وصل في ساعة متأخرة من مساء يوم أمس الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط إلى مدينة برشلونة الإسبانية، وذلك لحضور مباراة للفريق الكتلوني أمام الغريم التقليدي ريال مدريد في كلاسيكو الكرة الإسبانية والمقرر إقامته مساء اليوم على ملعب الكامب نو. وذكرت صحيفة “أخبار كتالونيا” بأن الجندي الإسرائيلي الذي قامت حركة حماس بأسره في الخامس والعشرين من شهر يونيو عام 2006 قبل أن يطلق سراحه العام الماضي في صفقة تبادل تمت بوساطة مصرية مقابل قيام السلطات الإسرائيلية بالإفراج عن 1027 أسيراً فلسطينياً في أكتوبر 2011 قد وصل مدينة برشلونة لمتابعة الكلاسيكو. وأشارت الصحيفة إلى أن الناشطة الإسبانية بيلار راهولا من جماعة أصدقاء “إسرائيل” الإسبانية التي يرأسها رئيس وزراء إسبانيا الأسبق اليميني اثنار قد استقبلت الجندي الإسرائيلي فور وصوله، موضحة بأن راهولا هي من ساهمت في قدوم شاليط إلى ملعب “كامب نو”. من جانبها هاجمت راهولا احتجاجات جماهير برشلونة المناصرة للقضية الفلسطينية، والتي وجهت رسالة لرئيس الفريق ساندرو روسيل يطالبونه بالتخلي عن فكرة استدعاء الجندي الإسرائيلي خلال الكلاسيكو أمام ريال مدريد. وقالت راهولا في عمودها الخاص بالنسخة الكتالونية من صحيفة “انترناشيونال هيرالد تريبيون” بأن هذه الاحتجاجات هدفها تضليل العالم وإعطاء صورة سلبية عن إسرائيل وعن شاليط الذي أمضى مدة خمس سنوات محتجزاً، أي ما مقداره 1831 يوماً. وقال كارليس فيلاروبي نائب رئيس نادي برشلونة، في تصريحات نقلتها العديد من الصحف ووسائل الإعلام إسبانية بأن ناديه وافق على طلب من الجندي نفسه لحضور اللقاء، موضحاً بأن ذلك يأتي استكمالاً لمشروع رياضي للالتقاء بين الشعوب وليس التناحر بينها. وأشار فيلاروبي، إلى أن ناديه عرض على شاليط التواجد في المقصورة الرئيسية للنادي، بيد أن الجندي الإسرائيلي رفض ذلك، وطلب الجلوس بمقعد قريب من الملعب. حمى “الكلاسيكو” تجتاح الشارع الفلسطيني بسبب زيارة شاليط وسادت الشارع الرياضي العربي بشكل عام والفلسطيني على وجه الخصوص موجة من الغضب مناوئة لاستقبال الجندي جلعاد شاليط من جانب برشلونة خلال مباراة الكلاسيكو أمام ريال مدريد مساء الأحد، على الرغم من البيان الذي أصدره النادي الإسباني والذي أكد من خلاله أنه قبِل طلب الجندي ولم يدعه للمباراة، وأبدى استعداده لاستقبال الأسير الفلسطيني المحرر محمد السرسك. وألقت “زيارة شاليط ” بظلالها على الشارع الرياضي الفلسطيني، فقد جرت العادة أن تزدحم المقاهي والمطاعم في مباريات الكلاسيكو بمشجعي كرة القدم منذ ساعات الصباح الأولى على اختلاف أعمارهم وأعمالهم من نساء ورجال لمتابعة هذه المباراة، حيث يستبدل مناصرو الفصائل الحزبية أعلام انتماءاتهم بالأعلام الكتلونية والبعض الآخر بالأعلام المدريدية، إلا أن زيارة شاليط شهدت اختفاء العلم الكتالوني تماماً من بعض المقاهي. وأنتجت شبكة النورس الإعلامية، عن فكرة للشاب يحيى زين الدين وبمبادرة من شبان فلسطينيين في غزة، فيلما وثائقيا قصيرا تحت عنوان “من أطفال فلسطين إلى نادي برشلونة”، اعتراضا على موافقة النادي الكاتالوني على مشاركة الجندي في جيش الاحتلال جلعاد شاليط كضيف في مباراة “الكلاسيكو” بين فريقي برشلونة وريال مدريد الإسباني، المقرر إقامتها في ملعب “كامب نو”، معقل برشلونة. وأظهر الفيلم الوثائقي الذي لا تتعدى مدته الدقيقتين عدداً من الأطفال الفلسطينيين وهم يمارسون كرة القدم قبل أن تقترب منهم إحدى الآليات الإسرائيلية وتقوم بقصفهم لتتركهم جثثاً هامدة، وذلك في مشهد يبعث برسالة عتاب إلى النادي الكتالوني.