هتف لنا أحد المدربين الجزائريين الحاملين للعديد من شهادات التدريب ليطرح علينا سؤالا طريفا قائلا: "هل تعلم ما هو أسرع ديبلوم يمكن الحصول عليه في العالم؟ ".... فقلت له: "لا.. لا أعلم"، فرد علي بسرعة ..." إنه ديبلوم التدريب الذي سيمنحه بوعلام لعروم للاعبين الدوليين ".. فواصلت مناقشته بالقول:" لماذا هو أسرع ديبلوم، وهل يعني ذلك أن هذه الشهادة لا تساوي شيئا في الواقع؟" فاستطرد قائلا: " هل يعقل أن نكون مدربا في أسبوع واحد من التدريس ؟ ،هل يعقل أن تتحول مهنة التدريب إلى عمل تافه نمنح بموجبه ديبلوما لتقنين توظيف فلان أو فلتان؟ ،الكثير منا دخل معاهد الرياضة بالبكالوريا ودرس 5 سنوات على يد خبراء روس ، واليوم أصبحنا نمنح شهادات لا معنى لها للاعبين الدوليين كي لا يتهجموا على الفاف". كلام السيد المدرب صدم مشاعري وزعزع سكوني الصيفي، لأنه طرح مشكلة عويصة طالما عاشتها الجزائر الكروية دون أن تتمكن لا وزارة الرياضة ولا الفاف من فك معادلتها المبهمة، ألا وهي مشكلة مهنة التدريب التي يسعى الكثير لجعلها مهنة غير مشرفة من خلال توريط المدربين في فضائح بيع وشراء المباريات وكذا محاولة إهانة المدرب من قبل المسيرين عبر قضية المستحقات. صحيح أن لاعبينا الدوليين لم يتكونوا في الجامعات والمعاهد والأغلبية لهم مستوى دراسي متواضع، وليس كل لاعب دولي له الحق في التدريب، لكن أن تمنح الفاف "شهادات تايوان" مثلما يقول محدثنا فهذا ما لا يمكن تقبله لأنه وبهذه الطريقة أصبحت الشهادة والديبلوم مجرد "وثيقة" تمنح لبعض الدوليين بشرط أن يتجمعوا في تربص مغلق بقيادة بوعلام لعروم الذي لخص لهم بعض أبجديات التدريب في ستة أيام. دون شك الرفع من مستوى الكرة الجزائرية يمر حتما عبر الرفع من مستوى المدربين الذين يعدون أهم حلقة في التكوين، وللأسف الجزائر لا تزال تعيش على وقع الشرعية الثورية ومعها الشرعية الكروية ، فبعض اللاعبين الدوليين يظنون بأن لهم الحق في التدريب باسم شرعية خيخون أو أم درمان وهذا خطر كبير يتهدد مستقبل أجيال من اللاعبين الذين سيتم تأطيرهم من قبل مدربين غير مؤهلين تماما لهذا العمل ولا يملكون سوى ماضيهم الكروي كرصيد عملي. وقد صدق محدثنا عندما قال بأن تحضير مدرب في خمس سنوات ومنح ديبلوم في ستة أيام يجعلك تطرح ألف علامة استفهام عن قيمة هذا الديبلوم وجدواه.