انتهى لقاء ليفركوزن أمام دورتموند بالتعادل السلبي في الجولة ال18 من البوندزليجا ليرتفع رصيد الأول إلى29 نقطة في المركز ال5 و يقبع دورتموند في المركز الأخير ب16 نقطة فقط مما يهددهم بالهبوط إن لم يستفق رجال يورجن كلوب في قادم اللقائات. بدأ اللقاء حماسياً في الربع ساعة الأولى بين كبيري الكرة الألمانية بوروسيا ليفركوزن و دورتموند في معقل الأول بالباي أرينا كما جرت العادة في لقائاتهما ال7 السابقة حيث شهدت 24 هدفاً بين الفريقين بمعدل 4 أهداف في اللقاء الواحد، في دليلٍ واضحٍ على ندية و متعة مثل تلك المباراة الخاصة بين فريقين يتنافسان على الظفر بالمركز الثاني تاريخياً خلف العملاق البافاري بايرن ميونيخ. هدأ إيقاع اللقاء بعدما تبادل الفريقان بعض الهجمات في بدايته لكنهما افتقدا للمسة الحاسمة في الشق الهجومي، مع استحواذٍ واضحٍ لأصحاب الأرض على الكرة في الثلث الهجومي مع لجوء دورتموند للعب على التأمين الدفاعي بقيادة مدافعه المميز ماتس هاملز الذي وقف بالمرصاد للمهاجم الخطير كيسلينج، مع الاعتماد على السرعة في الهجمات المرتدة بقيادة الثنائي المتفاهم رويس و الوافد الجديد السلوفيني كيفن كامبل الذي شكل ثنائي مميز مع الرولزرويس رغم كونها مباراته الافتتاحية مع الفريق الأصفر الذي أتى إليه هذا الشهر قادما من سالزبورج النمساوي مقابل 12 مليون يورو، لكن المهاجم الإيطالي إيموبيلي أفسد عمل الثنائي المميز خلفه بعدم استغلاله للفرص. شكل كريم بلعربي خطورة كبيرة على الناحية الهجومية اليمنى لأصحاب الأرض مما اضطر شميلتزر مدافع الضيوف لعرقلته بعدما مر منه أكثر من مرةٍ متسبباً بإنذار الظهير الأيسر الألماني، انبرى لها المميز كالهانوجلو لكن دون خطورةٍ تذكر على مرمى الخبير فايدنفيلر، و أيضاً كانت هناك تسديدة للتركي نوري شاهين من على حدود المنطقة أخطأت المرمى بقليل من جانب دورتموند. عاد الألماني الدولي ماتس هاملز لتقمص دور سوبرمان و أنقذ تسديدةٍ قويةٍ للتركي كالهانوجلو عقب توغلٍ رائعٍ للجناح الطائر بلعربي على الجهة اليمنى كادت أن تجد طريقها لشباك فايدنفيلر لولا فدائية هاملز الذي طار ليخرجها برأسه من على خط مرمى الضيوف في الدقيقة 38 منقذاً أخطر فرص اللقاء، بعدها نال الوافد الجديد كامبل إنذاراً بداعي الخشونة لتهدئة هجوم ليفركوزن السريع، قبل أن يستحوذ الفريق الأصفر على الكرة و يهدأ الإيقاع مجدداً قرب نهاية الشوط الذي انتهى بعد مجهود بدني كبير جداً من الفريقين. أجرى يوجن كلوب تغييراً إضطرارياً بين الشوطين بخروج الظهير الأيمن البولندي لوكاس بيزتشيك عقب إصابةٍ في فخذه ليدخل الصربي نيفن سوبوتيتش بدلاً منه ليكون بجانب هاملز على أن يذهب قلب الدفاع الأخر باباستاثوبولوس ناحية اليمين حيث يجيد اللعب كظهيرٍ أيمن، و بالفعل قام بشن هجمة في الدقيقة 50 من الناحية اليمنى دون أن تتمكن دفاعات ليفركوزن من إيقافه قبل أن تصل الكرة للمهاجم كيسلينج الذي أودعها في الزاوية البعيدة قبل أن يتمكن الحارس المميز لينو من إبعادها في اللحظة الأخيرة. كان الشوط الثاني بطيئاً مقارنةً بالرتم السريع للشوط الأول، استحوذ دورتموند على الكرة و حاول تهدئة اللعب ريثما يتمكن من بناء هجماته حيث لم تجدِ محاولاته لمجاراة الإيقاع السريع لأصحاب الأرض في الشوط الأول، لكن ليفركوزن استفاق سريعاً و شن عدة هجماتٍ خطيرةٍ بقيادة كاسترو و السويسري جوسيب درميتش لكن الرقابة الصارمة من النجم هاملز كانت بالمرصاد قبل اللمسة الأخيرة من كيسلينج و محمدي الذي أجبره هاملز على التسديد فوق عارضة مرمى الحارس فايدنفيلر. قام درميتش و بلعربي بخلق المزيد من الخطورة على دفاعات دورتموند الذي تراجع للدفاع مجدداً معتمداً على الهجمات المرتدة التي أفسدها جروسكرويتز الغير متفاهم مع رويس، لكي يخرج الأول في الدقيقة 62 كي يشارك لاعب الوسط الأرميني المهاجم هنريك ميختاريان لعله يستطيع إعادة دورتموند لأجواء المباراة من جديد. بالفعل تمكن دورتموند من العودة لأجواء اللقاء من جديد بعد عملٍ مميزٍ من الثلاثي الهجومي إيموبيلي، رويس و الوافد الجديد كامبل، لكن المدافعين عمر توبراك و إمير سباهيتش كانا لهما بالمرصاد مفسدين هجمتين متتاليتين للضيوف في اللحظة المناسبة وسط استفاقة من جماهير دورتموند التي أعجبتها ردة فعل فريقها الكبير. أجرى النمساوي رودجر شميدت تغييرين بين الدقيقتين 70-75 بنزول الدولي الألماني تحت 19 عاماً جوليان براندت مكان السويسري درميتش، و دخول الألماني سيمون رولفز مكان التركي كالهانوجلو لخلق مزيداً من التوازن و إعطاء نفساً جديداً لأصحاب الأرض بعد المجهود البدني الذي أدى لانخفاض أدائهم بعض الشئ في الشوط الثاني، و بالفعل قدم رولفز تمريرة بينية رائعة لكاسترو الذي أرسلها ساقطة من فوق الحارس المتقدم لكنها علت المرمى بقليلٍ، أيضاً قدم بلعربي فاصلاً من المهارات في المراوغة لكنه افتقد للمسة الأخيرة. دخل المهاجم الكولومبي أدريان راموس بديلاً لنظيره إيموبيلي قبل نهاية اللقاء ب10 دقائق في آخر تغييرات الضيوف، بعدها سدد نوري شاهين كرة مرتدة من دفاعات ليفركوزن على الطائر لكنها مرت بجوار القائم، ثم بدا الإعياء يظهر على الفريقين عقب المجهود البدني المميز طوال المباراة حيث انحصر اللعب في وسط الملعب مع رضا الفريقين بالخروج بنقطة التعادل أفضل من لا شئ، لينتهي اللقاء بالتعادل السلبي بين الفريقين الكبيرين.