شيّع السعوديون أمس، خادم الحرمين الملك عبد الله، إلى مثواه الأخير بعد أداء صلاة الجنازة على جثمانه في مسجد الإمام تركي بن عبد الله بالعاصمة الرياض، بحضور أفراد العائلة الملكية يتقدمهم الملك الجديد سلمان بن عبد العزيز، وأعيان المملكة وبحضور ملوك ورؤساء الدول العربية والإسلامية. وشيّعت جنازة الملك عبد الله، مباشرة بعد ذلك إلى مثواه الأخير بالمقبرة المحاذية للمسجد المذكور. وتوفي العاهل السعودي فجر أمس الجمعة، عن عمر يناهز التسعين عاما بعد معاناة مع المرض، حيث أجرى عدة عمليات جراحية بمستشفيات أمريكية مرموقة الصيف الماضي. وكان القصر الملكي السعودي أعلن فجر أمس، أن الملك عبد الله، فارق الحياة بعد نزلة برد حادة، حيث قضى منذ نهاية شهر ديسمبر الماضي، فترة علاج بأحد مستشفيات العاصمة الرياض، واستدعت حالته إخضاعه لعملية التنفس الاصطناعي. يذكر أن العاهل السعودي الراحل حكم العربية السعودية طيلة عشر سنوات خلفا لخادم الحرمين الراحل الملك فهد، ولكنه كان في الواقع المسير الفعلي للشؤون العامة السعودية منذ سنة 1995، بعد أن أصيب الملك فهد بجلطة دماغية منعته من مباشرة مهامه على رأس الدولة السعودية. ويعد العاهل السعودي الراحل خامس ملك يحكم المملكة العربية السعودية، وهو أحد أبناء الملك عبد العزيز مؤسس دولة آل سعود. وتعود جذور العائلة الملكية السعودية إلى القرن الثامن عشر عندما قام محمد بن سعود المتوفى سنة 1745 بربط صداقة مع الإمام محمد بن عبد الوهاب، رجل الدين المعروف الذي أحيا تعاليم الدين الإسلامي في شبه الجزيرة العربية. ورغم الهزيمة التي ألحقتها جيوش الأمبراطورية العثمانية سنة 1818 بقواتهما إلا أنهما تمكنا ست سنوات بعد ذلك من استعادة سيطرتهما على العاصمة الرياض. وبقيت الأوضاع في شبه الجزيرة العربية في حالة لااستقرار دائم إلى غاية سنة 1902، عندما تمكن عبد العزيز، من بسط سيطرته على الوضع ودحر منافسيه من آل الرشيدي، وتمكن من بسط سيطرته على شبه الجزيرة العربية سنة 1913، ثم مكةالمكرمة والمدينة المنورة سنة 1925، وهو ما جعله يعلن سنة 1932 عن ميلاد المملكة العربية السعودية وأعلن نفسه ملكا عليها. ولكن التحول الكبير الذي عرفته الدولة الفتية كان سنة 1938، باكتشاف أول الحقول النفطية فيها مما مكنها من فرض نفسها كقوة إقليمية وأن تصبح إحدى أغنى دول العالم لاحتوائها على ثاني أكبر الاحتياطات النفطية في العالم. وبوفاة الملك عبد العزيز في التاسع نوفمبر 1953، أصبح نجله سعود وولي عهده ملكا للبلاد إلى غاية سنة 1964، حيث تمت إقالته من طرف مجلس أمراء العائلة الملكية، حيث خلفه أخوه غير الشقيق الملك فيصل، الذي يعود له الفضل في إعطاء دفع جديد لبلاده وإدخالها في عهد العصرنة الاقتصادية والسياسية إلى غاية اغتياله من طرف أحد أقاربه في سنة 1975. وخلفه في منصبه ولي عهده الأمير خالد، إلى غاية وفاته سنة 1982، والذي خلفه أيضا الملك فهد والذي خلفه الملك عبد الله سنة 2005.