كشف ممثل منظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة (فاو)بالجزائر، الأستاذ باح كايتا، عن إعداد استراتيجية وطنية للصحة الغذائية خلال سنة 2015، من طرف مكتب المنظمة بالجزائر، سيتم إعدادها بالتنسيق وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات. وترمي هذه الاستراتيجية حسب المتحدث إلى تطوير تغذية أحسن، مشيرا بالمناسبة إلى أن التجربة الجزائرية في مجال الأمن الغذائي قد تفيد البلدان المجاورة خاصة وأن (الفاو) سبق وأن أشادت بها. وأضاف كايتا، بمناسبة الندوة الدولية الثانية حول التغذية، التي ستنعقد بمقر منظمة (الفاو) بروما من 19 إلى 21 نوفمبر الجاري، بمناسبة اليوم الإعلامي للتغذية، أن المخطط متعدد القطاعات سيشكل موضوع توصية من المنظمة العالمية للصحة، وسيشرك جميع الشركاء من بينهم المجتمع المدني والجامعات. ومن جهة أخرى، اتفق المشاركون على القول أن المشكل في الجزائر يكمن في العادات والتقاليد الخاصة بالتغذية، بما أن الأمن الغذائي مضمون للجميع، وفي هذا الصدد أوصى السيد باح كايتا، بالتصور متعدد القطاعات للتوصل إلى حل هذا المشكل، موضحا أن الالتزام لوحده لا يكفي ولكن ينبغي أن تكون هناك أعمال ملموسة وموزونة. وقناعة منه بضرورة الشروع في حملة تحسيسية لتغيير العادات الغذائية المترسخة في المجتمعات الإفريقية ومنها الجزائر، دعا المتحدث إلى عمل تحسيسي تحت موضوع المدرسة صديقة التغذية، حيث سيكون الأطفال أطرافا وهدفا في نفس الوقت، وحسب ممثل المنظمة العالمية للصحة، فإن ترقية الصحة تتعدى وصف المرض للتكفل بالعامل الوقائي والأخذ بعين الاعتبار أعمال البحث. وأكد ممثل ذات المنظمة (فاو) نبيل عساف، من جهته، أنه بإمكان البلدان المجاورة الاستفادة من تجربة الجزائر في مجال الأمن الغذائي، مؤكدا أن تجربة الجزائر في مجال الأمن الغذائي وجهودها التي سبق للمدير العام للفاو جوزيف غرازيانو دا سيلفا، أن أشاد بها خلال زيارته إلى الجزائر يوم 6 فيفري الفارط، قد تفيد البلدان المجاورة فيما أوضح بدوره ممثل وزارة الفلاحة، يوسف رجم خوجة، أن الجزائر حققت قفزة نوعية في هذا المجال بالرغم من أن الأمر يستدعي بذل جهود إضافية، مضيفا أن هذه المهارات قد توسع إلى بلدان مجاورة على غرار بلدان الساحل. وتبنّت الجزائر سنة 2008، سياسة طموحة لتحقيق الأمن الغذائي من خلال التجديد الريفي من أجل تحسين الظروف المعيشية للسكان، وتثمين الموارد البشرية لإنجاز مشاريع جوهرية للتنمية الريفية المدمجة. وسيشارك وفد جزائري في الندوة الدولية الثانية حول التغذية التي ستتناول التقدم المحرز خلال السنوات الأخيرة، بالتركيز أساسا على الإنجازات والتدخلات الناجحة على مستوى الدول، كما ستحدد التحديات الجديدة. وسيتعلق الأمر بلقاء ما بين الحكومات يرتكز على وثيقتين رئيسيتين هما إعلان روما حول التغذية الذي يعد التزاما سياسيا وإطار العمل الاستراتيجي الذي يشكل دليلا للتنفيذ، علما أن التحدي الأول تمثل في التوصل إلى توافق حول وسائل تعزيز التناسق بين سياسات التزود بالغذاء والصحة العمومية وتأمين الأمن الغذائي للجميع. وضم اليوم الإعلامي المنظم مناصفة بين منظمة (الفاو) والمنظمة العالمية للصحة، بحضور ممثليها بالجزائر على التوالي نبيل عساف، وباح كايتا، ممثلين عن وزارات الخارجية والفلاحة والصحة والمجلس الشعبي الوطني، وكذا ممثلين عن المجتمع المدني والاتحادية الجزائرية للمستهلكين. واتفقت الأطراف المشاركة في هذا اليوم الإعلامي على تنظيم يوم وطني حول التغذية على مستوى المجلس الشعبي الوطني، عند عودة الوفد الذي سيشارك في الندوة الدولية الثانية حول التغذية قصد تحسيس الجمهور أكثر حول المسألة.