الفريق «. تدرج في الأصناف الشبانية للاروخا وينتظر التفاتة من ديل بوسكي لعب نجم ريال مدريد القادم في مختلف الفئات الشبانية للمنتخب الإسباني، حيث تدرج في جميع الفئات بداية من سن ال16 إلى غاية ربيعه العشرين، كما سبق له وأن فاز رفقة «لاروخا» بكأس أوروبا للأمم لفئة أقل من 19 سنة، هذا وسجل موراتا في جميع المباريات التي لعبها لحد الآن مع مختلف الأصناف 16 هدفا في 21 مباراة، ويبقى فقط بانتظار التفاتة من مدرب الفريق الأول فيسنتي ديل بوسكي كما أسر لمقربيه، وهذا من أجل تشريف ألوان بلده والدفاع عن أغلى الألقاب التي يحملها منتخب «لاروخا» والتي تتمثل في كل من كأسي العالم وأمم أوروبا.