حاول محافظ المهرجان الدولي للفيلم العربي بوهران، السيد إبراهيم صديقي، أن يشرح في ندوته الصحفية سبب اختيار شعار "الواقع.. في دور البطولة" الذي تمّ اعتماده لهذه الطبعة الثامنة وذلك من منطلق مختلف الاختلالات الاجتماعية التي يعيشها الوطن العربي، الذي تمّ اختزال ما يعيشه في كلمة "الربيع" الأمر الذي جعله يطلب من الصحفيين اختيار الفصل الذي يرونه مناسبا لطرحه على الواقع المرير والأليم الذي تعيشه الأمة العربية في الظروف الراهنة. من هذا المنطلق، أكّد محافظ المهرجان أنّ الأفلام المعروضة ترمي لتكريس البعد العربي للمهرجان في طبعته الثامنة، وذلك من خلال استضافة ألمع نجوم الفن السابع في الوطن العربي من فنانين ومخرجين ومنتجين ونقّاد متخصّصين، بالإضافة إلى العدد الكبير من الإعلاميين الذين سيحضرون فعاليات المهرجان، وأضاف صديقي، أنّ المهرجان سيعرف تكريم إبداعات سنيمائية كبيرة وقامات رفيعة أبدعت في عالم السينما من خلال أعمالها الفنية الكبيرة على غرار الكاتبة العالمية الجزائرية آسيا جبار، وسيدة الشاشة العربية الفنانة المصرية الراحلة فاتن حمامة، والفنانة الجزائرية الراقية المتميزة في كافة أدوارها السيدة فتيحة بربار، إلى جانب القلم المتميز السيد قصي صالح درويش، والواقفين الشامخين دوما عملاقي الشاشة الجزائرية والعربية الفنان القدير سيد علي كويرات والمخرج الكبير عمار العسكري. وإلى جانب هذا ستحتفي هذه الطبعة الثامنة من مهرجان الفيلم العربي بالذكرى الأربعين لجائزة السعفة الذهبية الجزائرية والعربية والإفريقية الوحيدة وصاحبها المخرج العالمي الكبير محمد الأخضر حامينة، الذي تمّ اختياره رئيسا شرفيا لهذه الدورة من المهرجان الدولي للفيلم العربي، كما سيتم تنظيم احتفاء خاص بسينما المخرج الكبير أحمد راشدي، وأعمال الروائي رشيد بوجدرة. وأوضح المحافظ أنّ إدارة المهرجان استقبلت ما لا يقل عن 355 فيلما قيد الترشيح للمشاركة في مهرجان وهران للفيلم العربي في مختلف أنواع المسابقات المتعلقة بالأفلام الطويلة والقصيرة وكذا الأفلام الوثائقية، ليتم في النهاية اختيار 38 فيلما فقط منها 12 فيلما طويلا و14 قصيرا و12 وثائقيا، وسيترأس لجنة تحكيم الأفلام الطويلة الناقد السينمائي اللبناني إبراهيم الهريس، بينما عادت لجنة تحكيم الأفلام القصيرة للمخرج الجزائري محمد حازرلي، ولجنة الأفلام الوثائقية للإعلامي الجزائري المعروف نور الدين عدناني. وبالمناسبة، سيتم عرض 13 فيلما خارج المسابقة الرسمية من بينها أفلام تحتفل بالذكرى الستين لاندلاع الثورة التحريرية المجيدة على غرار "الأفيون والعصا"، "العقيد لطفي"، "غروب الظلال"، "ريح الأوراس"، "دورية نحو الشرق"، "معركة الجزائر"، و«وقائع سنين الجمر". من جانب آخر، أشار صديقي، إلى أنّه من منطلق أنّ المهرجان لا يكبر إلاّ بنجومه، تمّ توجيه الدعوة للعديد من النجوم السينمائيين لحضور فعاليات المهرجان، بحيث سيسجّل حضور ليلى علوي، يحيى الفخراني وسمير صبري وكذا المحاور الإعلامي المتميز منير فوزي، إلى جانب الفنانة سلاف خوارجي، والفنانة صباح الجزائري والمخرج باسل الخطيب، وكذا الحضور المتميز للفنانة الفرانكو- إيطالية كلوديا كاردينال، بالإضافة إلى الفنان التركي المعروف باسم "سنبل آغا" في المسلسل التركي "حريم السلطان" من منطلق كون تركيا ضيفة شرف هذا المهرجان. ولأنّ محافظة مهرجان وهران تدرك أنّ العالمية تبدأ من المحلية –حسب صديقي- أطلقت قافلة "روني فوتيي" التي ستجوب مختلف ولايات الغرب الجزائري لعرض باقة من الأفلام المنتقاة، علاوة على استحداث نشاطات مرافقة ذات بعد عربي ودولي، وذلك من خلال تنظيم ملتقى دولي يعنى بعلاقة السينما والرواية وهو ما يمكن اعتباره إضافة تسعى المحافظة من خلالها لتكريس تقاليد جديدة تنهض بالفعل الثقافي، بالإضافة إلى اعتباره جانبا علميا يتم من خلاله تسويق وهران كعاصمة للسينما العربية وذلك من خلال الأسماء الكبيرة والثقيلة التي وجهت إليها محافظة المهرجان الدعوة، بحيث راعت فيها المكانة العلمية والأدبية من بينها واسيني الأعرج، أمين الزاوي، إبراهيم نصر الله، محمود الغيطاني، برهان الشاوي، محسن رملي وطالب الرفاعي وغيرهم. من جانب آخر، أبرز إبراهيم صديقي، في ندوته الصحفية بأنّه في خضم هذه الطبعة من مهرجان وهران للفيلم العربي، سيحتضن قصر المعارض بفندق "الميريديان"، الصالون العربي للسينما والتلفزيون وذلك من خلال استقبال ما لا يقل عن 80 مشاركا من الإمارات العربية المتحدة، لبنان، مصر، فلسطين، العراق، سوريا والأردن وكذا الجزائر، بالإضافة إلى ما يربو عن 40 مؤسسة إعلامية وشركات إنتاج فنية عالمية وأبرز المنتجين الجزائريين من المهنيين الشباب. من جانب آخر، كشف محافظ المهرجان الدولي للفيلم العربي، بأنّ الصالون سيعرف تنظيم ندوتين مهمتين، تعالج الأولى "واقع القنوات التلفزيونية والوسائط الحديثة ما بين التكامل أم الصدام" من تنشيط رئيس اتّحاد المنتجين العرب الأستاذ إبراهيم أبو ذكرى، بينما تعالج الندوة الثانية "الواقع في الإنتاجات الدرامية العربية" وذلك من تنشيط وزير الإعلام الفلسطيني السيد رياض الحسن.