بمعنويات مرتفعة، استأنفت تشكيلة جمعية وهران تدريباتها صبيحة أمس بغابة كناستيل، وذلك بعد خرجتها الناجحة إلى ملعب عمر حمادي وعودتها غانمة من أمام الرائد اتحاد العاصمة، وهو ثاني فوز يحققه الوهرانيون خارج قواعدهم، وأمام فريق عتيد، إذ سبق لهم أن أذاقوا شبيبة القبائل مرارة الهزيمة بملعب 20 أوت بالعاصمة. وهو ما يؤكد قدرتهم على ترويض الأندية الكبيرة والقوية وبمعاقلها، وأن جفاف نتائجهم في الجولات السابقة ما هو إلا فترة فراغ مروا بها كما يحصل لسائر الأندية، إضافة إلى صغر سن التشكيلة التي لا تحتكم إلى الخبرة اللازمة التي تتيح لها التعامل مع حيثيات بطولة إحترافية، تمارس بها أندية محنكة مقارنة بها، وهي التي عادت بالفريق "الجمعاوي" إلى هذه الدرجة من التنافس بعد غياب ثماني سنوات. وإدراكا منه بأن هذا الفوز قد يكون سلاحا ذو حدين، عجّل المدرب جمال بن شاذلي الحديث إلى لاعبيه قبل انطلاق حصة الإستئناف ليدعوهم سريعا إلى طي ونسيان صفحة نجاحهم بملعب عمر حمادي، والالتفات لتحضير المواعيد القادمة بنفس الجدية، وبدايتها بلقاء الدور السادس عشر من منافسة الكأس الذي سيستقبلون فيه نادي اتحاد سطيف، وهي فرصة لمواصلة المغامرة على هذا الصعيد، حسب بن شاذلي، رغم تأكيده أن ما يهمه هي لقاءات البطولة، وكيفية تسييرها بطريقة ناجعة حتى يضمن بقاء فريقه باكرا، وبالتالي يجنبه حسابات نهاية البطولة خاصة وأن التنافس شديد بين كافة الفرق، والدليل في الفارق الضئيل بينها سواء التي المتواجدة في المراكز المتقدمة أو المتأخرة في لائحة الترتيب. بن شاذلي قال أيضا لأشباله، إن انتصارهم أمام الرائد وبميدانه هو رد منهم على من شككوا في قدراتهم وفريقهم، وأن عليهم التأكيد في اللقاءات القادمة، وذلك يتطلب منهم يضيف بن شاذلي- السير بنفس الخطى، والتحلي دائما بالإدارة والجدّية في العمل خاصة بعدما تحرروا من ذلك الجمود النفسي بفعل الانتصارين المتتاليين، وعودة القاطرة الأمامية إلى نشاطها المعتاد. بوهدة وبودومي معاقبان أمام سطيف وقد لوحظ حضور كامل التعداد إلا من لاعب الوسط، حرباش، الذي منحه طبيب الفريق راحة لمدة ثلاثة أيام بعد إصابة في الظهر، تلقاها في اللقاء الفارط، والمدافع المحوري الدولي النيجيري محمد شيكوتو، الذي دخل مرحلة متقدمة وحاسمة في عملية تأهيله، والذي يرتقب عودته للتدريبات مع بداية الراحة الشتوية، حتى المؤكد غيابهما في لقاء الكأس ضد اتحاد سطيف، الحارس الصديق بوهدة ولاعب الوسط عمر بودومي لم يتخلفا أمس. ويرى البعض أن عقوبة هذا الأخير ولو أنها غير محبذة، إلا أنها جاءت في وقتها، حتى يتخلص بودومي - الذي له وزن كبير في التشكيلة - من هاجس البطاقة الرابعة، وبالتالي يؤمّن حضوره في لقاءات البطولة الوطنية، والتي يتوجب على الجمعية الوهرانية حسن التفاوض فيها وكلها، وبدايتها باستقبال مولودية العلمة يوم الثلاثاء 30 ديسمبر الجاري، وبعد الركون إلى الراحة الشتوية، تنتظرها لقاءات لاهبة تستهلها ب"داربي" الغرب ضد الجار اتحاد بلعباس، فنصر حسين داي، وبعده شبيبة الساورة، فالانتقال إلى ملعب الوحدة المغاربية ببجاية لمنازلة المولودية المحلية لتتوالى المواجهات... وكلها هامة ونقاطها وزنها ذهبا. أما الحارس بوهدة، فقد استحق عقوبته بسبب تماديه في تضييع الوقت ضد فريق "سوسطارة". الإدارة توقف زيدان وترصد 10 ملايين نظير نقاط "سوسطارة" ويبقى الجميع ينتظر رد فعل الإدارة على ما بدر من المدافع، زيدان محمد الأمين في الحصة الأخيرة التي سبقت لقاء اتحاد العاصمة، حيث احتج فيها على مدربه بن شاذلي كثيرا على ما قال عنه استشعارا منه على عدم إدراجه أساسيا في ذلك اللقاء، مما دفع ببن شاذلي إلى شطب اسمه، ورفع تقرير للإدارة حتى تنظر في أمره. وقد أوقفته عن التدريب مع المجموعة كإجراء أول قبل الفصل في قضيته نهائيا. كذلك تصوب الأنظار اتجاه نفس الإدارة لمعرفة قيمة المكافأة المالية التي من المفترض أن تخصصها لزملاء عواد، بعد أن كان عبّر مسؤولها الأول، مروان باغور عن سعادته وافتخاره بفريقه بعد النتيجة التي حققها أمام اتحاد العاصمة والتي وصفها بالإنجاز الكبير. وحسب مقربين من الإدارة، فإنها تكون قد رصدت منحة عشرة ملايين سنتيم لكل لاعب.