وضع، أمس، الوزير الأول، عبد المالك سلال، رفقة رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية لدولة قطر، عبد الله بن ناصر بن خليفة آل ثاني، بولاية جيجل حجر الأساس لإنجاز مركب بلارة للحديد والصلب، وبالمناسبة تلقى المسؤولان شروحا حول مراحل إنجاز هذا المركب، كما زارا موقع تجسيد المشروع. ويتربع مشروع المركب الواقع ببلدية الميلية على مساحة تقدر ب216 هكتارا ويبعد عن ميناء جن جن ب40 كلم وعن مطار فرحات عباس ب45 كلم. ومن المرتقب أن ينتج هذا المركب، الذي سينجز في غضون 20 شهرا وبتكلفة مالية تقدر ب170 مليار دج، مليوني طن من الفولاذ سنويا في مرحلة أولى، على أن يتضاعف الإنتاج في آفاق 2019. وسيتدعم هذا المركب بمصنعين للفولاذ وسيمكن من استحداث 1500 منصب شغل مباشر و10000 منصب غير مباشر عند استغلاله، في حين سيتم استحداث 3000 منصب في مرحلة إنجازه. ويعد مركب بلارة بمثابة ”حلم قديم” يتحقق على حد تعبير مواطنين بهذه الولاية. فبعد ما يقارب أربعين عاما من الانتظار بشأن هذا الموقع الذي كان مقررا أن يحتضن مركبا للحديد والصلب في السبعينات، ثم برمج ليكون منطقة للتبادل الحر ثم لمشاريع أخرى، تقرر في الأخير أن يكون مكانا لتجسيد مركب صناعي ضخم للحديد والصلب موجه لإنتاج حديد البناء وأنواع أخرى من الحديد لتلبية الاحتياجات الوطنية وتمكين الجزائر من الاكتفاء الذاتي من هذه المواد، والتفكير بعدها في التوجه نحو التصدير. واعتبر حسناوي شيهوب، رئيس مجلس إدارة سيدار، -شريك ب51 بالمائة للمجمع القطري قطر ستيل الذي يحوز على 49 بالمائة في هذا المشروع-خلال عرضه للمشروع أمام الوزير الأول ورئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية القطري ووزير الصناعة والمناجم وسلطات ولاية جيجل، أن ”بعد البترول فإن الصلب والحديد سيكونان أول مصدر مالي للبلاد”. وسينتج هذا المصنع الضخم الذي ينجز وفق صيغة ”المفتاح في اليد” في مرحلة أولى مليوني طن من الفولاذ سنويا قبل الانتقال إلى 4 ملايين طن سنويا نهاية 2019. ومر مشروع بلارة الذي رأى النور رسميا بعدة مراحل أهمها التوقيع على اتفاق بين الحكومتين الجزائريةوالقطرية في7 جويلية 2012، التوقيع على اتفاق حول مساهمات (سيدار فينا قطر ستيل) في 24 مارس 2013، عقد جمعية عامة تأسيسية في 20 يناير 2014، التسجيل في السجل التجاري في 4 مارس 2014، التوقيع على عقد مع مكتب الدراسات الإسباني (بي أم سي إيدوم) في 15 جوان 2014، الإعلان عن المناقصة لإنجاز وحدات رئيسية في 8 أوت 2014، التوقيع على عقد الإنجاز بين أ كيو أس والمجمع الإيطالي دانييلي في 5 مارس 2015 وأخيرا وضع حجر الأساس أمس. للتذكير، تم يوم الخميس الفارط بمقر ولاية جيجل التوقيع على عقد إنجاز مصنع بلارة للحديد والصلب بين الجزائرية - القطرية للصلب والمجمع الايطالي ”دانيلي”. وطمأن كل من وزير الصناعة والمناجم عبد السلام بوشوارب والرئيس المدير العام لشركة دانيلي سكان المنطقة بخصوص الآثار البيئية للمشروع، وأكدا أن المصنع سينجز بأحدث التقنيات وبتكنولوجيات جد عالية تسمح بالحفاظ على البيئة لاسيما وأنه مزود بمحطة معالجة المياه وتقنيات استرجاع الغازات. وتم فتح الباب أمام السكان وممثليهم من الجمعيات والمنظمات لتقديم أية ملاحظات أو تلقي استفسارات وتوضيحات بشأن التأثيرات البيئية لإزالة أي لبس.