أكد الفريق أحمد قايد صالح، نائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، أمس، بالجزائر العاصمة، عزم الجيش الوطني الشعبي على بذل كل الجهود لحماية حدود الوطن والقضاء على بقايا الإرهاب في الجزائر، مشيرا إلى أن المحافظة على الرصيد الثوري والوطني الحافل والثري الذي ترسخت معالمه النيّرة في الضمير الجمعي للشعب الجزائري، هي مسؤولية جسيمة، موضوعة على عاتق أجيال الاستقلال. وفي كلمة ألقاها خلال إشرافه على افتتاح ندوة تاريخية تحت عنوان "جيش التحرير، سلاح الإعلام والدبلوماسية"، أوضح السيد قايد صالح أن هذه المسؤولية يزداد عبؤها مع هذه الحملات المسعورة المتتالية، الرامية إلى محاولة تشويه تاريخنا الوطني، والتي يقوم بها حمَلة لواء الإرهاب في الجزائر وفي المنطقة العربية والإفريقية على وجه الخصوص، وأدواتهم من المجرمين، الذين تتطابق أساليبهم اليوم مع أساليب المستعمر بالأمس"، وهو ما يثبت - كما قال - تلاقي الأهداف المعادية؛ مما يجعلنا، اليوم، نواجه نفس التحديات ونخوض ذات المعركة". وأضاف: "إننا في الجيش الوطني الشعبي على العهد باقون، وعلى نفس الدرب سائرون، وسيكون النصر إن شاء الله حليفنا كما كان لنا بالأمس"، ليستطرد بالقول: "ذلكم هو تاريخ ثورة أول نوفمبر المظفّرة، الذي بقدر ما نعتز به باعتباره مرحلة حاسمة في تاريخنا العسكري والوطني، فإننا نعتبره مصدر إلهامنا، وسنبذل قصارى جهودنا تحت قيادة ودعم فخامة رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني، على نشر معانيه السامية وقيمه النبيلة بين صفوف الجيش الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير الوطني، بما يكفل أداء مهامنا الدستورية بكل عزيمة وإصرار وكفاءة واقتدار؛ وفاءً منا لرسالة الشهداء الأبرار، وضمانا أبديا لمكسب سيادة وحرية الجزائر واستقلالها الوطني ووحدتها الشعبية والترابية". وقد تضمنت الندوة التي نظمتها مديرية الإيصال والإعلام والتوجيه لأركان الجيش الوطني الشعبي بالنادي الوطني للجيش، عدة تدخلات نشّطها مجاهدون وباحثون جامعيون، تناولوا خلالها عبقرية التخطيط الاستراتيجي لقادة الثورة، والتصاعد التدريجي لقوة ثورة التحرير والتصدي لمناورات العدو، مسلّطين الضوء على دور جيش التحرير الوطني، ومساهمته الفعالة في دعم النشاط الإعلامي والدبلوماسي للثورة التحريرية المظفّرة. وعكست هذه الندوة التاريخية "العناية الكبيرة التي توليها قيادة الجيش الوطني الشعبي لدراسة تاريخ الثورة التحريرية المجيدة". كما تندرج في إطار مشروع "جمع المعلومات التاريخية من مصادرها الأصلية؛ بهدف تعزيز الانتماء، وتجسيد التواصل بين الأجيال" . وقد تم على هامش هذه الندوة تنظيم معرض متنوع للصور، يدعّم الحقائق التاريخية لعظمة الثورة. كما تم بنفس المناسبة، بث مقاطع من إذاعة صوت الجزائر الحرة المكافحة التي كانت تُبث أثناء الثورة التحريرية. وعرفت الندوة حضور شخصيات تاريخية وطنية إلى جانب إطارات سامية من الجيش الوطني الشعبي.