تتوقع مصالح الأرصاد الجوية عودة الأمطار المصحوبة بالرعود للمناطق الشمالية ابتداء من اليوم مع ارتقاب تساقط أكثر من 100 ميليمتر من الأمطار في ظرف قياسي عبر عدد من المدن الساحلية ليستمر الوضع إلى غاية نهاية الأسبوع، حيث قامت بإرسال نشريات خاصة بالوضع إلى السلطات المحلية والمؤسسات والهيئات المعنية لاتخاذ كافة التدابير الوقائية، في حين دعمت مصالح الحماية المدنية صفوفها ب 500 عنصر تحسباً لأي طارئ يتعلق بسوء الأحوال الجوية التي تجندت ْ له مختلف المؤسسات والهيئات ذات الصلة· لا تزال العديد من المؤسسات العمومية مجندة للتدخل في أي لحظة لمواجهة الآثار المترتبة عن الاضطرابات الجوية التي خلفت منذ أول أمس قتيلين وثمانية جرحى وأرغمت العديد من العائلات العاصمية على المبيت في العراء بسبب انهيار مساكنها وذلك ببلديات كل من باش جراح بحي " لاقلاسيار" وباب الوادي بأحياء "فري فالون" و"قادري حسين" وعين البنيان والحمامات، وقد استدعت مديرية الحماية المدينة 500 عون إضافي لتدعيم مصالحها بولاية الجزائر لمواجهة الطوارئ،241 تدخلاً منها 201 تدخل لإنقاذ السكان من الفيضانات بعد تسجيل ارتفاع منسوب مياه كل من وادي بني مسوس وهو ما أدى الى انهيار الجسر الرابط بين عين البنيان واسطاوالي ووادي الحراش ووادي أوشايح حيث غمرت المياه أقبية العمارات والعديد من البيوت القصديرية، بالإضافة الى تصدع أسقف وجدران العديد من البنايات بسبب انجراف التربة خاصة ببلدية بوزريعة، وحسب مصالح الحماية المدنية لولاية الجزائر، فإن الشخصين المتوفين خلال الاضطرابات الجوية الأخيرة التي شهدتها العاصمة هما قاصر لا يزيد عمره عن 15 سنة ببلدية بوزريعة كان ضحية انهيار جدار بسبب انجراف التربة، وشاب يبلغ 27 سنة ببلدية الرايس حميدو جراء إنهيار مسكن قصديري بحي جنان البستان· وحسب تصريح الملازم الأول مباركي بمديرية الاتصال لمصالح الحماية المدنية ل "المساء"، فقد تواصل تدخل أعوان الحماية المدنية لساعات متأخرة منذ نهار أول أمس، لمد يد المساعدة للعائلات المتضررة وأصحاب السيارات التي علقت عرباتهم في السيول منها سيارتين غرقتا في انجراف التربة بطريق سيدي لخضر وسيارة أخرى كان على متنها ثلاثة أشخاص حاصرتهم المياه بمنطقة "تماريس" في حين سجلت عدة حوادث مرور منها انقلاب ثلاثة سيارات جراء السيول الجارفة بشارع رابح عسلة ببلدية باب الوادي واصطدام عدة سيارات عبر الطرقات السريعة ناهيك عن انحراف حافلة لنقل المسافرين ببلدية باش جراح ولحسن الحظ لم تسجل خسائر بشرية تذكر· كما سجلت نفس المصالح 18 تدخلا يخص انهيارات السكنات وانجراف التربة في الوقت الذي تم فيه تحويل الجرحى إلى المؤسسات الاستشفائية القريبة من مكان وقوع الحادث، وتتوقع مصالح الأرصاد الجوية عودة الإضطراب الجوي خلال الساعات القادمة بنفس الحدة، حيث صرّح السيد ميسوم رابح تقني بالديوان الوطني للأرصاد الجوية أن تحسن الجو الذي ساد العاصمة نهار أمس مؤقت، حيث يرتقب عودة الانخفاض الجوي إلى المناطق الشمالية والساحلية بعد أن اتجه إلى البحر الأبيض المتوسط حيث سيتشبع بالرطوبة قبل عودته مجددا خلال ال 48 ساعة القادمة مع توقع تساقط أكثر من 100 ميليمتر على العاصمة وحدها، وقد تم إرسال نشريات خاصة بالوضع إلى السلطات المحلية والمؤسسات والهيئات المعنية لاتخاذ كافة التدابير الوقائية، مشيراً إلى تسجيل 168 ميليمترا ببلدية وادي قريش و117 ميليمترا بوسط العاصمة عند ميناء الجزائر و66 ميليمتر ببلديتي دار البيضاء وبوزريعة، ومؤكداً أن الإنخفاض الجوي يسير ببطء شديد وهو ما أدى إلى طول فترة تواجده على الولايات الشمالية والساحلية على أن تدوم الاضطرابات الجوية إلى غاية نهاية الأسبوع الجاري· وقد تجندت منذ اليومين الأخيرين عدة مؤسسات من أجل إزالة مخلفات الفيضانات الناتجة عن الأمطار الأخيرة، ومنها مؤسسات "سيال"، "أسروت" نات كوم"وكذا مصالح البلديات التي غرقت عدة أحياء بها في الأوحال وطالتها السيول من كل جهة، حيث شرعت كل من مؤسسة تطهير وصيانة طرقات العاصمة "أسروت" ومؤسسة النظافة ورفع النفايات المنزلية "نات كوم" منذ أمس في رفع الأتربة المتراكمة في الشوارع والطرقات والتي زادت كميتها عن 90 ألف طن في الوقت الذي قامت فيه شاحنات بصهاريج بتنظيف الطرقات· وأكد السيد رضا بوداب مسؤول المشاريع الكبرى والتطهير بمؤسسة إنتاج وتوزيع المياه بالعاصمة "سيال" تجند أعوان المؤسسة بالتنسيق مع عمال مؤسسة صيانة وتطهير طرقات الجزائر "أسروت" لضخ كل المياه المتجمعة وتطهير الطرقات حيث تم أول أمس فقط ضخ ما يزيد من 17 ألف لتر في الساعة بمحطة الضخ لباب الزوار في الوقت الذي سجل أكثر من 20 تدخلا بالمناطق المصنفة سوداء· وفي تصريحه ل "المساء"، أكد المصدر أن تطهير وتنظيف أكثر من 15 بالوعة صرف والعمل لا يزال متواصلا حيث تم توقيف عمل كل مشاريع المؤسسة لتجنيد 16 شاحنة ضخ لجمع المياه· وفي آخر بيان لمصالح الدرك الوطني حول وضعية الطرق فقد سجل غلق طريقين وهما رقم 67 الرابط بين ولاية تيبازة والبليدة عند المخرج الشرقي لسيدي راشد وذلك بسبب ارتفاع منسوب المياه بالطريق والطريق الوطني رقم 11 الرابط بين عين البنيان واسطاوالى بمنطقة جسر وادي بني مسوس الذي انهار بسبب انجراف التربة وقوة دفع المياه·