نجح نادي أتلتيكو مدريد في كسر عقدة عمرها 14 عاماً وفاز على جاره وغريمه ريال مدريد بطريقة مثيرة وبهدفين مقابل هدف واحد بعد مباراة مجنونة بشوطين إضافيين ليحرز كأس الملك في معقل الملكي ملعب السانتاغو بيرنابيو سجّل أهداف الريال رونالدو في الدقيقة 14 في حين سجل لأتلتيكو دييغو كوستا في الدقيقة 35 وميراندا في الدقيقة 99 . الشوط الأول بدأ متحفظاً جداً من الجانبين حيث حاول الجانبان الوصول إلى مرمى الآخر بالاعتماد على المرتدات واستغلال المساحات التي تتركها أظهرة الفريقين نتيجة الاندفاع للأمام إلا أن المحاولات بقيت خجولة وأوضح ما كان في بداية هذا الشوط هي الرقابة اللصيقة التي تعرض لها كل من رونالدو من الريال وفالكاو من اتلتيكو خاصة الأول حيث وصلت مراقبته إلى حد الخشونة لكن مراقبة البرتغالي لم تنفع كثراً لأنه تجاوزها بالقفز فوق الجميع خلال ركلة ركنية ولعب كرته الرأسية الشهيرة هدفاً أول في مرمى كورتوا في الدقيقة الرابعة عشرة من اللقاء . أتلتيكو مدريد رفض السكوت عن هذا الهدف وانطلق نحو الأمام محاولاً التعديل فسدد غابي كرة قوية للغاية لكنها علت مرمى دييغو لوبيز ليسيطر أتلتيكو على المباراة شيئاً فشيئاً ويحاصر الريال في مناطقه لكن الخطورة الحقيقية على المرمى بقيت ضعيفة لأن التمركز الدفاعي للريال كان مميزاً للغاية لكن أيضاً هذا التمركز لم يدم حتى نهاية الشوط حيث تمكن دييغو كوستا من تعديل النتيجة بعد أن استغل تمريرة فالكاو الرائعة في عمق دفاع الريال في الدقيقة 35 ليعيد المباراة إلى نقطة الصفر . الهدف كان كالصفعة على وجه الريال الذي بدأ بشن هجمات منظمة لكنها فمرّت كرة مودريتش بجانب القائم الأيمن وتصدى القائم الأيسر لصاروخية أوزيل الرائعة والصعبة لينتهي الشوط الأول الجميل والمتوازن بالتعادل بهدف لهدف. الشوط الإضافي الثاني بدأ بضغط مدريدي لاستعادة الأسبقية ...فأبعد الدفاع تمريرة رونالدو لمودريتش ليرد كوستا بتسديدة في يدي دييغو كوستا ولتستمر بعدها محاولات الريال وتستمر معها مرتدات أتلتيكو الخطيرة التي كان أبرزها كرة لويس فيليبي لكن أخطر الفرصة على الإطلاق كانت الكرة التي بدأها رونادو ولعبها بنزيما في القائم الأيمن لترتد إلى مسعود أوزيل الذي حاور الدفاع ولعبها في المرمى لكن خوان فران أبعدها من على خط المرمى بطريقة إعجازية ليفشل الريال مجدداً في طرق مرمى أتلتيكو لكن سوء الحظ لم ينتهي عند هذا الحد حيث سدد رونالدو ضربة حرة بطريقة رائعة ليتصدى لها القائم الأيمن الذي بدا وكأنه يلعب مع الحارس البلجيكي كورتوا . هدأت وتيرة الفرص وزادت وتيرة الشد العصبي فاحتد اللاعبون على بعضهم واحتد مورينيو على الحكم لكونه غير حازم مع لاعبي أتلتيكو فكان أن طرده إلى خارج الملعب لكن مورينيو ابى أن يخرج دون هرج ومرج ليستمر بعدها مسلسل الالتحامات والخشونة وتكثر الاعتراضات والمطالبات بالبطاقات الصفراء من الطرفين وفي غمرة هذه الفوضى كادت كرة غدّارة من غابي أن تصدم الريال لكن القائم الأيسر تصدى لها وأبعدها لركنية لم تسفر عن تسفر شي كما الركنيات التي تلتها لينتهي الشوط الثاني كما انتهى الشوط الأول بهدف لهدف ولتمدد المباراة إلى شوطين إضافيين. الشوط الثاني حاصر الريال خصمه في مرماه وضغط عليه بكل قوة وأتيحت له فرصة ذهبية بعد اختراق دي ماريا لخاصرة أتلتيكو مدريد اليمنى لتصل إلى مسعود أوزيل المرتاح تماماً ويلعبها في المرمى لكن كورتوا تجلّى ثانية وأبعد الكرة بإعجاز آخر ليؤكد أنه نجم المباراة الأول بلا منازع . الكوارث الملكية استمرت مع نهاية المباراة حيث تلقى ريال مدريد ضربة قوية نتيجة طرد رونالدو رغم أن التدخل القوي كان من غابي لكن محاولة رونالدو ركله وهو يسقط لم تفت الحكم الذي رفع البطاقة الحمراء دون تردد . الأحداث المثيرة للجدل لم تنتهي حيث اخترق دي ماريا الدفاع ولعبها عرضية تصدى لها الدفاع فطالب الأرجنتيني بركلة جزاء غير مستحقة لينال بطاقة صفراء بدلاً منها ليستمر الغليان حتى الدقائق الخمس المضافة لكن النتيجة لم تتغير لتنتهي المباراة بفوز أتلتيكو بالكأس الغالية على حساب أصعب عقده الجار ريال مدريد الذي خرج من الموسم خالي الوفاض بشكل كامل .