قال رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، إن انعقاد المؤتمر ال12 للاتحاد يأتي في ظرف "خاص" يميزه الشروع في تنفيذ المخطط الخماسي للتنمية 2015-2019، وأن الاتحاد العام للعمال الجزائريين باعتباره "شريكا لا غنى عنه" في تنفيذ العقد الوطني الاقتصادي والاجتماعي للتنمية، منتظر منه الاضطلاع بدور "بالغ الأهمية في تجنيد العمال قصد تحقيق الأهداف المرسومة في ظل احترام الحقوق الأساسية للعمال وتعزيز المنظومة الوطنية للحماية الاجتماعية". وفي رسالة بعث بها إلى المشاركين في المؤتمر 12 للاتحاد قرأها نيابة عنه المستشار برئاسة الجمهورية، السيد محمد علي بوغازي، أشار إلى أنه في خضم ما يشهده العالم في الوقت الراهن من تطورات عميقة على مختلف الأصعدة وما لهذه التطورات من وقع على الجزائر، يجب التنبيه إلى ضرورة "توخي غاية اليقظة" من أجل "صون الاستقلال الاقتصادي لبلادنا وحماية ما يتمتع به مجتمعنا من قيم العدالة الاجتماعية والتضامن". وأعرب رئيس الجمهورية، عن يقينه من أن الاتحاد العام للعمال الجزائريين "لن يدّخر أي جهد من أجل مغالبة ما ينطوي عليه من تحديات ورهانات تشييد اقتصاد تنافسي متنوع عماده الحوار والتشاور، يضمن توزيعا عادلا لثمار التنمية بين جميع فئات المجتمع". وذكر بأهمية المخطط الخماسي للتنمية، مشيرا إلى أنه جاء ليكرس المؤسسة "التي تعد الوعاء، من منطلق أنها تخلق الثروة والوسيلة لتحسين القدرة الشرائية للعمال، ووسيلة لكسب المعركة الوطنية لخلق مناصب الشغل". أضاف رئيس الجمهورية، في رسالته أن مجمل الاستثمارات والعمل الذي تقوم به المؤسسات العمومية والخاصة وكذا الأجنبية، وتدخل جميع الفاعلين في التنمية تبقى "بلا جدوى ولا فائدة ما لم تنخرط كلها في هذا المسعى"، مشيدا بالعمل الذي يقوم به الاتحاد من أجل الحفاظ على السلم والتلاحم الاجتماعيين في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة منذ بضع سنوات". ولم يتردد في القول إن الاتحاد "أداة مثلى للحفاظ على مناخ اجتماعي مستقر وآمن كفيل بإنجاح جهود التنمية، وبناء اقتصاد منتج مدر للثروات ومنشئ لمناصب العمل". حين أشار إلى أن الجهود التي تبذلها هذه الهيئة النقابية مكنت من "الحفاظ على دينامية التنمية التي انطلقت من بداية سنوات 2000، ومواصلة تحسين ظروف معيشة العمال والمواطنين". واستعرض الرئيس بوتفليقة، نشأة الاتحاد في خضم الكفاح من أجل تحرير الجزائر، مذكّرا بأعلام الحركة النقابية الوطنية من عهد الشهيد عيسات إيدير، إلى عهد الشهيد عبد الحق بن حمودة، الذين تمكنوا في مختلف المراحل من تجنيد العمال حول هدف استرجاع الاستقلال والسيادة الوطنية، وإعادة إعمار البلاد بعد تحريرها. وأضاف بأن الاتحاد "سعى بدون هوادة" من أجل "تعزيز السلم والدفاع عن مصالح الأمة" من خلال إسهامه في تشييد الوطن وإنجاح الإصلاحات التي تم اعتمادها على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي. دون أن ينسى التذكير بالدور الذي يلعبه الاتحاد على الصعيد الدولي في الدفاع عن التوجهات الوطنية الكبرى، وبوجه أخص ضمن المنظمة الدولية للعمل. المؤتمرون يوجهون لائحة تأييد للرئيس بوتفليقة ووجه المؤتمرون بعد تزكية الأمين العام للاتحاد لعهدة جديدة، لائحة تنويه لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، نظير المجهودات التي بذلها لفائدة طبقة العمال، ودعم ترقية الاقتصاد الوطني والمشاريع التي أقرها والتي أعطت دفعا متينا لنهضة البلاد. وجاء في اللائحة أنه "تأكيدا على المكاسب التي زرعها الرئيس، فلما أثمرت وأينعت وأعطت أكلها كانت الطبقة العاملة تاجا ونعمة ونالت منها الحظ الأوفر، من خلال نتائج الثلاثيات المتعاقبة كرفع الحد الأدنى للأجور وإبرام الاتفاقيات الجماعية، والقرارات الهامة لفائدة المتقاعدين لتحسين ظروف حياتهم المعيشية... ونظرا للقرار التاريخي الشجاع بمحو المديونية"، فإن الاتحاد يقف بمحبّة وثقة مساندا مدعما للرئيس "لما يتمتع به من نظرة ثاقبة ودراية عالية تشهد عليها المشاريع العملاقة التي أعطت الدفع المتين لنهضة البلاد ونموها ومازالت". وتم التأكيد على تحمّل الاتحاد لكل مسؤولياته والمهام المنوطة به من أجل رفعة البلاد وتطورها، وجاء فيها تأكيد على وقوف الاتحاد ومساندته للرئيس وبقائه على العهد.