صعب اتحاد العاصمة من مهمته في الظفر بلقب دوري أبطال إفريقيا لكرة القدم هذا العام، بعد هزيمته 2-1 على أرضه أمام منافسه تي بي مازيمبي من الكونغو الديمقراطية، في ذهاب الدور النهائي الذي جرى على أرضية ملعب عمر حمادي أول أمس. ولم يستطع نادي سوسطارة فعل أي شيء في هذه المباراة، وانهار بدنيا وتقنيا وتكتيكيا ونتيجة أمام الفريق الأكثر قوة، ولم يظهر بالشكل المعهود في المباريات السابقة من هذه المنافسة، حيث طبع لعبه التسرع، وعدم التحكم في الكرة وغياب التناسق في الخطوط وخاصة الدفاع، حيث تمكن لاعبو النادي الكونغولي من الوصول إلى منطقة الحارس زماموش مبكرا وهددوا مرماه مع الدقائق الأولى للمباراة. وقد أسفرت هجمات تي بي مازيمبي عن هز شباك الحارس زماموش في الدقيقة 27 بهدف في منتهى الروعة عن طريق اللاعب كالابا، الذي تلقى كرة من تماس على الجهة اليمنى لحارس اتحاد العاصمة وفي حدود منطقة 18 مترا يراقب الكرة بالصدر وسددها بقوة في عمق الشباك، حيث لم يتمكن حارس الاتحاد من التصدي لها رغم الإرتماءة. هذا الهدف الذي هز أركان اتحاد العاصمة، أدى إلى انهيار اللاعبين الذين فقدوا السيطرة على الهدوء والأعصاب، وتضاعفت محاولات نادي تي بي مازيمبي، ولولا براعة الحارس محمد زماموش لكانت النتيجة أثقل، حيث أنقذ مرماه من بينها ضربة جزاء صدها ببراعة في الدقيقة 66، بعد لمس العرفي الكرة بيده في منطقة الجزاء، الأمر الذي كلفه البطاقة الحمراء بعد تلقيه صفراء ثانية. وفي الوقت كان ينتظر أن يكون تصدي الحارس زماموش نقطة تحول في أداء لاعبي اتحاد العاصمة، زاد الارتباك من أخطاء الدفاع، حيث منح الحكم المصري ضربة جزاء ثانية للنادي الكونغولي في الدقيقة 78 بعد أن عرقل المدافع خوالد قلب هجوم مازيمبي، ونفذ الضربة بنجاح اللاعب ساماطا لتصبح النتيجة (0-2). وفي الدقيقة 88 من اللقاء، استطاع البديل سيقر تقليص الفارق وتسجيل الهدف الوحيد لاتحاد العاصمة بعد تلقيه كرة على خط 18، حيث راوغ أحد المدافعين وقذف الكرة على الطائر لتسكن شباك الحارس كيديابا. الدفاع لم يكن في يومه وتغييرات عديدة في التشكيلة ولم يكن محور دفاع اتحاد العاصمة في يومه خلال مباراة أول أمس أمام نادي تي بي مازيمبي الكونغولي، حيث ظهر الخط الخلفي لنادي سوسطارة بمستوى مغاير عن الذي كان يقدمه في المواجهات السابقة، وفشل في الوقوف للند أمام لاعبي النادي الكونغولي، وارتكب أخطاء غير مقبولة، والتي استغلها مهاجمو نادي تي بي مازيمبي من أجل الوصول إلى شباك الاتحاد. كما شهدت تشكيلة نادي اتحاد العاصمة عدة تغييرات، حيث أن المدرب حمدي وجد نفسه مجبرا على إحداثها بسبب غياب بعض أبرز العناصر بداعي الإصابة أو العقوبة، مثل المدافع الأيمن مفتاح و زميله درفلو. كما أن المدرب الأول للاتحاد فضل إجراء تغييرات فنية من أجل تحسين أداء الفريق، بعدما أشرك ناجي في الهجوم مكان عودية، ومازاري في الدفاع مكان شافعي، إلا أن ذلك لم يأت بالنتيجة المرجوة، وهو الأمر الذي سيجعله يراجع حساباته من جديد قبيل خوض لقاء العودة في لومومباتشي الأسبوع القادم. الحارس زماموش أنقذ فريقه من هزيمة أكبر ولا يختلف اثنان على أن الأداء الكبير للحارس الأول لنادي سوسطارة، محمد الأمين زماموش، جنب فريقه الانهزام بنتيجة أكبر في هذه المواجهة الهامة، حيث تصدى للعديد من المحاولات الهجومية التي شنها لاعبو نادي تي بي مازامبي الكونغولي على مرماه، حيث كان لها بالمرصاد وأبعد كرات خطيرة عن شباكه، منها تصديه أيضا لركلة الجزاء الأولى للمنافس في الشوط الثاني من عمر المباراة.وسيكون الطاقم الفني للاتحاد، وعلى رأسه المدرب حمدي، مطالبا بمراجعة حساباته من الناحية الفنية والتكتيكية، حتى يكون الاتحاد في الموعد في لقاء العودة، الذي سيقام الأحد المقبل في الكونغو، وينجح في قلب الموازين لصالحه ويعود بالتاج الإفريقي إلى الجزائر. تصريحات: ميلود حمدي (مدرب اتحاد الجزائر): بالرغم من النتيجة السلبية إلا أنني متفائل بحظوظنا «عناصرنا كانت تطمح إلى تحقيق نتيجة جيدة حتى مروا جانبا، أظن أن الهدف الأول كان منعرج اللقاء، بالرغم من النتيجة السلبية إلا أنني متفائل بحظوظنا في قلب الأمور في مباراة الإياب، لدينا فريق يحسن التفاوض خارج الديار ولقد أثبته في السابق على المستويين الوطني والقاري، لست نادما على الخيارات الفنية في هذه المباراة، بالنظر لما أتوفر عليه من تعداد كنت سأكرر نفس الشيء إذا أعيدت المباراة". باتريس كارتيرون (مدرب تي بي مازيمبي): سنسعى للفوز بلقاء الإياب والتتويج باللقب «هذا الفوز خارج الديار يريحنا كثيرا، لكن ذلك لن يمنعنا من اللعب بطريقة هجومية في مواجهة الإياب، لدينا جمهور يعشق اللعب الجميل وسنسعى إلى إمتاعه، لم يكن أمامنا أي طريقة للعب سوى الهجوم، وسوف أبقى حذرا من الاتحاد بالرغم من انهزامه على أرضه، لأنه فريق يحسن التفاوض خارج أرضه وقادر على صنع المفاجأة، بالإضافة إلى أن الجزائريين معروفون بردة فعلهم في الوضعيات الصعبة، لكن لدينا فريق قوي وأبقى متفائلا به، لأننا نمتلك لاعبين سريعين وفعالين، سنسعى للفوز بلقاء الإياب لإثبات قوتنا وجدارتنا في التتويج باللقب". حاج عدلان (الناطق الرسمي لاتحاد الجزائر): التتويج يبقى واردا لأننا نملك فريقا جيدا «مررنا جانبا في هذا اللقاء، لكن التتويج يبقى وارد بما أننا نملك فريقا جيدا سبق له أن حقق نتائج جيدة خارج الديار، وهو قادر على تكرار نفس الشيء في لوبومباشي". علي ساماطا (مهاجم تي بي مازيمبي): لسنا أبطالا بعد رغم تحقيقنا الفوز «لسنا أبطالا بعد، لقد واجهنا فريقا جيدا أثبت قدراته في هذه المنافسة القارية، لقد سيرنا اللقاء بشكل جيد لفائدتنا، لكن كل شيء يبقى وارد في مثل هذه المواجهات، لأننا لم نحقق أي شيء الآن ولسنا أبطالا بعد".