كان الناخب الوطني وحيد حاليلوزيتش وفيا لعاداته خلال كل مرة يزور فيها الخضر بلدا معينا لإجراء مباراة، حيث برمج هذه المرة بمناسبة تواجد رفقاء بودبوز بمدينة الدارالبيضاء المغربية البرمجة رحلة وفد الخضر إلى مسجد الحسن الثاني التحفة المعمارية الإسلامية، حيث كان جميع اللاعبين في الموعد صبيحة أمس في حدود الساعة العاشرة وكانوا جد سعداء لخروجهم عن روتين التدريبات واكتشاف أحد أبرز معالم العاصمة الاقتصادية للملكة المغربية. مصالح الأمن المغربي تنقلت رفقة الوفد لتأمين الزيارة يبدو أن مصالح الأمن المغربي لا تترك أي شيء للصدفة لما يتعلق الأمر بشيء اسمه الجزائر، حيث كانت منذ الصباح الباكر في الموعد وانتظرت وصول جميع اللاعبين لامتطائهم الحافلة التي وضعت تحت تصرف وفد المنتخب الجزائري ورافقته فرقة خاصة لتأمين رحلته والبقاء إلى جانبه طوال فترة تواجده بمسجد الحسن الثاني أين لاحظنا تواجد عدد آخر من رجال الأمن من أصحاب الزي المدني والذين بقوا يتتبعون خطوات رفقاء متوسط ميدان نادي خيتافي مهدي لحسن. أخذوا صورا تذكارية وانبهروا بالعمارة الإسلامية استغل رفقاء المدافع كارل مجاني فرصة تواجدهم بباحة المسجد الذي يعتبر من أكبر المساجد في إفريقيا كما أنه يصنف السابع في العالم لأخذ صور تذكارية هناك سيما أنهم ظهروا جد منبهرين بالعمارة الإسلامية والهندسة التي بني بها مسجد الملك الحسن الثاني الذي ترتفع مئذنته عن سطح الأرض ب210 أمتار كما أنهم ومن خلال مشاهدتهم للمسجد عن قرب تأكدوا أنه معلم ديني ومعماري فريد، حيث شيد فوق الماء بهندسة دقيقة،والتي برع في إنجازها صفوة المهندسين والمبدعين في مختلف المهن العصرية والحرف التقليدية المغربية الأصيلة الشيء الذي جعل الأبنية الملحقة بالمسجد مَجْمَعًا ثقافيّا متكاملاً،حيث بني فوق مساحة قدرت ب9 هكتارات بما أنه يضم قاعة كبرى للصلاة، وقاعة الوضوء و دورة المياه، مدرسة قرآنية، مكتبة ومتحف. المسجد يعتبر أعلى بناية دينية في العالم وبناؤه استغرق5 سنوات لمن لا يعرف مسجد الحسن الثاني الذي قام وفد الخضر بزيارته ساعات فقط قبل موعد لقائه ضد المنتخب الليبي عشية اليوم، فهو مسجد يعتبر أعلى بناية دينية في العالم، حيث يمكن للزائر أن يشاهد صومعته على بعد كيلومترات بعيدة كما أنه يتسع لأكثر من 25ألف مصل في الداخل وحوالي 8آلاف آخرين في باحة المسجد الكبيرة جدا أما عن مدة بنائه، فقد استغرقت حسبما كشفه لنا أحد مسيري مؤسسة الحسن الثاني الخيرية حوالي 5سنوات كاملة بما أن انطلاق الأشغال به كانت في سنة 1987وتسليمه كان في سنة 1993في عهد الملك الراحل الحسن الثاني الذي سمي عليه كما أن الشركة المقاولة التي قامت ببنائه عملت على تزينه بفسيفساء من الخزف الملون على الأعمدة والجدران وأضلاع المئذنة والحفر على خشب الأرز، الشيء الذي جعل منه مقصدا لكل زوار مدينة الدارالبيضاء. بعض السياح تعرفوا على اللاعبين وطلبوا منهم أوتوغرافات بما أن توقيت زيارة المنتخب الجزائري لمسجد الحسن الثاني تزامن مع الوقت الذي يسمح فيه للسياح القادمين من مختلف أصقاع العالم بالدخول إلى الباحة وأخذ صور تذكارية، فإن الأجانب الذين كانوا موجودين هناك، تعرف البعض منهم على المنتخب الجزائري الذي كان لاعبوه يرتدون لباسا واحدا وتقربوا منهم لأخذ صور تذكارية معهم كما طلبوا منهم توقيع أوتوغرافات لهم وهو الشيء الذي استجاب له رفقاء لاعب فالنسيا سفيان فيغولي بتواضع كبير. رفقاء قادير تحصلوا على كتيبات تعرف بالمسجد حتى لا تكون زيارتهم إلى مسجد الحسن الثاني جافة، فإن القائمين على الرحلة وبعض العاملين هناك قاموا بتسليم رفقاء مصباح بعض الكتيبات التي تحتوي على معلومات عامة عن المسجد وتجد فيها تفصيلا عن الهندسة الكاملة وجميع أركانه وعليه، فقد حمل الجميع هذه الكتيبات معهم إلى غرفهم بالفندق حتى تبقى لهم ذكرى جميلة من بلاد المغرب. بعض اللاعبين استغلوا الفرصة للتمتع بزرقة مياه البحر بما أن مسجد الحسن الثاني يطل على البحر الأبيض المتوسط ويقع على كورنيش يؤدي إلى المنطقة السياحية المعروفة عين الذياب، فإن بعض اللاعبين وعقب تجولهم في المسجد، تنقلوا إلى الجهة الخلفية للتمتع بزرقة البحر التي تتيح لهم الخروج عن ضغط اللقاء وتمنحهم أكثر راحة نفسية سيما أن جميع اللاعبين يريدون المشاركة في اللقاء ويفكرون كثيرا في الكيفية التي تجعلهم يفوزون على المنتخب الليبي الذي يريد أن يدخل أشبال حاليلوزيتش ضمن قائمة ضحاياه. العودة كانت في حدود منتصف النهار لتناول وجبة الغذاء بعد ما مكثوا هناك لقرابة الساعة كاملة وأخذوا صورا تذكارية وتجولوا في أرجاء المسجد الرحب، كان لاعبو المنتخب الجزائري على موعد مع العودة إلى فندق الشيراطون الذي يقيمون به والذي لا يبعد إلا بحوالي كيلومترين فقط عن هذا الصرح الديني و السياحي، حيث وصل اللاعبون إلى الفندق في حدود الساعة منتصف النهار ولم يلبثوا كثيرا في غرفهم قبل أن ينزلوا لتناول وجبة الغذاء والجلوس قليلا في البهو والانسحاب بعدها نحو الغرف لأخذ قسط من الراحة في فترة القيلولة سيما أن المدرب حاليلوزيتش ضرب لهم موعدا في حدود الساعة الخامسة والنصف من أجل التنقل إلى ملعب محمد الخامس لإجراء التدريبات فوق الأرضية الرئيسية التي ستحتضن اللقاء عشية اليوم بدءا من الساعة السادسة والنصف. الناخب الوطني أبعد أشباله عن ضغط المباراة والنتيجة كشف مصدر من داخل مقر إقامة الخضر أن حاليلوزيتش وبعدما لا حظ أن تفكير لاعبيه منصب فقط على مباراة اليوم التي يخشون التعثر فيها، قرر إبعادهم عن الضغط وتحضيرهم من الناحية النفسية حتى يخرجوا تماما عن البرنامج المعتاد الذي ألفوا تطبيقه منذ دخولهم في التربص كما أن خروجهم إلى الشارع وبالضبط إلى مكان سياحي في شاكلة مسجد الحسن الثاني كان له الأثر الإيجابي في نفوسهم خاصة لبعض اللاعبين المحليين الذين يزورون مدينة “كازا” لأول مرة. يعرف جيدا مدينة كازا وهو الذي طلب من تاسفاوت برمجة الرحلة من خلال حديث هامشي جمعنا بالمدرب وحيد حاليلوزيتش ليلة أول أمس، تيقنا من معرفة هذا الأخير لمدينة الدارالبيضاء المغربية جيدا وهي التي سبق أن أقام بها لمدة موسم كامل أيام إشرافه على العارضة الفنية لنادي الرجاء البيضاوي كما أعلمنا بعض الزملاء الإعلاميين المغربيين أنه لا يتوانى في برمجة أيام عطله بها سيما أنه سحر بجمال المدينة التي تتوفر على هياكل سياحية كبرى الشيء الذي جعله يطلب من مناجير المنتخب الوطني عبد الحفيظ تاسفاوت برمجة رحلة أمس إلى مسجد الحسن الثاني صبيحة أمس. لا يفوت الفرصة ليمازح المغربيين ويقول لهم “ديما ديما رجا” كما لم يفوت حاليلوزيتش الفرصة للقائه ببعض المناصرين المغربيين الذين تعرفوا عليه للحديث إليهم وتجده في كل مرة يقول “ديما ديما رجا” وهو ما أضحك الجميع خاصة أن “حاليلو” يجد صعوبة كبيرة في نطق الكلمات العربية وهي خطوة من المدرب البوسني للخضر لكسب ود أنصار الرجاء البيضاوي خاصة لتشجيع الخضر اليوم أمام الشقيقة ليبيا ودفع زملاء بودبوز للعودة بنتيجة إيجابية من “كازا” .