رغم أن منتخب فرنسا يحظى بكتيبة هجومية مميزة من أشهر لاعبي العالم، أمثال كريم بنزيمة وفرانك ريبيري وأوليفييه جيرو وجيريمي مينيز، إلا أن أكبر خطر محدق بمنتخب إسبانيا في مباراتهما المصيرية بتصفيات كأس العالم بالبرازيل 2014 سيكون بين أقدام ماتيو فالبوينا، الذي يعيش صراعا نفسيا في تلك المواجهة، كونه يحمل “دماءا إسبانية”. فمما لا شك فيه أن فالبوينا هو أفضل لاعبي المنتخب الحالي لل”ديوك الزرق”، وبالتحديد مع بداية حقبة المدرب ديدييه ديشامب وانتهاء عصر لوران بلان، فهو لم يكن حاضرا بيورو 2012 رغم تألقه وثبات مستواه مع أوليمبيك مارسيليا، لكنه أثبت لبلان أنه كان بإمكانه صنع الفارق في بولندا وأوكرانيا. وتتسلط الأضواء على فالبوينا في القمة القارية المقبلة من بين نجوم فرنسا بسبب أصوله الإسبانية، إذ أنه ولد لأب إسباني ينتمي لمدينة بورغوس شمالي إسبانيا، قبل أن ينتقل مهاجرا إلى فرنسا وهو طفل في الثالثة من عمره مع عائلته بحثا عن لقمة العيش. وبسؤال الأب كارلوس فالبوينا عن شعوره قبل تلك المباراة، اعترف بأنه لا يزال يستشعر الهوية الإسبانية بداخله رغم أن رحل صغيرا عن البلاد، لكنه يتمنى الفوز لفرنسا من أجل إبنه، بداع أن خوض الملحق لن يضر بإسبانيا. وأوضح فالبوينا الأب في تصريحات لصحيفة (ماركا) “إنني إسباني بالفطرة، لكن أتمنى أن يربح ولدي وأن تصعد فرنسا لكأس العالم ببطاقة تأهل مباشر، لن يضر إسبانيا شيئا إن خاضت مباراتين إضافيتين في الملحق، لا أجد منافسا آخر بإمكانه الإطاحة بها”. ونجح فالبوينا في اثبات وجوده بقوة مع المنتخب الفرنسي بفضل مهاراته الفردية الرائعة في المراوغة والاختراق من العمق والطرفين بجانب التسديد الدقيق من مسافات بعيدة، وقد نجح في تسجيل ثلاثة أهداف هذا العام في مباريات هامة، امام إيطاليا (2-1) وألمانيا (1-2) وديا، وأمام جورجيا (3-1) في الجولة الاخيرة بالتصفيات. هدفه الأول أمام إيطاليا على ملعب إنيو تارديني ببارما يختصر وصف مهاراته، فقد نجح بشكل مذهل في الاختراق من الجبهة اليسرى بعد مراوغتين جميلتين لاثنين من أقوى مدافعي الأتزوي: ماركو فيراتي (باريس سان جيرمان) وأندريا بارزالي (يوفنتوس)، قبل أن يطلق قذيفة في أقصى شباك الطليان. كما سجل هدف بلاده الوحيد أمام الماكينات الألمانية من ضربة رأسية متقنة قبل أن تخسر بثنائية توماس مولر وسامي خضيرة في ستاد دو فرانس، ليبدع في آخر أهدافه امام جورجيا بتسديدة صاروخية أخرى، فضلا عن صناعته هدفين آخرين لريبيري وجيرو، قبل أن يقرر ديشامب سحبه من الملعب في الدقيقة 67 ليمنحه الراحة الكافية قبل نزال الثور الإسباني. وصرح فالبوينا قبل أيام “منذ الصغر أشاهد جميع مباريات إسبانيا، عندما لعبت ضدهم في مدريد انتابني شعور مميز، إنها لحظات لا تنسى من حياتي، المواجهة المقبلة في باريس ستكون أكثر قوة”.