أسال، ليلة أمس، فريق الهلال السوداني العرق البارد لكل الجزائرين و أجبر زملاء القائد الزاوي إلى الاحتكام إلى ضربات الجزاء. عكس كل التوقعات و«التخمينات» دخلت عناصر الهلال السوداني، في أجواء المباراة بسرعة، و نجحت في السيطرة على الكرة ومنه على وسط الميدان، بفضل الانتشار الجيد لأبناء النيل الازرق فوق أرضية الميدان. وهو «التنظيم» الذي خلخل لاعبي الجمعية ودفعهم إلى ارتكاب عدة أخطاء «قاتلة» لعل أهمها تلك التي كانت من «انتاج» زاوش، الذي مكن اللاعب مهند من الخروج وجها لوجه مع الحارس الشلفي غالم الذي أنقذ مرماه من فرصة محققة لافتتاح باب التسجيل، وأعاد بذلك «الروح» للأنصار الذين غصت بهم مدرجات ملعب بومزراڤ. لينحصر اللعب، بعدها، في وسط الميدان دون أن ينجح زملاء مسعود من فرض منطقهم على مجريات اللعب، و«خلق» فرص لافتتاح باب التسجيل حيث لم يتمكنوا من اختراق الجدار الدفاعي للهلال إلاّ في مناسبتين في الد23 عن طريق سوڤار الذي فشل في الوجه لوجه الذي جمعه مع الحارس المعز أو في الد 29 عندما صوب أوسالي كرة قوية جانبت المرمى. د32 علاء الدين يفتتح باب التسجيل وفي الوقت الذي بدأ فيه حماس الجميعة يقل شيئا فشيئا، بدأت عناصر الهلال في «صناعة» اللعب والقيام بالعديد من النسوج الكروية «المدروسة» و التي تؤكد على وجود لمسة المدرب و على أنّ هناك « شغل» خلال الحصص التدريبية، وهو ما جسدته لقطة الهدف المسجل من قبل علاء الدين في الد 32. هدف قلب كل الموازين، والمعطيات التي سبقت المباراة. حيث شعر الشلفاويون بأنّ ضيوفهم بصدد سحب البساط من تحت أقدامهم بطريقة ذكية واحترافية عالية. وهو ما جعل الشك يتسلل إلى أنفسهم، و الاحساس بعدم العجز أمام التنظيم المحكم لزملاء مهند فوق أرضية الميدان. بداية قوية خلال المرحلة الثانية أهم ما ميّز بداية المرحلة الثانية الفرص الكبيرة التي ضيعها سوڤار في الد47 عندما مرت رأسيته ببضع سنتيمترات أمام القائم الايمن للحارس المعز، لكن سرعان ما انحصر بعدها اللعب في وسط الميدان و اجتهاد لاعبي الهلال في «تنويم» عناصر الجمعية وهو ما نجحت فيه بنسبة كبيرة، خاصة وأنّ مسعود لم يظهر ببريقه المعتاد. «كتشينغ» ناجح لسعدي وهو ما تفطن إليه نورالدين سعدي الذي قام بإقحام حسين آشيو بدل زميله الشريف عبد السلام بهدف إعطاء أكثر حيوية لخط وسط الجمعية، باعتماده على فنيات وسرعة «الحرامى» وهو الدور الذي قام به على أحسن صورة في أول لمسة له للكرة عندما قدم كرة على طبق من ذهب في القائم الثاني للحارس المعز لزميله علي حاجي الذي لم يجد أدنى صعوبة في وضع الكرة في الزاوية التسعين. معدلا النتيجة ومعيدا الأمور إلى نصابها. إلى غاية إعلان حكم اللقاء عن نهايتها بالتعادل الإيجابي كما انتهت عليه مباراة الذهاب، ليتوجه بعدها اللاعبون إلى الضربات الترجيحية التي ابتسمت لممثل الجزائر الذي يبلغ دور المجموعات لأول مرة في تاريخه الكروي وسط أجواء هستيرية من الأفراح. بطاقة اللقاء ملعب بومزراڤ، جمهور غفير جدا، إنارة جيّدة، ثلاثي التحكيم ديار بدار، كمار جبريل، الحاج زمبا من السينغال. محافظ اللقاء السيد محمد تاسين من الدجيبوتي الأهداف: ه. السوداني: علاء الدين د 32 ج. الشلف: علي حاجي د80 الإنذارات: ه. السوداني: بختة د38 ج. الشلف: زاوي د43،علي حاجي د56 ج. الشلف: غالم، بو حافر، زازو، عوامري، زاوي، زاوش، علي حاجي، عبد السلام( أشيو د77)، أوسالي ( بن طوشة د30)، مسعود، سوڤار المدرب: سعدي ه. السوداني: المعز، صلاح الدين، سيف موسى، عبد اللطيف، علاء الدين، محمد بشة، محمد الطاهر ( ابراهيم توري د54)، كاريكا، سادومبا، نزار، عمر بخيث. المدرب: غرتيزو سعدي:«الهلال كان أحسن منا في أغلب فترات اللقاء» «أنا جد سعيد اليوم بهذا التأهل، لأنّي دخلت رفقة جمعية الشلف التاريخ من بابه الواسع. وإحقاقا للحق الهلال كان أحسن منا في أغلب فترات اللقاء، بدليل أننا لم نتمكن من تسجيل سوى هدف واحد. والسبب في ذلك لعب الهلال الكل في الكل وهو ما قابله قلق كبير من لاعبين. في النهاية تأهلنا و أنا جد سعيد بهذا الإنجاز». غاريزو: «تركنا التأهل يفلت منا في المرحلة الأولى» «أنا جد تعيس للنهاية التي آلت إليها المباراة، لأنه كان بإمكاننا الفوز على جمعية الشلف بعقر ديارها. وما زاد من غضبى أن الجمعية لم تظهر أشياء كثيرة، و تركنا التأهل يفلت من أيدينا خاصة في المرحلة الأولى من المواجهة، درست طريقة لعب الشلف جيدا، لكن ذلك لم يشفع لنا للتأهل بعد أنه ابتسمت ضربات الجزائر للجمعية»