منتخب تشيلي يُحقق الحلم المُنتظر منذ قرن تّوج المنتخب التشيلي بلقب كأس أمريكا اللاتينية "كوباأمريكا"، بعد فوزه على المنتخب الأرجنتيني بمساعدة ركلات الجزاء الترجيحية في المباراة النهائية التي امتدت حتى الدقيقة 120، بعد انتهاء الوقت الأصلي والإضافي بالتعادل السلبي، ليُنهي المنتخب المضيف عقدة المنتخب الأرجنتيني الذي لم يفز عليه من قبل في الكوبا، والأهم هو معانقة الكأس لأول مرة في تاريخ تشيلي. بدأ اللقاء بأفضلية نسبية من قبل المنتخب المُضيف الذي ضغط بطول الملعب وعرضه لبسط سيطرته على مجريات الأمور، وفي المقابل، وجد رجال مارتينو صعوبة بالغة في اختراق وسط ملعبهم، وظل الوضع كما هو عليه إلى أن تحرر جناح مانشستر يونايتد "أنخيل دي ماريا" عندما انطلق من الجهة اليسرى، ثم أطلق قذيفة مرت فوق العارضة بقليل. الفرصة المُحققة الأولى، أتحيت لمنتخب تشيلي عند الدقيقة الحادية عشر حين أرسل فيدال تمريرة طولية للمنطلق كالسهم من الخلف إلى الأمام "فارجاس"، الذي هيأ الكرة لنفسه، ثم اقتحم منطقة الجزاء، وفي الأخير سدد صاروخ مر فوق العارضة، ليأتي الرد الخجول من باستوري الذي مرر في العمق من فوق رؤوس اللاعبين لأجويرو، إلا أن الحارس كلاوديو برافو تدخل في الوقت المناسب وأمسك بالكرة دون معاناة. استمر الضغط التشيلي، وهذه المرة نجح فارجاس في الهروب من مدافع مانشستر سيتي "بابلو زاباليتا" من الجهة اليمنى، ومن ثم أرسل عرضية أبعدها الدفاع بشكل خاطئ، لتذهب إلى هدف ريال مدريد "آرتورو فيدال"، الذي قابل الكرة بتسديدة على الطائر في المرمى، إلا أن الحارس الأرجنتيني سيرجيو روميرو أبعد الكرة برشاقة يُحسد عليها. وفي منتصف الشوط، احتسب الحكم الكولومبي رولدان بيريز ركلة حرة غير مباشرة من الجهة اليمنى للتانجو، انبرى لها ليو وأرسلها على القائم القريب لأجويرو الذي حولها برأسه في المرمى، لكن حامي عرين أصحاب الدار رد على الحارس الأرجنتيني، بتصدي ولا أروع، ليُبقي على آمال منتخب بلاده في إنهاء العقدة الأرجنتينية التي لم تذق طعم الهزيمة من تشيلي خلال المباريات ال24 التي جمعتهما في الكوبا. عانى المنتخب الأرجنتيني بعد خروج جناحه النشيط أنخيل دي ماريا بداعي الإصابة، وفي المقابل زاد نشاط المنتخب التشيلي في آخر 10 دقائق، وأتيحت للاعبيه أكثر من فرصة شبه مؤكدة، أبرزهم كانت الهجمة التي قادها فيدال في الثلث الأخير من الملعب، وفي نهاية المطاف مرر لأليكسيس سانشيز داخل منطقة الجزاء، لكنه لم يستغل الفرصة، واكتفى بالتسديد في أحضان الحارس، لينتهي الشوط الأول السريع بالتعادل السلبي. لم تتغير الأوضاع كثيرًا مع انطلاقة الشوط الثاني، ودامت الأفضلية للمنتخب المحلي الذي كاد يخطف هدف الأسبقية بعد سقوط مدافع مانشستر يونايتد ماركوس روخو في المحظور بالقرب من منطقة الجزاء، لتصل الكرة إلى أليكسيس سانشيز الذي بعث عرضية للقادم من الخلف إلى الأمام "فيدال"، الذي ارتقى للكرة وضربها برأسه في المرمى، لكن الحارس الأرجنتيني تواجد في المكان الصحيح، وأمسك بالكرة بثبات. حاول المنتخب الأرجنتيني الدخول في أجواء المباراة بشن بعض الهجمات على مرمى الحارس برافو، إلا أن وسط ودفاع منتخب تشيلي نجح في غلق كل المنافذ المؤدية لمرمى حارس البرسا، وذلك بفضل نجاح ميديل ورفاقه في الوسط في إيقاف ميسي الذي كان في أسوأ حالاته على الإطلاق منذ بداية الكوبا. مع مرور الوقت، استعاد المنتخب التشيلي سيطرته المطقة على منطقة الوسط، فيما اكتفى التانجو بالدفاع من منصف ملعبه لإيقاف الزحم التشيلي على مرمى الحارس روميرو، وفي تلك الأثناء أتيحت بعض الفرص المُحققة لأصحاب الأرض، أبرزهم على الإطلاق كانت تسديدة أليكسيس سانشيز التي أطلقها بالقرب من منطقة الست ياردات، ومرت بمحاذاة القائم الأيسر للحارس روميو. في الدقيقة 90، كاد ميديل أن يذبح منتخب بلاده بإعاقته الواضحة للمدافع الأرجنتيني روخو داخل منطقة الجزاء، إلا أن حكم المباراة لم ير اللعبة ولم يحتسب ركلة جزاء، وسط احتجاج الطاقم الفني للمنتخب الأرجنتيني الذي طالب باحتساب ركلة جزاء. وظهر ميسي في الأضواء بهجمة مرتدة في الثانية الأخيرة، انتهت بتمريرة للافيتزي الذي أهدى هيجواين الكرة أمام الشباك، لكن الأخير أهدر الفرصة بغرابة شديدة، وبعدها مباشرة أطلق الحكم الكولومبي صافرة نهاية الوقت الأصلي للمباراة، ليضطر كلا المنتخبين لاستكمال المباراة حتى الدقيقة 120، باللجوء إلى وقت إضافي مدته نصف ساعة على شوطين. حاول كل منتخب قتل المباراة إكلينيكيًا بهدف قبل أن يحين موعد ركلات الجزاء الترجيحية، إلا أن النتيجة ظلت كما هي إلى أن أُسدل الستار على الوقت الإضافي، ليحتكم كلا المنتخبين لركلات الجزاء التي أعطت ظهرها للمنتخب الأرجنتيني وابتسمت للمنتخب التشيلي، ليُحقق المنتخب المستضيف اللقب لأول مرة في تاريخه.