في الوقت الذي كنا نظن فيه أن الأزمة المصرية-الجزائرية أصبحت من الماضي وأن إخواننا في أرض الكنانة استوعبوا الدرس وأصبحوا أكثر ليونة ما كل ما يتعلق ببلد المليون ونصف المليون شهيد، فوجئنا أمس باحتجاز صحفي «الخبر الرياضي» المكلف بتغطية قرعة الدور الفاصل بالعاصمة القاهرة من طرف الشرطة المصرية بمطار القاهرة الدولي مباشرة بعد وصوله إليها على متن طائرة الخطوط الجوية الجزائرية، وفي الوقت الذي تقدم فيه إلى مصالح شرطة المطارات من أجل التأشير على جواز سفره بالدخول رفض الأعوان إتمام الإجراءات رغم حيازة الزميل محمد أمين زروق على تأشيرة الدخول إلى مصر موقعة من طرف السفير المصري بالجزائر وقام ذات الأعوان باصطحاب زميلنا إلى مكتب شرطة المطار أين قاموا باحتجازه رفقة 5 جزائريين آخرين وإجراء بحث عن أسباب قدومهم وغيرها من الأسئلة التي لم يسبق للأمن المصري أن طرحها حتى في عز الأزمة المصرية-الجزائرية. ساعة كاملة من الاستنطاق لمعرفة سبب السفرية ومكان الإقامة وغيرها هذا ودام مكوث الزميل الصحفي المكلف بتغطية قرعة الدور الفاصل المؤهل لمونديال البرازيل لحوالي ساعة كاملة، حيث أصر أعوان الشرطة على معرفة كل كبيرة وصغيرة تخص سبب الزيارة، حيث ظلوا يسألون عن سبب السفرية رغم امتلاك زميلنا لأمر بمهمة كتب عليه بالبنط العريض «تغطية قرعة الدور الفاصل واجتماعات الكاف» كما أصر ذات الأعوان على معرفة مكان إقامة الزميل أمين زروق بالقاهرة أثناء 72ساعة التي سيمكث بها هناك ولحسن حظه أنه كان يملك وثيقة حجز بالفندق لكن ذلك لم يمنع الشرطة المصرية من الاتصال للتأكد من ذلك قبل أن تخلي سبيله بعد حوالي ساعة كاملة من وصوله. تفادي الفراعنة ضروري لتفادي تكرار سيناريو2009 على ضوء ما حصل لزميلنا الصحفي وبعض الجزائريين الذين قصدوا ارض الكنانة في مهمات عمل يمكن أن نقول أن الشرطة المصرية بدأت من الآن في شن حرب باردة على كل ما يمثل الجزائر وذلك ساعات فقط عن موعد قرعة الدور الفاصل المؤهل لمونديال البرازيل وعليه فإن تفادي منتخب الفراعنة في لقاء السد سيكون أحسن حل لتفادي تكرار سيناريو أزمة سنة 2009 ومخلفاتها والتي تسببت في مشاكل ديبلوماسية كبيرة وتشنج العلاقة بين شعبي البلدين بسبب تصرفات شلة من مغذيي الفتنة. مبعوثنا إلى القاهرة: محمد أمين زروق