لا يستطيع أن يكون تربص «الحمراوة» ناجحا في ظل الجوّ الذي يعيشه الفريق حاليا، لأن اللاعبين يتدرّبون وعقولهم كلّها مع تلقّي المستحقات، حيث ولغاية كتابة هذه الأسطر، لم يتلقّ رفقاء بوتربيات أموالهم، ليخلف الرئيس جباري، مرة أخرى، بوعوده، فإلى غاية الآن لم يتلقّ هؤلاء أموالهم، إلى درجة أنه وبعد أن قاطعوا الحصة التدريبية لأمسية الاثنين، كادوا أن يغادروا يوم أمس تربص «الميرديان»، بعد تناول وجبة الغداء لكن تدخل المناجير حدو مولاي جعلهم يصبرون قليلا وينتظروا زيارة الرئيس، التي كانت مقرّرة في أواخر أمسية البارحة. لا يُمكن للتربص أن يكون ناجحا عندما نتحدّث فيه عن المستحقات إن كنّا نقوم بالحصيلة لأي تربص ما مع نهاية التربص التحضيري، فإن تربص الفريق الحالي ب»الميرديان» لا يُمكن أن يُكون ناجحا إن كان فيه الحديث والتركيز سوى عن المستحقات العالقة، فقد كان من المفروض أن تسوّى هذه المشاكل قبل دخول الفريق التربص، لأنّ اللاعبين يعملون في هذا التربص من دون تركيز وعدم نجاح التربص يجعل مرحلة العودة صعبة كثيرا. الثمانية لاعبين الذين اتّفق معهم الرئيس لم يتلقّوا الصكوك وانزعجوا كانت العناصر الأولى التي انزعجت هي الثماني لاعبين، الذين وقع معهم اتفاق مبدئي حول منح راتبين شهريين، لكن طال انتظارهم. حيث أنهم لم يتلقّوا لغاية يوم أمس الصكوك، وهذا ما جعلهم بالإضافة إلى العناصر الأخرى التي اتّفق معها أيضا سهرة أول أمس ينتفضون حتّى أنّ البعض منهم فكر بجدية كبيرة في مغادرة التربص التحضيري منتصف نهار أمس. صكوك المنح لم تُصرف لغياب الأموال وما زاد الطين بلة وهو أن اللاعبين فهموا أن وعود جباري كانت كاذبة، حيث حتى صكوك المنح التي تلقاها اللاعبون عندما حاولوا صرفها، خاصة من مقربيهم في البنك، تبيّن لهم أن الحساب من دون رصيد ولم يتمكّنوا من صرفها ما يعني أن الوضع بقي على حاله ولم يطرأ أي جديد، رغم كل الذي دار من قبل. جباري أراد ربح الوقت وحدو اضطرّ لكشف الصكوك للاعبين ومع مرور الوقت، فهم اللاعبون أن وعود جباري لم تُحترم وأن ما يقوم به رئيس «الحمراوة» سوى من أجل ربح الوقت، خاصة عندما دخلت عنده المجموعة الثانية من اللاعبين، وأشار لهم أنه سيمنحهم الصكوك عندما يتّفق مع جميع اللاعبين، طريقة لربح الوقت وفقط، وحتى ينتهي التربص. وبحكم «تنرفز» بعض اللاعبين الذين سئموا الصبر، اضطرّ المناجير حدو مولاي إلى الكشف للاعبين الصكوك المتواجدة التي بحوزته، مُشيرا إلى أنه لا ينقصها سوى توقيع الرئيس جباري، على أن يكون ذلك أمسية البارحة، وبهذا يكون اللاعبون قد قرّروا مواصلة التدرّب في الأمسية بصفة عادي، منتظرين (مرة أخرى) أن يفي الرئيس جباري بوعوده. بن يطو يُريد أكثر من راتبين ورفع راتبه الشهري هذا وقد كانت لبعض اللاعبين مطالبا أخرى من الرئيس جباري مثلما هو الحال للمهاجم محمد بن يطو، الذي طالب بتلقّي أكثر من راتبين شهريين، كما طالب الرئيس في نفس الوقت برفع راتبه الشهري، لأنه يتلقى راتبا شهريا زهيدا، لا يتعدى ال35 مليون سنتيم، ولغاية يوم أمس، لم تُنفذ مطالبه . جباري كان بالعاصمة وحديث عن جلبه لإعانة «أوريدو» في الوقت الذي يبقى اللاعبون على أحرّ من الجمر وينتظرون تلقّي مستحقاتهم العالقة وخاصة تنفيذ الرئيس جباري لوعوده، فإن المسؤول الأول عن الفريق كان متواجدا بالجزائر العاصمة، وحسب بعض الأخبار التي راجت فإنّ الأخير قد تنقّل لمقر الراعي الرسمي للفريق، شركة «أوريدو» ليُطالب بمنحه شطر من إعانة الفريق والتي تصل في هذه الفترة حوالي مليارين و200 مليون سنتيم. الثقة ضاعت بين اللاعبين والإدارة والأمور لا تبعث عن الارتياح مستقبلا وبحكم «المسلسل» الأخير، حول مسألة المستحقات التي بقيت مُعلقة والوعود الكاذبة للرئيس، فإن الثقة لم تعد هي سيدة الموقف بين المسؤول الأول عن الفريق واللاعبين، وهذا ما قد ينعكس سلبا على الفريق ومردوده في مرحلة العودة، لأن الثقة مهمة بين اللاعبين والرئيس، بعد أن أنهى الفريق مرحلة الذهاب في مركز مطمئن عام 2014 لم يبدأ في أحسن الأحوال.