اذا أراد ويغان أثليتيك تحقيق واحدة من كبرى المفاجآت في نهائي كأس الاتحاد الإنكليزي لكرة القدم منذ سنوات سيكون عليه تحدي التاريخ وتجاوز مخاوفه من الهبوط للفوز على مانشستر سيتي السبت. وسيبدأ سيتي بطل الكأس 2011 والفائز بالدوري الإنكليزي الممتاز الموسم الماضي المباراة كمرشح بارز للفوز في استاد ويمبلي لكن ويغان أظهر في مرات عديدة هذا الموسم أنه قادر على تفجير مفاجآت خاصة حين سحق إيفرتون بثلاثية نظيفة في دور الثمانية. لكن ويغان لم يفز سوى مرة وحيدة على منافسه في آخر سبع مباريات بين الفريقين كما يتفوق سيتي عليه في جميع المراكز، وفي مباريات الفريقين منذ 2010 لم يسجل ويغان أي هدف مقابل 13 هدفا سجلها سيتي. والمرة الأخيرة التي نجح فيها ويغان في الفوز على سيتي كانت قبل خمس سنوات تقريبا حين انتصر 2-1 عن طريق انطونيو فالنسيا وعمرو زكي من ركلة جزاء في الدوري في سبتمبر ايلول 2008. وبعدها بأسابيع قليلة استحوذ الشيخ منصور بن زايد آل نهيان على سيتي لتتغير الأمرو بعدما تحول النادي بشدة بفضل الأموال التي ضخها المالك الجديد. وبينما سيخوض ويغان الذي يحتل المركز 18 في الدوري نهائي كأس الاتحاد الإنكليزي للمرة الأولى في تاريخه سيدخل سيتي المباراة النهائية بلا أي مخاوف. وبعدما خسر لقبه في الدوري لصالحه غريمه مانشستر يونايتد قبل أسبوعين ضمن سيتي بالفعل اللعب في دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل بالفوز على وست بروميتش البيون 1- صفر الثلاثاء الماضي. ولا يبدو أن شيئا يمكن أن يوقف الفريق عن التتويج بلقب الكأس سوى العودة لحالة الاسترخاء التي شابت أداءه الدفاعي أو حدوث تراجع مفاجيء في المستوى. وبعدما تجاوز الفريقان الدور قبل النهائي الشهر الماضي كافح سيتي للفوز على ضيفه ويغان في الدوري 17 نيسان/ ابريل الجاري وانتظر هدفا حاسما قبل النهاية من كارلوس تيفيز. لكن بعدها تأثر ويغان بكثرة الإصابات وبسبب ذلك بالإضافة لسوء الدفاع خسر الفريق 3-2 أمام سوانزي سيتي الثلاثاء الماضي مما جعل كثيرون لا يعتقدون أن الفريق يملك فرصا حقيقية في النهائي. وسيلعب ويغان بدون لاعب الوسط المؤثر ماينور فيغيروا بينما سيستمر غياب المدافع إيفان راميس بسبب إصابة في الركبة، ويحوم شك حول مشاركة انطولين الكاراز بعد غيابه عن مباراة سوانزي فيما تعرض روني ستام لكسر في الساق الثلاثاء. لكن المدرب روبرتو مارتينيز الذي يتطلع لأن يصبح أول مدرب إسباني يفوز بكأس الاتحاد الإنكليزي منذ فعلها رفائيل بنيتز مع ليفربول في 2006 أن فريقه قادر على إنقاذ الموسم. وقال مارتينيز عن فرص ويدان في البقاء في الدوري الممتاز "لن نستسلم أبدا وسنقدم كل ما لدينا رغم أننا نعاني من إصابات عديدة في الدفاع." ويقدم ويغان كرة قدم جيدة بوجود شون مالوني القادر على صنع الفرص في خط الوسط. وتألق ارونا كوني مهاجم ساحل العاج مع الفريق في موسمه الأول مع النادي حيث سجل 13 هدفا. وأيا كانت نتيجة المباراة السبت فإن ويغان قد ضمن اللعب في كأس الأندية الأوروبية في الموسم المقبل. وفي الناحية الأخرى أجرى روبرتو مانشيني مدرب سيتي ثمانية تغييرات على تشكيلته التي تعادلت مع سوانزي في مطلع هذا الأسبوع. لكن فريقه ظل قادرا على تحقيق الفوز بسهولة بفضل هدف في الشوط الأول سجله إدين جيكو الذي قد يصبح أساسيا السبت. ويسعى مانشيني لأن يصبح أول مدرب إيطالي يفوز بكأس الاتحاد الإنكليزي مرتين بعدما قاد الفريق للقب قبل عامين ويأمل أيضا أن يحتفظ به فريقه في الموسم المقبل. والشائعات كثيرة منذ أشهر بشأن رحيل مانشيني عن سيتي لكن الفوز بلقب ثان في كأس الاتحاد الإنكليزي سيعزز من فرصه في البقاء في المنصب لموسم آخر والقيام بمحاولة أخرى لاستعادة لقب الدوري الممتاز من يونايتد الذي سيخوض الموسم المقبل بمدرب جديد بعد قرار اليكس فيرغسون بالاعتزال. وحين ظفر سيتي بلقب الكأس في 2011 فإنه أنهى 35 عاما من غياب النادي عن الألقاب الكبرى وقد يعتقد مانشيني أن لقبا آخر وضمان اللعب في دوري الأبطال الموسم المقبل سيمنحه المزيد من الوقت في مانشستر.