قال مدرب مولودية العلمة، عبد الكريم بيرة، أمس في دردشة هاتفية معنا عقب خسارة فريقه ضد شبيبة بجاية «ليس لدي جمل تصف ما يحدث في مباريات البطولة المحترفة، في البرج ذبحونا وأول أمس سلخونا.. إنهم الحكام الذين يعينهم السيد لاكارن، ما يحدث في ملاعبنا هو إرهاب حقيقي، وحرام أن نتلاعب بالشبيبة الرياضية الجزائرية بهذا الشكل». ما قاله بيرة دغدغ مشاعري، لأن ما يحدث منذ بداية الموسم الكروي الحالي، فضيحة على المكشوف، أبطالها حكام مرتزقة وبزناسية يبيعون ذممهم لمن يدفع أكثر، وليست الصور التلفزيونية هي التي ستنفي ذلك. كلام بيرة قاله مدربون آخرون يتعبون طوال الأسبوع في تحضير التشكيلة لموعد المنافسة، ثم يأتي حكم غير نزيه قبض رشوة من هنا وأخذ أخرى من هناك وبدون أدنى ضمير، يصفر ما يشاء خدمة للذي منحه العلاوة. قيل الكثير عن لجنة تعيينات السيد لاكارن وأحد مساعديه المعروفين في الساحة الكروية، وسمعنا بأن روراوة غضب لهذه التصرفات التي لم يسلم منها لا الحكم الدولي ولا الفدرالي، لأن هاجس التبزنيس ممتد من القسم الأعلى إلى أدنى الرابطات، لكن لحد الساعة لم نسمع ولم نقرأ عن أي قرار صارم اتخذته الفاف. موضوع التحكيم أضحى وصمة عار في بطولتنا الجزائرية المقبلة على الاحتراف، وليس لاكارن ولا حتى روراوة الذي سينكر ذلك، لأن ما نشاهده في ملاعبنا يبكي العدو قبل الصديق، ضربات جزاء وهمية تعلن، وأخرى حقيقية لا تصفر، بطاقات حمراء توزع حسب الأجندة لمباريات قادمة، وبين كل ذلك يدفع مناصرو الفرق الضريبة بأغلى الأثمان، لأن ما حدث في العلمة بعد الفعلة التي فعلها الحكم زروقي، وموجة الغضب التي خلفت مقتل شاب في العشرين من العمر، هي جريمة سيحاسب عليها الحكم نفسه ومن معه، فهذا الشاب تنقل لمشاهدة مباراة في كرة القدم، لكن شرارة الحكم حولت المباراة إلى شيء آخر. النبرة التي تحدث بها معنا المدرب بيرة، تجعلنا ندق ناقوس الخطر، لأن ما يحدث في البطولة هو مهزلة حقيقية، والملايير التي تنفقها الدولة على عصابة من أشباه المسيرين الذين أنشأوا شركات تجارية لتحويل النوادي إلى ملكية خاصة، هم الذين هندسوا لهذا الواقع المر، وهم الذين يمولون «إرهاب الملاعب» بنفس أموال الشعب.