واصلت عجلة كأس أمم أوروبا دورانها لتحط الرحال هذه المرة في الملاعب السويدية التي كانت مسرحا لهذه البطولة التي أقيمت في الفترة الممتدة بين 10 جوان و 26 من ذات الشهر، حيث لم يطرأ أي تغيير في نمط قوانينها، لكنها كانت شاهدة على تحقيق أكبر المفاجآت بإحراز منتخب الدنمارك لبطولته بعد إطاحته بالمنتخب الألماني في المباراة النهائية. الحرب الأهلية حرمت يوغسلافيا من المشاركة وعوضتها الدنمارك بعدما ضمن مشاركته في بطولة كأس أمم أوروبا التي أقيمت في الأراضي السويدية، بفضل تألقه في المراحل التصفوية وتصدره مجموعته، إلا أن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم حرمه من المشاركة في هذه البطولة بسبب الحرب الأهلية التي شهدتها البلاد في تلك الفترة، التي راح ضحيتها عشرات الآلاف من المدنيين، ليقع الاختيار على منتخب الدنمارك ليعوضه في هذه البطولة. ألمانيا لعبت بمنتخب موحد لأول مرة ودول الاتحاد المستقلة عوض السوفيات حملت نهاية الحرب الباردة بين الاتحاد السوفياتي والولايات المتحدةالأمريكية، العديد من النتائج على المستوى الرياضي، لتتحد ألمانياالشرقية مع ألمانياالغربية وتلعب تحت اسم منتخب ألمانيا لكرة القدم، وكانت هذه المرة الأولى في التاريخ، يذكر أن هذه البطولة لم تشهد حضور الاتحاد السوفياتي بعد تفكك العديد من دوله لتشارك هاته الأخيرة باسم دول الاتحاد المستقلة. أسكتلندا عادت من جديد للمشاركة في كأس أمم أوروبا شهدت بطولة كأس أمم أوروبا لسنة 1992 عودة منتخب أسكتلندا من جديد لخوض غمار هذه البطولة بعد آخر مشاركة له التي كانت سنة 1968، ليتصدر مجموعته في التصفيات ب11 نقطة، متفوقا على كبار المنتخبات على غرار المنتخب السويسري الذي حل ثانيا، ليضمن مشاركته التي كانت الثانية بالنسبة له منذ انضمامه للاتحاد الدولي لكرة القدم. المجموعة الأولى كانت نارية والثانية متكافئة قسمت المنتخبات الثمانية المتأهلة لبطولة كأس أمم أوروبا على مجموعتين كما جرت عليه العادة في الدورات السابقة، ضمت المجموعة الأولى فرقا من العيار الثقيل وصعب التكهن بمتأهليها لنصف النهائي، حيث كانت مشكلة من السويد مستضيف البطولة، إلى جانب الدنمارك، فرنسا، إنجلترا، بينما ضمت المجموعة الثانية حاملة اللقب هولندا، ألمانيا، دول الاتحاد المستقل، إلى جانب أسكتلندا. الدنمارك حققت أكبر المفاجآت وتأهلت رفقة السويد للدور نصف النهائي تأهل المنتخب المضيف للدور نصف النهائي بعد تصدره المجموعة الأولى بخمس نقاط، بتعادل أمام فرنساوإنجلترا وفوز على الدنمارك، الذي حل ثانيا محققا أكبر المفاجآت في هذه البطولة بعد تعادله أمام إنجلترا وفوز مستحق أمام فرنسا في المباراة الأخيرة، ليحل ثانيا برصيد أربع نقاط، ما ضمن تأهله للدور نصف النهائي رفقة أصحاب الديار المنتخب السويدي. هولنداوألمانيا تأهلا ويقضيان على أحلام أسكتلندا شهدت المجموعة الثانية تأهل كل من حامل لقب النسخة الماضية المنتخب الهولندي على رأس المجموعة بعد حصده سبع نقاط، بفوز على أسكتلندا بهدف للنجم بركامب ثم تعادل مع اتحاد الدول المستقلة قبل أن يفوز على ألمانيا بثلاثة أهداف لهدف واحد، في حين حلت هاته الأخيرة ثانية بعد تعادل مع اتحاد الدول المستقلة بهدف لمثله وفوز على أسكتلندا بهدفين لصفر لتتأهل كثانية للمجموعة بأربع نقاط. شمايكل يقود الدنمارك لملاقاة ألمانيا في المباراة النهائية شهد لقاء نصف النهائي بين الدنمارك ونظيره الهولندي تنافسا كبيرا وإثارة بالغة امتدت لغاية ضربات الجزاء التي عرفت تألقا كبيرا لحارسه بيتر شمايكل بعد انتهاء الوقت الأصلي والإضافي بالتعادل الإيجابي بهدفين لكل منهما، يذكر أن أهداف هولندا سجلها كل من بركامب و فرانك ريكارد في حين سجل للدنمارك هنريك لارسن في مناسبتين، لتضرب موعدا مع ألمانيا في النهائي بعد أن تغلبت الأخيرة على السويد بثلاثة أهداف لهدفين. الدنمارك تحقق ما لم يكن في الحسبان وتسقط الألمان في المباراة النهائية حبست المباراة النهائية لكأس أمم أوروبا لسنة 1992، أنفاس الجماهير الألمانية المنتشية بتوحيد دولتهم، حيث كانت تمني النفس بالتتويج على عرش أوروبا بعد الإخفاقات التي طاردتها في الدورات السابقة إلا أن الرياح تجري بما لا تشتهي السفن، ليتذوقوا مرة أخرى مرارة الإخفاق بعد هزيمة أمام الدنمارك بهدفين لصفر وليتوج هذا الأخير للمرة الأولى في تاريخه بهذه المسابقة. تتويج الدنمارك كان شبيها بالقصص الخيالية لم يتوقع أشد المتفائلين الدنماركيين بصعود منتخبهم لمنصة التتويج لأول مرة في تاريخهم، حيث لم يتأهل للنهائيات من جهة، وكانت مشاركته لتعويض المنتخب اليوغسلافي من جهة أخرى، بالإضافة لقصر الوقت، حيث لم تملك الدنمارك سوى أسبوعين للتحضير للبطولة زادها رفض نجمها مايكل لاودروب المشاركة مع منتخب بلاده، غير أن فريق المدرب ريتشارد مولر نيلسن قدم أداء ساحرا، ومستوى باهرا تمكن من قهر كبار منتخبات القارة الأوروبية. لقب هداف البطولة كان من نصيب خمسة لاعبين لم يقتصر لقب هداف بطولة كأس أمم أوروبا لسنة 1992 على لاعب واحد فقط، بل تقاسمه خمسة لاعبين من منتخبات مختلفة وهم كل من نجم المنتخب الهولندي في ذلك الوقت دينيس بركامب، إلى جانب مهاجم ألمانيا كارل هاينتس وزميله ريدله، بالإضافة للدنماركي هنريك لارسن والسويدي توماس برولين وبرصيد كل منهم ثلاثة أهداف.