برمج المتحف العمومي الوطني للفن والتاريخ بمدينة تلمسان رزنامة خاصة بشهر التراث الذي تمتد فعالياته إلى غاية 18 ماي المقبل، وتقام الفعاليات تحت شعار ”التراث والإقليم” وتتمثّل أساسا في نشاطات ثقافية وعلمية متنوّعة، والانطلاقة ستكون من قصر الثقافة ”عبد القادر علولة” بالتنسيق مع المؤسّسات الثقافية للولاية. الافتتاح يشمل ندوة فكرية عنوانها ”آلية حفظ وترميم المجموعات الفخارية في المتحف”، من إلقاء الدكتور بن حمو محمد، كما سيتم بالمناسبة تكريم الدكتور عبد الحميد حاجيات وذلك بالتنسيق مع جامعة ”أبو بكر بلقايد” بتلمسان، كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية قسم التاريخ، فضلا عن ذلك ستتخلل هذه التظاهرة عدّة معارض متنوّعة منها معرض تحت عنوان ”فخار بيدر حرفة وإبداع” من تنظيم جمعية ”بيدر” بتلمسان ومعرض الآثار القديمة ومعرض للصور الفوتوغرافية، إلى جانب معرض آخر منظّم من طرف المتحف العمومي الوطني البحري تحت عنوان ”التراث الثقافي البحري..ذاكرة أمة”. ومعرض آخر عن ”الأبعاد المعمارية والفنية لقصر الرياس” من توقيع مركز الفنون والثقافة بقصر ”رياس البحر” بالعاصمة مع تنظيم ورشات ترميم على مدار ثلاثة أيام، إضافة إلى ورشة أخرى عن ”الساعة الشمسية” التي سيكتشف من خلالها الجمهور على قراءة الساعة الشمسية والتعرّف على المقاربة بين الوقت الشمسي والوقت الشرعي وتحديد أوقات الصلاة والاطلاع على نماذج لأنواع الساعات الشمسية ونماذج للساعات الشمسية الموجودة بالمتحف، زيادة على أشغال يدوية ومحاضرات لفائدة الجمهور. كما ستنظّم بالمناسبة، وتزامنا مع اليوم العالمي لحرية التعبير، ندوة بعنوان ”الصحافة والتراث” وذلك من اقتراح الجمعية الوطنية للإعلام الثقافي، وندوة أخرى تحت عنوان ”أهمية كتب النوازل في كتابة تاريخ المغرب الأوسط في العهد الزياني” من تنشيط الدكتور خالد بلعربي، كما برمج المتحف يومين دراسيين، الأوّل خاص ب«البيوتات العلمية بتلمسان الزيانية، بيت ابن مرزوق التلمساني”، والذي سيتطرّق من خلاله المشاركون إلى أربعة محاور منها ”بيت المرازقة النشأة والتطوّر”، ”الأدوار الوظيفية لعلماء بني مرزوق”، ”إسهامات علماء بني مرزوق في الحركة العلمية” و«المشاركة السياسية والاقتصادية لعلماء بني مرزوق”. للتذكير، احتوت عاصمة الزيانيين عبر تاريخها على العديد من المعالم منها ما يعرف ب«بيوتات العلماء”، كبيت المرازقة الذي كانت له المساهمة والمشاركة في نهضة تلمسان خلال العصر الوسيط خاصة في زمن الزيانيين. وتزامنا مع اليوم العالمي للمتاحف المصادف ل18 ماي من كل سنة، سينظم بالمناسبة يوم دراسي تحت عنوان ”التراث الثقافي البحري، رصيد تاريخي مميز” من تنظيم المتحف العمومي الوطني البحري بالعاصمة. وموازاة مع ذلك، برمج المتحف أيضا يومي 06 و07 ماي المقبل ملتقى وطنيا تحت عنوان ”سيدي بومدين ... تصوّف وثقافات ومجتمعات”، سيفتح المشاركون فيه أربعة محاور، وهي ”التعريف بظاهرة التصوّف وظهوره عند المسلمين والعوامل المؤثرة في تطوّره وانتشار هذه الظاهرة في العالم الإسلامي عامة والجزائر خاصة”، ”ظاهرة التصوّف بتلمسان خلال العصر الوسيط والفترة العثمانية والفترة الاستعمارية، إلى جانب مرحلة ما بعد الاستقلال، مع دراسة نماذج من متصوّفة تلمسان لنساء صوفيات بتلمسان”، أمّا المحور الثالث فيدور حول ”انتشار مدرسة التصوف التلمسانية عبر العالم وكذا انتشارها في الجزائر وفي المغرب العربي وامتداد زاوية سيدي بومدين في تركيا، وانتشارها في أوروبا”، والمحور الرابع والأخير، سيتطرق فيه المشاركون إلى ”واقع الطرق الصوفية بتلمسان أمام تحديات العصر ومسايرة تطلعات الشباب وواقع هذه الطرق الصوفية في الجزائر وفي تلمسان”. مع تناول موضوع التصوف والحوار ما بين الحضارات والديانات، والتصوف والمحبة والسلم والتصوف والمرأة والتصوف الجزائري ما بين المقاومة والثورة والتصوف والعولمة والتصوف والفن، ليختم البرنامج المكمل بمجموعة إشراق الموسيقية من مصر مع عازف القانون، صابر عبد الستار. للإشارة، يقع المتحف العمومي الوطني للفن والتاريخ وسط مدينة تلمسان وقد حظي هذا الموقع بأهمية كبيرة عبر العصور، فقد كان جزءا من المدرسة التي بناها السلطان الزياني أبو تاشفين (1318-1337م) والتي عرفت بالمدرسة الجديدة أوالمدرسة التاشفينية والتي كانت تحفة معمارية رائعة، فقد أراد لها السلطان أن تكون بمقام جامع القرويين بفاس والقيروان بتونس، لكن أتت عليها الآلة الاستعمارية، حيث قامت الإدارة بهدم المدرسة التاشفينية وبناء دار البلدية وساحة عمومية سنة 1875م، في إطار التهيئة العمرانية الجديدة التي دمرت واحدا من أهم المعالم الأثرية في العالم الإسلامي، وبموجب المرسوم التنفيذي رقم 12-196 في أفريل سنة 2012م، تم إنشاء المتحف العمومي الوطني للفن والتاريخ لمدينة تلمسان.