وجه ليون ولاعبه الفرانكو-جزائري «نبيل فقير» ضربة موجعة أخرى لباريس سان جيرمان المتصدر وحامل اللقب، بعد تلك التي تعرض لها في منتصف الأسبوع بخروجه من الدور ربع النهائي لدوري أبطال أوروبا على يد تشلسي الإنجليزي، وذلك بالفوز عليه بهدف دون مقابل، في المباراة التي جمعت بين الفريقين سهرة أول أمس الأحد بملعب «جيرلاند» في المرحلة الثالثة والثلاثين من الدوري الفرنسي لكرة القدم. ليثأر ليون الذي فقد الأمل منطقيا بالحصول على المركز الرابع الأخير المؤهل إلى دوري الأبطال الموسم المقبل، من الفريق «الباريسي» الذي كان قد فاز عليه برباعية نظيفة ذهاباً، والحق به الهزيمة الثانية للموسم، بعد أن كانت الأولى أمام إيفيان تونون غايار في ديسمبر الماضي. الهدف الوحيد كان من إمضاء الشاب «جوردان فيري» في الدقيقة ال 31 من عمر المقابلة التي شهدت مشاركة «فقير» أساسياً على غير العادة، وبهذا الانتصار رفع نادي ليون رصيده من النقاط إلى 54 نقطة في المركز الخامس، فيما لم تؤثر هذه الخسارة في فريق باريس سان جيرمان الذي بقي في الصدارة ب 79 نقطة. «غارد» فاجأ الجميع بإشراكه كصانع لعب واللاعب لم يخيب شارك «فقير» كصانع ألعاب ضمن التشكيلة الأساسية التي دخل بها نادي ليون أمام «البي آس جي»، حيث فاجأ المدرب الشاب «ريمي غادر» الجميع واعتمد على الجزائري الأصل في لذلك المنصب الذي لم يتعود عليه من قبل، على اعتبار أن مركزه الأصلي هو جناح أيسر. صاحب ال 20 عاماً أبان عن وجه طيب للغاية في مباراة القمة، ولم يظهر عليه أي تخوف أمام نجوم الفريق الباريسي، بل بالعكس لعب دون عقدة وأظهر مستوى يرشحه لأن يكون عنصراً أساسياً مستقبلاً في صفوف ليون، حيث نال ثناء وسائل الإعلام في بلاد «فولتير» التي منحته ثاني أعلى علامة ب (6/10) في تقييمها لأداء لاعبي الفريقين وراء مسجل الهدف «فيري» الذي نال (7/10). وكان «نبيل فقير» قد ترك مكانه في الدقيقة ال 83 لزميله المهاجم «ألكسندر لاكازيت»، حيث خرج تحت عاصفة من تصفيقات جماهير ليون التي كانت حاضرة بمدرجات ملعب «جيرلاند»، اعترافاً منها بالمجهودات الكبيرة التي بذلها اللاعب أمام أقوى فريق في فرنسا حالياً. علما أن مدرب ليون لم يوجه الدعوة للرباعي الجزائري الآخر «مهدي زفان، «رشيد غزال»، «فارس بهلولي» و»ياسين بن زية» لخيارات فنية. يمتلك إمكانات هائلة، يحلم بتمثيل الجزائر وعلى «الفاف» التحرك يصنع الجزائري الشاب «نبيل فقير» الحدث في أولمبيك ليون، وذلك عقب المستويات الرائعة التي بات يقدمها مع النادي في الآونة الأخيرة، والتي أقنع بها مدربه «ريمي غارد» الذي أصبح يعول عليه كثيراً، حيث شهد مستوى الجزائري الأصل ذو 20 ربيعاً تحسنا ملحوظا خلال الأشهر الأخيرة، ليبلغ مستويات لم يكن يتوقعها أحد. وبما أن استدعاءه في الوقت الراهن لأكابر «الخضر» يبقى مستبعدا جداً، خاصة في ظل تواجد عدة لاعبين مميزين وأصحاب خبرة في المركز الذي ينشط فيه، إلا أن الأجدر بمسؤولي الاتحادية الجزائرية لكرة القدم الحديث مع اللاعب الواعد من أجل حمل القميص الوطني وتدعيم المنتخب الوطني الأولمبي الذي يحضر لتصفيات أولمبياد ريو دي جانيرو بالبرازيل عام 2016، إذ لن يجد من دون أدنى شك الرجل القوي بمبنى دالي إبراهيم «محمد روراوة» أي صعوبات من أجل إقناع «فقير» باختيار تمثيل الجزائر، على اعتبار أن المعني بالأمر مرتبط كثيرا بأرض أجداده ودائما ما يزور مسقط رأس والده بقرية فجانة ببلدية مناصر في ولاية تيبازة كلما سنحت له الفرصة بذلك. مدرب ليون: «راض بمستوى فقير ولهذا السبب أشركته أساسياً» صرح مدرب نادي ليون الفرنسي، ريمي غارد، في الندوة الصحفية التي عقدها عقب المباراة التي فاز بها فريقه أمام الضيف باريس سان جيرمان بهدف نظيف، بأنه راض تمام الرضا عن لاعبه الجزائري «نبيل فقير»، الذي أشركه في التشكيلة الأساسية للفريق ولم يخيب تماماً طيلة ال 83 دقيقة التي شارك فيها. مؤكداً بأن رهانه على صاحب 20 عاماً كان ناجحا، وبرر في ذات السياق إشراكه أساسياً قائلاً: «ستيد مالبرانك لعب مباراتين كبيرتين ضد جوفنتوس الإيطالي في الدوري الأوروبي، لذلك فكرت في إراحته وإشراك لاعب آخر في مكانه من مبدأ التناوب، فكرت مباشرة في نبيل ليحل بديلاً له أمام فريق باريس سان جيرمان، فهو لاعب شاب يملك إمكانيات كبيرة ومثيرة للإعجاب، ورغم أن طريقة لعبه وخصائصه تختلف تماماً عن تلك التي يتمتع بها زميله مالبرانك، إلا أنني تحملت مسؤوليتي وقمت بإشراكه، خاصة أنني أعرفه تمام المعرفة، ودائما ما يقدم لقاءات في المستوى مع الفريق الرديف في بطولة الهواة، أرى بأنه عمل بجد طيلة الموسم وبعث لي برسائل مشفرة عن قدرته على رفع التحدي، وهو ما أكد عنه في لقاء البي آس جي وأيضاً في المواجهة التي لعبها مؤخرا ضد مرسيليا في الدور ربع النهائي من كأس الرابطة الفرنسية».