مشاهد سامية، مؤثرة وحميميّة تلك التي ختم بها النادي الرياضي القسنطيني تدريباته صبيحة أمس، حيث وبعد الانتهاء من اللقاءات التطبيقية والتي عرفت أجواء جميلة، وأراد من خلالها المدرب العالمي روجي لومير أن تكون احتفالية بطريقته الخاصة، حيث تدرب معهم وشاركهم في المباراة، وهو ما جعل الكل يشاهد ما يجري في الجهة التي كان فيها التقني الفرنسي يلعب، وفي النهاية توجّه اللاعبون إلى المدرب وتحدّثوا معه، ومن ثم قاموا برفعه على الأكتاف، وهو ما جعل لومير يسعد بتلك اللحظة خاصة وأن الكل قام بها من لاعبين، مساعدين وحتى مسيّرين وهو ما جعل الابتسامة لا تُفارقه. نهاية مواسم السنافر كانت على وقع مشاكل الجمعياّت العامة لم تكن نهاية هذا الموسم كسابقيه، حيث كانت دائما ما تنتهي بالصراعات بين اللاعبين والمسيرين حول الأموال والمستحقات وكذا تنتهي على وقع مشاكل الجمعيات العامة ولكن هذه المرة معطيات إيجابية كثيرة سجلناها هذا الموسم، فالنهاية كانت سعيدة جدا، بالتكريمات من طرف الأنصار للمدرب وكلمات التشجيع للاعبين وكذا الأحاديث بودّ بين الجميع وكذا الحب بين اللاعبين والأجواء المرحة ما يثبت بأن فريق هذا الموسم كان بحق عائلة واحدة وهو ما جعل الموسم ينتهي بشكل جيد ومن دون مشاكل. آخر حصّة لهذا الموسم تسلّم فيها لومير باقة ورد تسلم صبيحة أمس لومير في الحصة التدريبية التي خاضها اللاعبون في ملحق الشهيد حملاوي هدية من الأنصار تمثلت في باقة ورد عرفانا لما قدمه للفريق، كما قام أحد الأطفال بتكريمه بطريقته الخاصة حين منحه رمز الفريق وكذا بعض الصور الخاصة بالولاية، وهو ما جعل لومير يتأثر كثيرا للموقف خاصة وأن كل تلك المناطق التي شاهدها في الصور مرّ بها بمواقف جميلة، وأكد في حديث معه بأنها ستبقى دائما في البال ولن تمحى من ذاكرته، لأنه كما قال عرف الرجال في قسنطينة والذين أحبهم وأحبوه، احترمهم واحترموه، حيث أكد في النهاية بأنه أسعد إنسان في الدنيا وأنه سعيد جدا بتجربته مع الفريق. الحصّة كانت احتفاليّة وتوديعية بعد موسم استثنائيّ أراد لومير من خلال برمجته للحصة التدريبية أن يكمل عقده إلى النهاية، حيث أكد للاعبيه بأنه على الجميع أن يكون بتصرفاته وعمله في خدمة الفريق، وبما أن العقد ينص على أنه مدرب إلى غاية جوان فما على الجميع إلا مواصلة العمل ولكن ومع نهاية الموسم فضل لومير الإبقاء على لاعبيه بالولاية طالبا منهم بأن يستعدوا لآخر حصة تكون احتفالية بين اللاعبين خاصة وأنه أراد أن "يعيّشهم" جو نهاية الموسم وهو ما يؤكد على احترافيته الكبيرة، ويتمنى أي رئيس بأن يكون له مدرب كفؤ ويعمل بالطريقة التي يعمل بها الفرنسي، كما أراد من خلالها لومير أن تكون وداعية خاصة وأن الجميع سيفترق اليوم ويتنقل كل واحد إلى منزله وقد لا يكون هناك التقاء بينهم في قادم الأيام والأسابيع. لومير شارك في اللقاء التطبيقي واحتفل مع لاعبيه فاجأ لومير اللاعبين كثيرا، حيث قام بتقسيم الفريق إلى 4 مجموعات وهذا لإجراء مباراة تطبيقية بينهم ، وقد فضل التقني الفرنسي العالمي اللعب معهم وهو ما فاجأ اللاعبين كثيرا، حيث سعدوا كثيرا بعد حمله للقميص الخاص وقد شارك اللاعبين في المباراة بحماس كبير، وكان الجمهور يتابع باهتمام تحركات لومير وقد تفاعلوا كثيرا مع اللقطات والتمريرات وحتى المراوغات كما صفق له كل الحضور حين سجل الهدف، وهو ما جعل قريش وقواوي يتفاعلون معه في أجواء مرحة ما يؤكد بأن الخضورة ستخسر كثيرا إن غادر لومير العارضة الفنية. قسنطينة تبكي رحيل بطل العالم البارحة قد يكون آخر يوم للومير كمدرب للفريق خاصة وأنه قام بتوديع الجميع من عمال ومن لاعبين وحتى بعض الصحفيين الحاضرين لتغطية آخر حصة تدريبية، وهو ما جعل الكل يؤكد بأن أيام لومير أصبحت معدودة خاصة مع تصرفاته والتي تؤكد بأنها وداعية وقد تحدث أحد المناصرين مؤكدا بأن ذهاب لومير بطل العالم وأوروبا وإفريقيا سيُبكي كل الولاية خاصة وأن الجميع تعلق به كثيرا كما أنه حقق نتائج باهرة جعلت النادي يحتل المرتبة الثالثة، حيث حقق معه الفريق الاحترام من طرف الفرق، وتصرفاته وأخلاقه الحميدة جعلت الكل يؤكد بأن السنافر سيفتقدون واحدا من أفضل المدربين الذين مروا على الفريق. جمع لوازم التدريبات بنفسه وسلّم على كل عمّال الملعب بتواضع الكبار بعد إعلان الحكم لعبني عن نهاية وقت الحصة بقي التقني الفرنسي في الميدان وهذا حتى يقوم بجمع لوازم التدريبات والتي عمل بها الفريق ليقوم بوضعها في الحقيبة، وهو ما جعل حارس العتاد يسلم عليه ويشكره على كل ما قام به طيلة الموسم كما توجّه وفي لقطة فاجأت الجميع إلى آخر الملعب، أين كان عمال الملعب يقومون بعملهم، حيث توجه ناحيتهم وسلم عليهم وشكرهم على العمل الذي قاموا به والمجهودات التي بذلوها من أجل توفير كل الظروف التي ساعدت الفريق على تأدية الواجب كما ينبغي، حيث أكد لهم بأنهم من بين المساهمين في نتائج الفريق هذا الموسم ليقوم بعدها بأخذ صور معهم في جو يؤكد بأن لومير قبل أن يكون مدربا هو مرب وأخلاقه تؤكد على ذلك. لومير تأثر كثيرا وعانق الجميع تأثر لومير كثيرا بعد أن قام اللاعبون في نهاية الحصة التدريبية برفعه على الأكتاف والتهليل به، وهو الأمر الذي جعله سعيدا جدا بهذا التصرف، والذي عبّر عن حب اللاعبين وتقديرهم لمدربهم الذي عملوا معه بإخلاص طيلة الموسم، وهو ما جعله بعد نزوله يقوم بتحية جميع اللاعبين في موقف كاد يذرف من خلاله التقني الفرنسي الدموع وهو ما جعل كذلك اللاعبين يشجعونه ويؤكدون له بأنهم يتمنّون بقاءه لموسم آخر، وقد تدخل جيلالي في هذا الموقف وهو يقول لهم في جانب من الفكاهة "ياو واحد ما هو قاعد غير أنا" وهو ما جعل الكل يجري من خلفه في موقف جميل ورائع. أول مدرّب يبقى موسما كاملا منذ سنوات طويلة الأكيد من كل هذا أن التقني الفرنسي روجي لومير يبقى المدرب الوحيد منذ عدة مواسم مَن أكمل الموسم كله مع الفريق كمدرب للخضورة، حيث لم يبق من قبل أي مدرب على العارضة الفنية طيلة موسم كامل، وهو الأمر الذي يجعلنا نؤكد بأن لومير عرف كيف يحقق التوليفة اللازمة والتي تجعل الفريق يحقق نتائج إيجابية طيلة الموسم، حيث قام بعمل كبير مكّنه من كسب علاقة جيدة مع لاعبيه كما أن الاحترام المتبادل جعله يوفّق في مهامه ولولا بعض العراقيل لكان الفريق اليوم هو صاحب الريادة. قسنطينة لم تستثمر في بطل العالم ورحيله أكبر خسارة يبقى لومير مدربا عالميا والذي قاد المنتخبات التي دربها إلى الأفضل فقد حقق كأس العالم وحقق كأس أوروبا وكأس إفريقيا وهو ما جعل إدارة النادي الرياضي القسنطيني تلح على استقدامه وهو ما وفقت فيه، وبالرغم من العمل الكبير الذي قام به مع الفريق والنتائج التي تحصل عليها إلا أن النادي كان بالإمكان له الاستفادة كثيرا من خدماته خاصة أنه يمتلك باعا كبيرا في عالم الكرة المستديرة باعتباره رياضيا سابقا ولاعب كرة القدم وكذا مدربا وهو ما يجعل النادي يستفيد منه من خلال التجارب العديدة التي قام بها.