حتى وإن كان الحديث مع النجم القادم لجمعية الشلف شيّقا، إلا أنه صعب للغاية لطبيعة شخصية اللاعب، فعبد النور حديوش خجول للغاية ويجيب على كل الأسئلة التي تطرح عليه بدبلوماسية كبيرة، "الخبر الرياضي" تقربت من اللاعب الذي كان مترددا في المرة الأولى، لتكشف لقرائها الأوفياء، من خلال هذا الحوار عن مشواره الرياضي و سبب اختياره جمعية الشلف هذا الموسم. شكرا لك على استضافتنا هنا في الفندق عبد النور؟ لا شكر على واجب، فقد تشرفت كثيرا بتواجدكم هنا في تركيا معنا، ومرحبا بكم في أي وقت داخل النزل، فأهلا و سهلا بجريدتنا الوفية "الخبر الرياضي». في البداية حدثتا عن خطواتك الأولى مع عالم الكرة؟ بدأت الكرة في "الحومة" بالعجيبة بالبويرة كبقية اللاعبين الآخرين، أين لعبت لفريق مشدالة لأربع سنوات ثم تنقلت إلى الجارة عزازقة، حيث كان للمدرب رحمان الفضل الكبير في بروزي حيث كان دائما ينصحني و يقول لي بأنه لدي إمكانات للعلب للفرق الكبيرة ومن تم انتقلت إلى النصرية أين لعبت لنصر حسين داي. حدثنا عن التحاقك بالنصرية؟ كما قلت لكم، كنت من أحسن العناصر في تشكيلة عزازقة داي منذ بداية مسيرتي الكروية مع هذا النادي، وكنت دائما منضبطا وصارما في تدريباتي وأسعى دائما لتقديم الأفضل في المباريات الرسمية، وذات يوم عرضوا علي فكرة الالتحاق بالنصرية وكأي لاعب طموح لن يرفض الانضمام إلى فريق أكبر مستوى، على كل حال في تلك المرحلة لم أكن أبحث عن المال أو الشهرة رغم أنّي منحدر من عائلة متواضعة وليست غنية وكما كان الحال التحقت بالنصرية وأنا في قمة السعادة. وما سبب اختيارك لهذا النادي العريق؟ كنت أعشق هذا النادي منذ صغري وكان حلمي اللعب فيه، وبعدما جاءني العرض لم أتردد لحظة واحدة في قبوله وتحقيق حلمي، رغم أنّ العرض المالي لم يكن كبيرا، لكن إصراري على اللعب للنصرية كان أكبر، كما أن بعض زملائي كانوا يرون في التحاقي بصفوف النصرية مغامرة لكن الحمد لله الأمور كانت جيدة في تلك المدرسة العريقة و أتذكر أن أول مقابلة لي ضد أولمبي العناصر. ثم لعبت في مولودية العلمة، مولودية سعيدة، شبيبة القبائل و شباب قسنطنية و ها أنا في جمعية الشلف. لعبت مع عدة فرق أين وجدت نفسك؟ كل الفرق التي لعبت لها تركت مكاني نظيفا بشهادة الجميع، فرق مشدالة و عزازقة لن أنكر خيرهما وهما فريق القلب وبدأت كرة القدم فيهما، وفي نصر حسين داي تركت ذكريات رائعة كسبت الشهرة والملعب كله كان يهتف باسمي، أما الفرق الأخرى فذكرياتها لا تنسى. ما هي الأسباب التي جعلتك تغادر الشباب سريعا؟ ما تريدون القول، في الحقيقة مثل هذه الأشياء لا أريد الحديث عنها ولا أريد العودة إليها، خاصة وأنها من الماضي لكن بما أنكم أصريتم على ذلك فلن يكون هناك أي مشكل. نعم تفضل؟ كل ما في الأمر أنه مع المدرب "روجي لومير" كل الأمور كانت تسير على أحسن ما يرام و لكن عند مجيئ المدرب "غارزيتو" تغيرت الأمور و أبعدني من الفريق بدون سبب. لكن في شباب قسنطينة المدرب "غارزيتو" قال بأنك غير منضبط و تخلق مشاكل. ماذا تقول؟ رغم أنني ظلمت من طرف المدرب "غارزيتو"، إلا أنني لم أتحدث بشيء يمس بسمعة فريق بحجم شباب قسنطنية الذي أحيي مسيريه و أنصاره بهذه المناسبة. وهل تؤكد أنك أحسنت الاختيار للعب في جمعية الشلف؟ "هذي ما فيهاش هدرة".. الحمد لله أنني اخترت فريق جمعية الشلف وأظنه اختيارا حسنا لأن كل ما كنت أفكّر فيه تجسّد اليوم على أرض الواقع مع هذا الفريق الذي أتمنى التألق معه أكثر فأكثر. كما لا أخفي عليكم بأن الناطق الرسمي للفريق عبد الكريم مدوار كان يريدني في الشلف منذ سنوات مضت. و هل كانت لديك عروض؟ بطبيعة الحال، لكن لا أريد العودة إلى الوراء، لأنني الآن في جمعية الشلف و سأشرف عقدي معها. أما عن عروض الفرق الأخرى فهي من الماضي. وماهي الأمور التي كنت تفكّر فيها حين اتصل بك مدوار؟ مدوار اتصل بي عند نهاية البطولة و رحبت بالفكرة لأنني كنت أريد اللعب في الشلف، أول شيء يتمناه اللاعب حينما يتنقل إلى فريق جديد هو أن يجد مسؤولون في مستوى المسؤولية الملقاة على عاتقهم، وإضافة إلى هذا يجد الأجواء بين اللاعبين رائعة وأن يكون الفريق الذي اختاره طموحا ويسمح له بالتألق.. وقد وجدت كل هذه الأمور متوفّرة في جمعية الشلف. ماهي أهدافك مع هذا الفريق؟ أتمنى التتويج مع فريقي الجديد جمعية الشلف. كيف هي تحضيراتكم؟ كل شيء يسير في أحسن الظروف بفندق "غرين بارك" ونحن بصدد التحضير بشكل جيد، وعليه يجب أن نستغل كل الوقت الذي لدينا من أجل ضمان تحضير أفضل لبطولة الموسم الجديد في البطولة الجزائرية. هل بدأت تجد ضالتك في الفريق مادام أنك عنصر جديد في جمعية الشلف؟ ليس لدي مشكل في التأقلم، حيث تأقلمت بسرعة وأجواء الفريق منذ التربص الأول الذي أجريناه في الشلف، خاصة أن الحصص التدريبية يسودها الحماس وهو أمر في منتهى الروعة، عكس بعض الفرق التي عادة ما تعرف التكتلات خلال التربصات الصيفية، وعليه فنحن عائلة واحدة وأتمنى أن تبقى أجواء الأخوة دائمة. ألم تجد صعوبات من الناحية البدنية؟ لا، إطلاقا، لأنني تعودت على طريقة تحضير المدرب مزيان إيغيل منذ المعسكر الإعدادي الأول عكس الأيام الأولى التي شعرت فيها بإرهاق شديد بسبب حجم التدريبات المرتفع، وعليه فأنا أشعر بلياقة بدنية جيدة وأريد أن أصب تركيزي في التدريبات لأنه تنتظرني مهمة خلال المنافسة الرسمية. ما رأيك في استقدامات الفريق هذا الموسم؟ الرئيس عبد الكريم مدوار كان لاعبا سابقا ويعرف جيدا كرة القدم.. لذا أظن أن اللاعبين المستقدمين لهم إمكانات كبيرة و نتمنى أن يكونوا عند حسن ظن الجميع و إن شاء الله سنقدم الإضافة لجمعية في بطولة الموسم المقبل. يبدو أنك ستكون مقبلا على منافسة شديدة بينك وبين زملائك في الهجوم، أليس كذلك؟ سأعمل جاهدا لأحظى بثقة المدرب مزيان إيغيل، لأني كبقية اللاعبين أريد أن أشارك في المباريات الرسمية شريطة أن تكون المنافسة شريفة بيني وبين زملائي، وبالتالي ما عليّ إلا التركيز في عملي وبعدها سيتحدّد كل شيء. و ماذا عن عمل المدرب إيغيل هنا في تركيا؟ صدقني عندما أقول لك بأن العمل مع المدرب مزيان إيغيل الذي يتميز بالاحترافية، حقا فالعمل معه ممتع و شيق و إن شاء الله سيعود علينا بالفائدة عند انطلاق بطولة الموسم الجديد. في ماذا تتمثل هذه الاحترافية؟ في العمل الميداني، و في طريقة التدريبات، النضج الثقافي الرياضي، إلمامه الكبير بخصوصيات مهنة التدريب، حيث يولي اهتمام لأدنى الأشياء، الانضباط داخل الفريق، احترام توقيت التدريبات. لنتدحث قليلا عن المنتخب الوطني كيف تعلق على الإنجاز الذي حققه الخضر في مونديال البرازيل؟ ككل جزائري فرحت لمرور الخضر إلى الدور الثاني و لولا الحظ الذي كان بجانب الألمان، لكنا في الأدوار المتقدمة و الحمد لله صوتنا الكروي وصل عالميا و الدليل تهافت الأندية العالمية على لاعبينا. و هل ترى أن المدرب "كوركوف" قادر على التوفيق في مهمته على رأس الخضر؟ ربما سينجح، كما لا ننسى أن الجزائر تمتلك لاعبين قادرين على تقديم الصور الرائعة عن المنتخب الوطني و تحقيق ما يرضى به الجمهور الكبير، لكن يجب تقديم لهم المساعدة و ترك المدرب يعمل على المستوى الطويل. مسعود قال عندما كان هدافا للبطولة الوطنية و التنافس حول الحذاء الذهبي في نسخته الأولى، قال لنا في حوار بأنه يرشحك لنيل الحذاء الذهبي، كيف استقبلت تصريحه وقتها؟ صدقني لما قرأت "الخبر الرياضي" وقتها فرحت لما قاله مسعود عني الذي أعتبره لاعبا كبيرا، و صراحة تمنيت له الفوز بهداف البطولة الوطنية و منها التتويج بالحذاء الذهبي في نسخته الأولى. إلى حد الآن هل أنت راضٍ عن مسيرتك الكروية؟ نعم، أنا راضٍ ومقتنع بما وصلت إليه، رغم أنّي لم أصل مستوى النجومية ولم أحقق أشياء كثيرة لا تعد ولا تحصى، لكنّي مقتنع بما كتبه لي الله عزّ وجل، لعبت أكبر عدد من المباريات الرسمية مع فرق مختلفة. لنخرج قليلا و نتحدث على ما يجري في غزة؟ صدقني كنت أنتظر هذا السؤال، صراحة أتألم عندما أرى ماذا يفعله الصهاينة لإخواننا في فلسطين و خاصة في غزة، أحيانا لا آكل و لا أشرب، و بصفتنا مسلمين ندعو لهم الله تعالى أن يفرج عنهم. وهل تجيد استخدام جهاز الكمبيوتر؟ بالتأكيد، و أظن أن كل اللاعبين يملكون أجهزة كومبيوتر، كما أنه المتنفس الوحيد لي أثناء رحلاتي مع الفرق التي ألعب لها، و جاءت الفرصة لأشير أنني أطالع جريدة "الخبر الرياضي" عن طريق الأنترنت. كلمة أخيرة عبد النور؟ أشكركم على هذا اللقاء التي أسعدني كثيرا، وأعد كل أنصار جمعية الشلف بأن الفريق سيحقق الهدف الذي رمسته الإدارة رفقة الطاقم الفني، و إن شاء الله وسنبذل قصارى جهدنا من أجل ذلك و تحية كبيرة لقراء "الخبر الرياضي".