لم يكن من الملائم سوى سيطرة بايرن ميونيخ على الذكرى الخمسين من انطلاق الدوري الألماني لكرة القدم تحت مسمى (البوندسليغا) عبر تحطيم الكثير من الأرقام القياسية، وسط حالة من الإعجاب المتزايد لعشاق كرة القدم على مستوى العالم بالدوري الألماني. وحقق بايرن لقبه ال22 في البوندسليغا في المشاركة ال48 له منذ عام 1965، بشكل مذهل، حيث تفوق بفارق 25 نقطة على أقرب ملاحقه بوروسيا دورتموند الفائز باللقب في عامي 2011 و2012، وذلك خلال اليوم الأخير من عمر الموسم السبت. ولكن بايرن ودورتموند لم يكتفيا بالسيطرة على المسابقة المحلية، بل امتدت هيمنتهما إلى الصعيد القاري، حيث شكلا سويا مواجهة ألمانية خالصة في نهائي دوري أبطال أوروبا السبت المقبل على استاد ويمبلي في لندن. لقد ضمنت هذه المواجهة اهتماما دوليا كبيرا بالكرة الألمانية، مثلما حدث خلال المفاجأة المدوية التي أحدثها بايرن ميونيخ بتعاقده مع جوسيب غوارديولا المدرب السابق لبرشلونة الإسباني، متفوقا على العديد من الأندية الإنكليزية الكبرى، بعقد يبدأ في أول تموز/يوليو المقبل، وهو ما يظهر مدى نمو حجم الكرة الألمانية على مستوى العالم. وقال ايلكاي غوندوغان لاعب وسط دورتموند والمنتخب الألماني: "فريقان ألمانيان في نهائي دوري أبطال أوروبا، هي إشارة قوية، البوندسليغا أكثر توازنا من الدوريات الأخرى، لا يمكن التنبؤ بمن سيفوز في النهائي". وأوضح يوب هاينكس المدير الفني لبايرن ميونيخ الذى يترك القيادة الفنية للفريق مع نهاية الموسم أن النجاح الدولي كان "نتاج دوري جيد للغاية يعمل من خلال المواهب الشابة" ومن خلال مدربين شباب ومبتكرين مثل كريستيان ستريش المدير الفني لفرايبورغ. ولكن الموسم كان من نصيب بايرن ميونيخ ومدربه المخضرم، الذي نجح في قيادة الفريق لموسم مثالي، بعد موسمين قضاهما الفريق دون أي ألقاب. وجاء التعاقد مع مدير الكرة ماتياس سامر ولاعب الوسط الإسباني خافيير مارتينيز والمدافع البرازيلي دانتي والمهاجم الكرواتي ماريو ماندزوكيتش، ليمنح الفريق إمكانيات لا حصر لها، ويصبح الجيل الحالي من اللاعبين تحت قيادة هاينكس، هو الأفضل على مدار تاريخ النادي البافاري. وقال باستيان شفاينشتايغر نجم وسط بايرن ميونيخ: "لم يكن هناك مثل هذا الشيء أبدا من قبل". وتضمنت الأرقام القياسية في الموسم الحالي، حصد النادي البافاري 91 نقطة من أصل 102 نقطة، بفارق 25 نقطة أمام دورتموند، بجانب تحقيق 29 انتصارا، مع تحقيق أكبر فارق من الأهداف بواقع 80 هدفا مقابل 18 هدفا فقط سكنت شباك الفريق خلال 34 مباراة، مع خوض الفريق 21 مباراة لم تهتز خلالها شباكه، وجاءت الهزيمة الوحيدة لبايرن على يد باير ليفركوزن في تشرين أول/أكتوبر الماضي. وألقى هاينكس تحية الوداع على البوندسليغا بعد 1011 مباراة كلاعب ومدرب، من خلال فوز بايرن على ملعب بوروسيا مونشنجلادباخ 4-3 السبت، ولكن كل الأنظار مسلطة على نهائي دوري الأبطال في مواجهة دورتموند ونهائي كأس ألمانيا في مواجهة شتوتغارت. وافتقد دورتموند إلى التناسق الذي كان عليه في الموسم الماضي، كما رحل نجم وسطه ماريو غوتزه إلى صفوف بايرن ميونيخ أيضا. ولكن يورغن كلوب المدير الفني لدورتموند، قال أن فريقه اليافع مازال في بداية المشوار نحو عودة الفريق إلى القمة بعد اقترابه من الانقراض في 2005، بما أن العائد من الوصول لنهائي دوري أبطال أوروبا سيساعد الفريق على أن يصبح منافسا طويل الأمد لبايرن. وأوضح كلوب: "لقد تطورنا لنصبح منافسا كبيرا". وفاجأ باير ليفركوزن الجميع، عبر احتلال المركز الثالث بجدول ترتيب البوندسليغا، بعد تسجيل ستيفان كيسلينغ نجم الفريق 25 هدفا ليقود ليفركوزن للتأهل إلى دوري أبطال أوروبا مباشرة، بينما حصل شالكه على المركز الرابع عبر الفوز على ملعب فرايبورغ 2-1 لخوض الدور التمهيدي لدوري الأبطال، كما حقق فرايبورغ واينتراخت فرانكفورت المفاجأة بتأهلهما إلى الدوري الأوروبي. ويعد ستريش وكلوب من الجيل الجديد للمدربين الألمان، كما يدين شالكه أيضا لمدربه ينز كيلر الذي خلف يوب ستيفينز في موقع المدير الفني. ورحل فيلكس ماغات عن فولفسبورغ، كما لم يستمر ماركوس بابل طويلا مع هوفنهايم، الذي يلتقي مع كايزرسلاوترن في الدور الفاصل، الذي يحدد هوية الفريق المشارك من بينهما في الموسم المقبل للبوندسليغا. وجاء التغيير الأكبر في فيردر بريمن، حيث رحل توماس شاف عن منصب المدير الفني بعد 14 عاما قضاها مع الفريق، كما انتقل مدير الكرة كلاوس الوفس إلى فولفسبورغ. وتجنب بريمن بالكاد الهبوط، بينما ذهب فورتونا دوسلدورف وفيورث، الذي فشل في تحقيق أي انتصار على ملعبه، مباشرة إلى دوري الدرجة الثانية، على أن يصعد هرتا برلين واينتراخت براونشفيغ إلى الموسم المقبل من دوري الدرجة الأولى الألماني لكرة القدم.