تكوين غواصين متخصصين هو الهدف الذي جاء لأجله الصالون الخامس لميدان الغوص البحري الذي جرت فعاليته بالمركز الثقافي «مصطفى كاتب» بالعاصمة، حيث عرف مشاركة هيئات وجمعيات متخصصة في الغوص البحري بلغ عددها 50، وقد اختار منظموه شعار «الغوص البحري في حماية الثروة الصيدية والبيئة البحرية». يستهدف الصالون التعريف بماهية الغوص عن طريق الجمعيات التي اهتمت به، والسعي إلى إخراجه من مجرد غوص الترفيه الذي عادة هو الاتجاه الذي يختاره المقبلون على تعلم الغوص، وتحويله إلى مهنة قائمة بذاتها للراغبين في اعتمادها كمهنة، حسب تصريح السيدة ربيعة زروقي ممثلة مديرية الصيد والموارد الصيدية لولاية الجزائر. غياب غواصين متخصصين في الجزائر معتمدين حتم علينا، تقول المتحدثة، لفت الانتباه إلى ضرورة التكوين في المجال، فمثلا لا نملك غواصين متخصصين في مجال صيد المرجان، وغواصين متخصصين في تربية المائيات، ومتخصصين في النظافة البحرية وحتى في مجال توصيل الكوابل تحت البحر وغواصي الإنقاذ في حال تعرض السفن إلى بعض المشاكل في عرض البحر، وهو الأمر الذي جعلنا نفكر في الشراكة مع وزارة الصيد البحري بالاعتماد على المدرسة الوحيدة الموجودة في القالة، إذ سنشرع في الأيام القليلة القادمة في فتح التكوين المتخصص في مجال الغوص البحري بمختلف مجالاته. الإقبال الكبير على تعلم الغوص جعلنا نثمن فكرة تحويل الغوص إلى مهنة قائمة بذاتها ونتطلع أيضا إلى اقتراح تأسيس مدارس أخرى خاصة بالغوص المتخصص، لاسيما أن الجزائر دولة ساحلية، تقول المتحدثة. وعرف المعرض توافدا جماهيريا كبيرا، حيث اطلع الزوار على العتاد البحري الذي شاركت به الجمعيات من لباس الغوص وقارورات الأكسجين ونظارات الغوص المائية، فيما راح البعض الآخر يسأل عن الطريقة التي يتم التسجيل بها لتعلم الغوص واكتشاف ما في البحر من ثروات باطنية وجمال رباني. اقتربت «المساء» من بعض الحركات الجمعوية، فكانت البداية مع عبد الهادي أمين علبان، رئيس جمعية غواصي المرجان الجزائريين، الذي قال: «الغوص البحري مجال يستقطب اهتمام العديد من الشباب والشابات، وهذا الصالون يعتبر فضاء للتعريف بمختلف الخدمات التي تقدمها الجمعيات، وبالمناسبة نستغل الفرصة لاستقطاب اهتمام الباحثين عن التكوين في المجال وتعلم مهارات الغوص، فلا يخفى عليكم أن جمعيتنا تأسست سنة 1997 ومنذ ذلك الوقت ونحن نكوّن ونتكفل بكل الانشغالات الخاصة بالغواصين المحترفين، وبعد إغلاق صيد المرجان تراجع عملنا، لذا نتمنى إعادة فتح هذا المجال. وعلى مستوى الجمعية، نملك فقط 47 غواصا متخصصا وهم قلة، بحكم أن الاتجاه يسير نحو الغوص الترفيهي الرياضي، ولأننا نملك تجربة طويلة في المجال، حبذا لو يتم التعاون بين مدرسة القالة والجمعية للعمل سويا على التكفل بالغواصين المتخصصين، لاسيما أننا نملك مربين جزائريين أكفاء على مستوى المدرسة. فالتخصص يختلف حسب التوجه الذي يختاره الباحث عن تعلم الغوص، حيث نملك تخصص الغوص المتعلق بالمرجان، والغوص الخاص بتربية المائيات، وتخصص التلحيم تحت الماء، وفي اعتقادي، تكوين غواصين متخصصين في الجزائر يفتح المجال واسعا لترقية هذه المهنة، كما ينعكس إيجابا على الاقتصاد الوطني بعد أن يتم التكفل بالتكوين بالاعتماد على إطارات جزائرية»، يقول محدثنا. الاهتمام بالغواصين ينعش السياحة من جهته، حدثنا غربي علي، مسؤول نادي الغوص البحري الذي يعتبر أول ناد في الجزائر يعود تأسيسه إلى سنة 1973، بادر بتعليم الغوص، وأشرف على تكوين أكثر من 10 آلاف غواص في مختلف المجالات عن الإشكال الذي يطرح اليوم والذي يرى أنه لا ينحصر فقط في تكوين غواصين متخصصين لأن الجمعيات كانت فيما مضى تتكفل بتكوين غواصين في مجالات مختلفة، أهمها صيد المرجان، لكن المطلوب هو المبادرة إلى ترقية الغوص لإنعاش السياحة، وهذا لا يتحقق إلا بتخصيص أجزاء للجمعيات على مستوى كل الفنادق التي تقع على الساحل، لتتكفل بتعليم السياح مهمة الغوص. فالغوص البحري يدعم السياحة، والجزائر لديها مستقبل واعد في مجال السياحة البحرية لسبب بسيط إن الساحل الجزائري كبير وعذري لم يتم اكتشافه بعد، ولا يزال على طبيعته، لذا نجد الأجانب الذين يزورون بلادنا يولون اهتماما كبيرا بكل ما له علاقة بالمجال البحري.