كالأشباح التي تسكن منزلا ما ولا ترحل عنه ، يبدو أن جوزيه مورينيو لا يزال ساكنا في ريال مدريد وبات على كارلو أنشيلوتي الآن أن يختار ما بين تغيير طريقة اللعب أو العودة إلى الماضي. وحقق أنشيلوتي الثلاثاء أفضل نتيجة منذ وصوله إلى ريال مدريد. وفعل ذلك بفضل وصفة قديمة ، تلك التي استخدمها النادي الملكي خلال المواسم الثلاثة التي تولى فيها مورينيو تدريبه: لعب رأسي ، وسرعة ، وكريستيانو رونالدو متألق يحرز ثلاثة أهداف "هاتريك". وفاز الفريق الملكي بملعب جلطة سراي 6/1 بعد استعراض قوة هجومي ، حقق من خلاله ثاني أكبر انتصار خارج أرضه في تاريخ البطولة القارية ، لكن الأداء جاء بعيدا عما تحدث عنه أنشيلوتي عندما عين مدربا للفريق. وعلى سبيل المثال ، ورغم الفوز الكبير ، أكدت صحيفة (أس) الأربعاء أن اسطنبول شاهدت "ريال مدريد دون تركيز ، وسط حيرة بين البقاء كريال مورينيو أو التطور نحو أمر آخر". وأضافت صحيفة (الباييس) :"طالته الشكوك حول كيفية إحداث التوازن في الفريق ، ومال أنشيلوتي لاستعادة دي ماريا وخضيرة... كلاهما ساعد في صناعة ريال مدريد الضارب عبر الهجمات المرتدة خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة". وأظهر الإيطالي في المؤتمر الصحفي الذي أعقب المباراة صراحة غير معتادة ، وبعيدا عن إبداء سعادته بالنتيجة الكبيرة ، اعترف بأن الفوز "خادع". وقال :"نحن سعداء ، لكن علينا تحسين المشكلات التي عانينا منها في نصف الساعة الأولى. حتى هدف إيسكو لم نكن جيدين. المباراة لم تكن سهلة كما يبدو". وعندما وقع أنشيلوتي للنادي الملكي ، كانت رسالته الأولى هي العمل من أجل مشاهدة "ريال مدريد جذاب". بدا ذلك كمحاولة واعية للابتعاد عن الخط الذي رسمه مورينيو في المواسم الثلاثة السابقة ، التي دافع فيها البرتغالي عن فلسفة لعب أكثر براجماتية مما هي جذابة. لكن المدرب الإيطالي يعاني من مشكلات في محاولة فرض أفكار جديدة. أولا ، لأنه في خلال شهر لا يمكن القضاء على عادات ثلاثة أعوام. وثانيا ، لأنه لا يزال يحاول معرفة إذا ما كان فريقه مهيئا لتقديم كرة قدم مختلفة. ويعج فريق ريال مدريد بالكثير من "العدائين"، أي اللاعبين الذين يرون في كرة القدم رياضة تعتمد على القوة الهجومية مثل أنخل دي ماريا وكريم بنزيمة وكريستيانو رونالدو ، أو حتى جاريث بيل أحدث صفقاته. ويبدو أنشيلوتي واعيا لذلك ، وفي تحليله لمباراة اسطنبول أشار إلى كريستيانو رونالدو وكريم بنزيمة : "عندما يحظى لاعبان كبيران بليلة مميزة ، تصبح كل الأمور أبسط بكثير. في وجود مساحات هما أفضل لاعبين في العالم ، وفي الشوط الثاني استمتعا كثيرا". ويبقى اللغز في معرفة ما إذا كان سيفرض فكره الشخصي أو على العكس ، سينتهي الأمر بأنشيلوتي مرتضيا الفلسفة القديمة لمورينيو. ولا يزال يتبقى الكثير من البرتغالي في ريال مدريد.