دعا وزير السياحة والصناعة التقليدية، السيد محمد لمين حاج سعيد، أمس، بجانت، وكالات السياحة والأسفار إلى التوجه نحو تعزيز وتشجيع السياحة الداخلية بدل الاقتصار على النشاط السياحي نحو الخارج. وأوضح الوزير عقب إشرافه على توقيع اتفاقية تعاون بين وكالات السياحة والأسفار وشركاء القطاع، أنه ينبغي تشجيع السياحة الداخلية بدل الاستمرار في الاتكال على السياحة الخارجية التي تبقى مرهونة بشروط وأوضاع جيواستراتيجية خارجة عن نطاق التحكم، مشيرا إلى أن قطاعه يتطلع حاليا إلى انتهاج استراتيجية جديدة، تجعل الجزائر وجهة سياحية ذات امتياز ولا تتأثر بالمواسم أو بأوضاع خارجية. كما دعا السيد حاج سعيد وكالات السياحة والأسفار إلى تنويع عروضها السياحية وجعلها عروضا متكاملة مع الأخذ في الحسبان كل الخدمات التي يحتاجها السائح (النقل، الايواء، الإطعام والأمن) وتوفير مسالك سياحية متعددة تجتمع فيها كل الأبعاد الثقافية والتاريخية والأثرية والدينية والحموية، معتبرا هذه الوكالات "القاطرة التي يمكن أن تحقق نجاحا للفعل السياحي في الجزائر". وفي حين ذكر بأهمية مرافقة هذه الوكالات ودعمها، أشار الوزير إلى القرار الحكومي الأخير الذي نص على تخفيض الضرائب على أرباح الوكالات التي تنشط في مجال السياحة المستقبلة والباعثة بنسبة تتراوح ما بين 19 و25 بالمائة، مبرزا أهمية إبرام هذه الاتفاقية التي تقضي بدعم السياحة الداخلية وترقية المنتوج السياحي الوطني. كما شدد على ضرورة التركيز على الاحترافية لفتح وكالات جديدة تكون بمثابة شركة منتجة لهذه العروض لجلب السياح، وأبرز أهمية مراجعة أسعار المنتوج السياحي من خلال عروض تنافسية، لاسيما فيما يتعلق بالخدمات السياحة المتنوعة. وبالمناسبة، ذكر السيد حاج سعيد أيضا بتخفيض تسعيرة التذاكر التي طبقتها شركة الخطوط الجوية الجزائرية مؤخرا بنسبة 50 بالمائة لدعم السياحة الداخلية، ملحا من جانب آخر على دعم الاستثمار في مناطق الجنوب التي تفتقر إلى هياكل الإيواء وذلك من خلال بناء قرى سياحية تتماشى والمعايير الهندسية التي تتميز بها هذه المنطقة. وللإشارة قام وزير السياحة والصناعة التقليدية بعد إشرافه على إبرام الاتفاقية التي تهدف إلى ترقية النشاطات السياحية بولاية إليزي، بزيارة إلى متحف "جبرين" التابع لديوان الحظيرة الثقافية للطاسيلي والذي يحتضن الموروث الثقافي المادي واللامادي الذي تزخر به منطقة "الطاسيلي آزجر"، كما وقف عند الموقع الأثري "تيغرغرت" الذي يحتوي على عديد الرسومات والنقوشات الصخرية على غرار لوحة البقرة الباكية.