أحدث خبر إلغاء مقابلة الكاميرون الودية حالة استنفار قصوى داخل أروقة الاتحاد الجزائري، حيث وجد روراوة نفسه في موقف صعب جدا، على أساس أنّ إلغاء المقابلة كان سيسبب خسائر فادحة للفاف، بالإضافة إلى ما سيخسره حاليلوزيتش، بالنظر إلى حساباته لتحضير النخبة الوطنية. رئيس الفاف تعامل بالقوانين الدولية وجد روراوة نفسه مضطرا إلى التعامل مع الاتحاد الكاميروني وفق القوانين الدولية واللجوء إلى الفيفا، حيث يعتبر هذا هو الإجراء القانوني التي تلجأ إليه الاتحادات المتضررة من مثل هذه المواقف، والأكيد أنّ اللجوء إلى هيئة بلاتير سيعيد لروراوة البعض من الخسائر الناجمة عن إلغاء المقابلة. إلغاء المواجهة سيكبد الفاف خسائر كبيرة قد يكون غريبا على البعض أن يلجأ رئيس الفاف للاتحاد الدولي بمجرد إلغاء مقابلة ودية، ولكن الخسائر المالية الكبيرة التي ستتكبدها الفاف وراء ذلك، حيث أنّ روراوة أبرم الكثير من عقود الإشهار لهذه المقابلة، وبالتالي أموال السبونسور ستضيع، وربما الفاف ستضطر إلى تعويض هذه الشركات، وهو ما كان روراوة وهيئته في غنى عنها. حقوق البث أيضا كانت ستضيع بالإضافة إلى أموال الإشهار، فإنّ الفاف ستضيّع مبلغا ماليا كبيرا ناجما عن حقوق البث التي اشترتها المؤسسة الفرنسية (ما شان سبور)، وهو مبلغ محترم سيفيد خزينة الاتحاد الجزائري كثيرا. ...وحتى تكاليف الإقامة بالإضافة إلى كل ذلك، فإنّ الفاف قامت أيضا بالحجز لبعثة المنتخب الكاميروني في أفخم فنادق العاصمة، وهي أموال أخرى ستضيع هباء من أموال الفاف، في الوقت الذي كان من المفروض أن تستفيد الفاف ماليا من هذه المواجهة. روراوة أرسل طائرة خاصة دون جدوى قبل تفكير روراوة في اللجوء إلى الفيفا، كان الرجل الأول على مستوى الفاف قد تكفل بإرسال طائرة خاصة إلى مدينة مراكش المغربية لنقل المنتخب الكاميروني، ولكن تعنت رفاق إيتو وصراعهم مع اتحاد بلادهم جعل الطائرة تبقى بالمطار المغربي لمدة 5 ساعات كاملة دون أن تؤدي المهمة التي ذهبت لأجلها إلى المغرب. تواريخ الفيفا في صالح روراوة بالعودة إلى تفكير روراوة في رفع القضية إلى الفيفا، فإنّ نقطة أخرى تلعب لصالحه، وهي أنّ المقابلة مبرمجة في تواريخ الفيفا، ما يعني أنّها تحت رعاية هيئة بلاتير، وهذا ما يجعل الدعوى المرفوعة قانونية مائة بالمائة، ولكنها لا يمكن أن تعيد الأموال الضائعة في حال ما تم إلغاء المقابلة. صداقة روراوة لحياتو لا تكون على حساب مصالح الفاف من جهة أخرى، فإنّ البعض اعتبر أن روراوة من المستحيل أن يشكو الاتحاد الكاميروني للفيفا بحكم الصداقة الكبيرة التي تجمعه برئيس الكاف عيسى حياتو، ولكن روراوة بمجرد تفكيره في رفع القضية للفيفا أكد أنّ مصالح الفاف أولى وأهم من أي صداقة ومهما كان نوعها.